الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد الغلوسي: رائحة التحامل والضغينة ضد الأستاذ ناشيد تفوح من بلاغ وزارة التعليم

محمد الغلوسي: رائحة التحامل والضغينة ضد الأستاذ ناشيد تفوح من بلاغ وزارة التعليم محمد الغلوسي
اطلعت على بلاغ الوزارة  المشرفة على قطاع التربية والتعليم بخصوص قضية الكاتب والمثقف سعيد ناشيد والذي تم عزله من وظيفته كأستاذ بمقتضى قرار صادر عن الوزارة الوصية وموقع من طرف رئيس الحكومة 
المطلع على بلاغ الوزارة سيشم رائحة من التحامل والضغينة ضد الأستاذ سعيد ناشيد ،بلاغ عبارة عن مرافعة تتضمن صك إتهام تحاول جمع كل "القرائن" "والأدلة" وإن كانت تعود إلى تسعينيات القرن الماضي وتحاول تقديم عنصر "غياب الأستاذ سعيد ناشيد" عن بعض الحصص كظرف تشديد مع العلم أن مثل هذه الحالات المتعلقة بالغياب هي مسألة طبيعية وعادية في نظامنا التعليمي والوزير أمزازي يعرف ذلك جيدا بل وتصله تقارير يومية حول هذه الظاهرة ،مرافعة بإطناب لغوي وإستعراض لمخالفات بسيطة لإقناع الناس بخطورة الأفعال !!
المثير في لغة الوزير الواردة في بلاغه هو أنه يبدو وكأنه يدافع لتبرئة ذمة جهة ما تورطت في قرار العزل ويحاول إقناع الناس بأن الأمر يتعلق بمساطر إدارية وقانونية عادية ،بلاغ خرج في الوقت الذي تصاعدت فيه حملة التضامن مع المثقف سعيد ناشيد وكأنه يريد تقديم خدمة لجهة تضايقت من قلم سعيد ناشيد ،لكن السؤال المطروح على السيد أمزازي هو هل تستطيع وزارته أن تخرج ببلاغ حول عدد الموظفين الأشباح بقطاع التعليم وتطالبهم بإرجاع الأموال العمومية التي تسلموها دون وجه حق وإتخاد قرار العزل ضدهم ؟وهل يستطيع السيد الوزير أن يكشف للرأي العام عن عدد المنازل والفيلات والسكنيات التي تم إحتلالها من طرف مسوؤلين جهويين  ومركزيين  وموظفين بدون وجه حق منهم من تقاعد ولازال يستفيد من تلك السكنيات ومن خدمات الماء والكهرباء وغيرهما رغم توفر العديد من هؤلاء  على منازل خاصة فضلوا كراءها للغير لتدر عليهم مداخيل إضافية  والإستفادة من البقرة الحلوب في إطار "الهمزة" وسياسة الريع ؟
هذه هي المعركة الحقيقية التي يجب أن تتفرغ لها الوزارة الوصية وأن تجند كل إمكانياتها لمكافحة كافة مظاهر الفساد والريع بالتعليم لا أن تختار الحائط القصير لإستعراض قوتها ذلك أن قوة قطاع التربية والتعليم رهين بتخليقه وجعله قاطرة للتنمية والتطور والتقدم والمساهمة في رفع تحديات العلم والحداثة ومواكبة التطور التقني والتكنولوجي 
إن الوقائع والمعطيات المتعلقة بقضية المثقف سعيد ناشيد لاتكتسي تلك الخطورة التي تستدعي قرار العزل، هي مخالفات نعم، ولايمكن لأي كان أن يزكيها ،هي مخالفات شبيهة بمخالفات عديدة يأتيها بعض رجال ونساء  التعليم وتعرض على المجالس التأديبية والتي عادة ماتكتفي باتخاذ قرار التوبيخ أو التوقيف مؤقتا عن العمل ولا ترقى إلى  درجة إعدام مستقبل الشخص.