Saturday 1 November 2025
Advertisement
كتاب الرأي

زكية لعروسي: حين مشت الشمس على رمال المجد

زكية لعروسي: حين مشت الشمس على رمال المجد زكية لعروسي
أيها الملك الذي كلّم الرمل.. فأنصتَ
ومشى على الصحراء كما تمشي
القصيدة على لسان نبيّ
قلت ذات خريف:
إفتحوا القلوب قبل الحدود
واحملوا القرآن بدل البنادق
فالمغرب لا يستعاد بالرصاص
بل بالصوف والشرف
فأنجبت مسيرة كانت أعظم من الحرب
وأجمل من النصر
وأقرب إلى الصلاة
كنت آخر من يفكر بالعقل
وأوّل من يحكم بالحلم
وعرفت أن الصحراء أنثى لا تؤخذ بالقوّة
بل تستعاد كما تستعاد القصيدة:
بالحب...العشق ، والنداء
لبيت نبوءة جاءت في الكتب القديمة:
إن أمة ستسير نحو الشمس
لا سيف في يدها
ولا لعنة في ظلها
بل سلام يمشي على قدميه
ويخيط الرمل بخيوط الحنين
قيل:
سيخرجون من صمت المدن
كأنهم أبناء نجمة
إختبأت تحت عباءة الأطلس
منذ ألف عام
ثم جاء صوت لا يشبه شيئا
ولا يشبه أحدا
بل هو مزيج من صوت ملك ونبض شعب
فقلتَ يا حسن حفيد الحسنين وجد الحسن
أخرجوا كما يخرج الدعاء من فم السماء
واذهبوا حيث القلب يشير
فالصحراء تنتظر أبناءها
فارتجّ الرمل
وقامت في الأرض صلاة بلا ركوع
فمشت الشمس…نعم...مشت
لم تكن تشرق
 بل كانت توزّع الضوء على الوجوه
وترفع راية المغرب كأنها راية الفتح
كانوا مئات الآلاف 
لكن أرواحهم ذابت في روح واحدة
تقول: 
لا شيء يفصلنا عنك… يا صحراؤنا
فكلّ من مشى نبتت تحته وردة خفية
وإرتفع فوقه سطر من سورة نور جديدة 
تدعى: أسطورة الجنوب
لم يحملوا بنادق
بل حملوا ذاكرة المدى
وصورة الملك في الجيوب
وآيات لا تنتهي: "الله، الوطن، الملك"
 وصلوا..
واعتمروا
 ثم عادوا
فالعودة لم تك إلى الصحراء
بل إلى معنى الوطن
يا من مشت فيكِ الشمسُ
كما تمشي في عروقنا
يا صحراء الحبِّ الأولى
نحن أولادك
ولدنا من نخلة لا تموت
ومن ظلّ ملك لا يغيب
إن ناديْتِنا ثانية…سنسير.
ولو كان الرمل نارا
ولو كانت السماء خرساء