مشهد من احتجاج سكان دوار بيه بالبيضاء ليلة الجمعة 15 غشت 2025 لم تكن عادية في دوار بيه بعين السبع بالدار البيضاء. عشرات الأسر خرجت في وقفة احتجاجية تندد بما وصفته بـ"الوهم" الذي باعته لهم السلطات، بعدما اكتشفوا أن الشقق التي رحّلوا إليها لا ترقى إلى وعود السكن اللائق التي طالما انتظروها. المحتجون أعلنوا استعدادهم لخوض أشكال تصعيدية غير مسبوقة دفاعاً عن حقهم في سكن يحفظ كرامتهم بعد سنوات طويلة من المعاناة وسط البراريك.
المفارقة أن ساعات قليلة قبل هذه الصرخة، عاشت قاعة عباس الكورة بالدار البيضاء أجواء من الفرح والاحتفاء، حيث نظمت عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي قرعة إعادة إيواء 700 أسرة من قاطني دور الصفيح. العملية جرت تحت إشراف السلطات المحلية وبحضور ممثلي المجتمع المدني، وسط تأكيد على الشفافية وتوفير كل التسهيلات للأسر المستفيدة.
كريم الكلايبي، النائب الأول لرئيس مقاطعة عين السبع، وصف الحدث بـ"الخطوة التاريخية التي تترجم وعود الدولة وتفتح صفحة جديدة نحو العيش الكريم"، مشيراً إلى أن ما تحقق يمثل بداية لمسار أوسع ستتلوه مراحل إضافية خلال الأسابيع المقبلة، تمهيداً للترحيل الكامل قبل الدخول المدرسي.
لكن بين خطاب المسؤولين وصدمة الأسر المرحّلة، يظل الفارق واضحاً: فرحة لم تكتمل ومعاناة تسكن تفاصيل يوميات سكان دوار بيه، الذين يعتبرون أن حقهم في سكن يليق بإنسانيتهم لم يتحقق بعد.
