أنور الشرقاوي: الكرسي، والهندام، والشال الأحمر.. وقطار الحياة
جلس إدريس على كرسيٍّ عالٍ أمام منصة البار، جلسة من يعرف المكان كما تُعرف المدن الأولى: نصفها حنين، ونصفها ارتياب. ألفةٌ تشبه الجروح القديمة، لا تؤلم… لكنها لا تبرأ. أمامه كان الكرسي الحديدي الفارغ، بمقعده الجلدي الأحمر، ينتظر أحدًا لا يأتي، باردًا كالأشياء التي طال بها الصبر, حتى نسيت حرارة الأجساد. كرسيٌّ لا يتكلم، لكنه يعرف أكثر مما ينبغي، ويخزّن من الأسرار ما يكفي لفضح أعمار كاملة. على ...