نعيمة بنعبد العالي: راشومون.. الحقيقة المتشظية وتعدد الروايات والنظرات
حين قدّم أكيرا كوروساوا فيلم راشومون عام 1950، بدا وكأنه لا يروي جريمة، بل يفتح أبوابًا على لغز الوجود نفسه. المطر ينهمر بلا توقف، البوابة المهدّمة تستقبل المارة كجدار أطلال، والغابة الكثيفة تخفي في أحشائها فعلاً غامضًا: اغتصابًا وقتلاً. أربعة شهود يتناوبون على رواية الحادثة: قاطع الطريق، الزوجة، الزوج المقتول عبر وسيط روحي، ثم الحطاب. كل شهادة تدّعي الحقيقة المطلقة، لكن تداخلها يكشف أن الحقيقة ليست وحدة، بل تبعثر متعدّد يتوزّع بين الروايات والنظرات. ليست الغاية أن نصل ...
