هنا... حيث تشرق الشمس متأخرة في قلوب الناس... لتغرب تحت جدار الجراح والخوف...
لا تسقط الجدران فجأة...
هي فقط تتعب من لعب دور التنمية...
فتنهار....تعبا من لعب دور الواجهة
لأنها ترفض التواطؤ باسم إعادة الإسكان...والتوطين والتأهيل..
تسقط... لأنها... تخجل من رخصة وقعت تضمن الصمود... وهي تخفي جنائز محتملة...
بعد فاجعة فاس الأليمة
لم نكد نلتقط أنفاسنا..
حتى جاءت آسفي لتقول:
الموت هو القوة القاهرة الوحيدة، التي مازالت تفضح كل الفساد الذي يختفي في معاطف سياسية، تعلق على مشجب القضاء والقدر...
فحتى الموت في مستشفيات العار، لم يكن كافية لفتح سؤال المسؤولية...
إننا نموت... قبل الآوان خفية...
لأن السياسة تقتل الأحلام
الموت على حين غرة...
طبعنا معه... نأسف... ندفن موتانا... وننسى وجه القاتل...
اثنان وعشرون هنا،
واثنان وعشرون هناك،
أربعة وأربعون ضحية
في أسبوع واحد،
والعداد شهيته عالية..
سقطت الجدران بفاس..
ليس لأن الريح كانت قوية،
بل لأن الفساد كان أقوى.
لأن الرشوة
دخلت الإسمنت،
وسكنت الأعمدة،
ورعت رخص البناء.
لأن المراقبة عطلهتها نزوات المغامرة،
لأت التقارير تحولت إلى تدابير مؤجلة.
الجدران لم تخن ساكنيها،
الذي خانهم
هو من سمح بعلو قاتل...
وبناء لغم.
وفي الجهة الأخرى،
لم يكن الماء أرحم.
جرف الناس والدور
والأحياء والأشياء
ليس لأنه مطر استثنائي،
بل لأن جهة ما مسؤولة كان ضميرها في عطلة...
قنوات صرف غير منجزة،
أو مغلقة...
وسرير وادي التهمه الإسمنت
وأودية بلا تهيئة،
أحياء خارج الرادار،
وطرق قروية
تُعبد بالكلام
وتُغرق بالصمت.
الماء لم يكن كارثة طبيعية،
كان بلاغا متأخرا
عن غياب المسؤولية...
وهكذا،
بين جدار مغشوش
ووادي مهمل،
يقف المواطن المغربي
أعزل،
يدفع ثمن صفقة
لم يوقّعها،
وقرار
لم يُستشر فيه...
ثم يخرجون علينا بالجملة الجاهزة:
“قضاء وقدر”.
جميل…
لكن لنكن واضحين:
القدر لا يوقّع رخص السكن،
ولا يتقاسم الرشاوى،
ولا يؤجل مشاريع الحماية،
ولا يترك الناس
يسكنون وادي الخطر
ثم يغسل يديه بالدعاء.
المسؤولية سياسية،
لأن الأرواح تُدار بمنطق “حتى يطيح”،
واجتماعية،
لأننا طبعنا مع الموت
كما نطبع مع الزحام.
يموت الناس في الدواوير والحواضر..
غرقًا،
بردًا،
تحت الطين،
تحت الحافلات،
تحت الجدران،
فنحزن…
قليلًا،
ثم نواصل الحياة
كأن الموت جار مزعج
تعودنا صوته.
هذا هو الخطر الحقيقي:
أن يصبح الموت عاديا،
وأن تتحول الفاجعة
إلى خبر عابر،
وأن يقاس الوطن
بعدد النعوش
لا بعدد الناجين.
رحم الله ضحايا فاس وآسفي،
وغفر لهم،
لكن الرحمة وحدها
لا تبني سقفل،
ولا توقف فيضانا...
الرحمة الحقيقية" تحديد المسؤولية"
فما نحتاجه
ليس مزيدا من البلاغات،
بل قليلا من الخجل،
وكثيرا من المحاسبة،
وقرارا شجاعا
بأن حياة المغربي
ليست هامشا
ولا رقمًا احتياطيًا
في سجلات الإهمال.
لأن الجدار القادم
يتمرن الآن على السقوط،
والوادي القادم
يتطلع لعبوره القديم،
والموت…
للأسف...
لم يعد مفاجأة...
لا تسقط الجدران فجأة...
هي فقط تتعب من لعب دور التنمية...
فتنهار....تعبا من لعب دور الواجهة
لأنها ترفض التواطؤ باسم إعادة الإسكان...والتوطين والتأهيل..
تسقط... لأنها... تخجل من رخصة وقعت تضمن الصمود... وهي تخفي جنائز محتملة...
بعد فاجعة فاس الأليمة
لم نكد نلتقط أنفاسنا..
حتى جاءت آسفي لتقول:
الموت هو القوة القاهرة الوحيدة، التي مازالت تفضح كل الفساد الذي يختفي في معاطف سياسية، تعلق على مشجب القضاء والقدر...
فحتى الموت في مستشفيات العار، لم يكن كافية لفتح سؤال المسؤولية...
إننا نموت... قبل الآوان خفية...
لأن السياسة تقتل الأحلام
الموت على حين غرة...
طبعنا معه... نأسف... ندفن موتانا... وننسى وجه القاتل...
اثنان وعشرون هنا،
واثنان وعشرون هناك،
أربعة وأربعون ضحية
في أسبوع واحد،
والعداد شهيته عالية..
سقطت الجدران بفاس..
ليس لأن الريح كانت قوية،
بل لأن الفساد كان أقوى.
لأن الرشوة
دخلت الإسمنت،
وسكنت الأعمدة،
ورعت رخص البناء.
لأن المراقبة عطلهتها نزوات المغامرة،
لأت التقارير تحولت إلى تدابير مؤجلة.
الجدران لم تخن ساكنيها،
الذي خانهم
هو من سمح بعلو قاتل...
وبناء لغم.
وفي الجهة الأخرى،
لم يكن الماء أرحم.
جرف الناس والدور
والأحياء والأشياء
ليس لأنه مطر استثنائي،
بل لأن جهة ما مسؤولة كان ضميرها في عطلة...
قنوات صرف غير منجزة،
أو مغلقة...
وسرير وادي التهمه الإسمنت
وأودية بلا تهيئة،
أحياء خارج الرادار،
وطرق قروية
تُعبد بالكلام
وتُغرق بالصمت.
الماء لم يكن كارثة طبيعية،
كان بلاغا متأخرا
عن غياب المسؤولية...
وهكذا،
بين جدار مغشوش
ووادي مهمل،
يقف المواطن المغربي
أعزل،
يدفع ثمن صفقة
لم يوقّعها،
وقرار
لم يُستشر فيه...
ثم يخرجون علينا بالجملة الجاهزة:
“قضاء وقدر”.
جميل…
لكن لنكن واضحين:
القدر لا يوقّع رخص السكن،
ولا يتقاسم الرشاوى،
ولا يؤجل مشاريع الحماية،
ولا يترك الناس
يسكنون وادي الخطر
ثم يغسل يديه بالدعاء.
المسؤولية سياسية،
لأن الأرواح تُدار بمنطق “حتى يطيح”،
واجتماعية،
لأننا طبعنا مع الموت
كما نطبع مع الزحام.
يموت الناس في الدواوير والحواضر..
غرقًا،
بردًا،
تحت الطين،
تحت الحافلات،
تحت الجدران،
فنحزن…
قليلًا،
ثم نواصل الحياة
كأن الموت جار مزعج
تعودنا صوته.
هذا هو الخطر الحقيقي:
أن يصبح الموت عاديا،
وأن تتحول الفاجعة
إلى خبر عابر،
وأن يقاس الوطن
بعدد النعوش
لا بعدد الناجين.
رحم الله ضحايا فاس وآسفي،
وغفر لهم،
لكن الرحمة وحدها
لا تبني سقفل،
ولا توقف فيضانا...
الرحمة الحقيقية" تحديد المسؤولية"
فما نحتاجه
ليس مزيدا من البلاغات،
بل قليلا من الخجل،
وكثيرا من المحاسبة،
وقرارا شجاعا
بأن حياة المغربي
ليست هامشا
ولا رقمًا احتياطيًا
في سجلات الإهمال.
لأن الجدار القادم
يتمرن الآن على السقوط،
والوادي القادم
يتطلع لعبوره القديم،
والموت…
للأسف...
لم يعد مفاجأة...

