عثمان بن شقرون: أخلاقيات الترجمة والسطو النصي
لم تعد الترجمة، في التصورات الحديثة، مجرّد نقل آلي من لغة إلى أخرى، بل أضحت فعل كتابة ثانية، لها شروطها الجمالية وأعباؤها الأخلاقية. فالمترجم لا يعمل على نص خام، بل على عالم متكامل من التجربة والذاكرة والأسلوب، يقتضي منه زمنًا، وحدسًا، وتقمصًا دقيقًا لصوت الكاتب. ومن هنا، فإن أي تعامل مع الترجمة خارج هذا الأفق إنما هو مساس مباشر بجوهر العمل الثقافي. هذا المساس لا يقوّض الجهود الفردية فحسب، بل يهدد منظومة الثقة التي يقوم عليها حقل الإنتاج ...
