عادل العسري شهدت إيطاليا تصعيداً غير مسبوق في الخلافات داخل الأوساط النقابية، بعد أن وجهت الجالية المغربية المنخرطة في الكونفدرالية العامة الإيطالية للعمل (CGIL) – وهي أكبر نقابة في البلاد – رسالة احتجاج شديدة اللهجة، متهمة النقابة "بالخيانة واستغلال قضية غزة" لدعمها جبهة البوليساريو.
جاءت هذه "الانتفاضة" في أعقاب تنظيم CGIL Siracusa لندوة تحت عنوان: "من الصحراء إلى غزة: أراضٍ بلا صوت، وشعوب بلا وطن"، والتي عُقدت في 17 أكتوبر 2025، وشهدت حضوراً ممثلاً لجبهة البوليساريو.
تهديد بسحب عشرات الآلاف من العضوية وغلق مكتبها بالمغرب
تعكس الرسالة، التي أرسلتها مجموعة من ممثلي الجالية المغربية إلى القيادات النقابية الوطنية والمحلية، حالة من الغضب العميق إزاء موقف النقابة. ووفقاً للرسالة، فإن النقابة، التي يبلغ عدد المنخرطين المغاربة فيها أكثر من 45 ألف عضو، قد أقدمت على عمل "معادٍ للمصالح الوطنية".
وتساءل الموقعون في رسالتهم الموجهة للقيادة النقابية: "كيف يمكننا الاستمرار في دفع اشتراكاتنا والاعتراف بنقابة CGIL كصوت لنا، بينما اختارت بنشاط دعم أولئك الذين نعتبرهم أعداء لوحدة بلدنا؟"
وقد بلغت حدة الاحتجاج درجة التهديد باتخاذ "إجراءات احتجاجية كبيرة، قد تشمل السحب الجماعي والمكثف لبطاقات العضوية" من قبل الجالية المغربية، بالإضافة إلى الضغط على السلطات المغربية لإغلاق مقر النقابة في المغرب.
اتهام باستغلال إنساني غير نزيه لمآسي فلسطين
الاحتجاج لم يقتصر فقط على دعم البوليساريو، بل ركز بشكل خاص على العنوان المثير للجدل للندوة، حيث اتهمت الجالية النقابة بـ "الاستغلال غير اللائق للقضية الفلسطينية".
وجاء في الرسالة أن: "ربط قضية الصحراء المغربية المعقدة والمثيرة للجدل بالمأساة الإنسانية في غزة... هو عمل من أعمال الاستغلال السياسي غير المناسب وغير المحترم".
وأوضح المحتجون أن النقابة تحاول "استغلال الإجماع الأخلاقي والإنساني الواسع والشرعي حول مأساة غزة، لمنح هالة من الشرعية السياسية لنزاع إقليمي معقد، والذي يُناط حله حصراً بالأمم المتحدة".
مطلب الحياد النقابي
طالبت الجالية المغربية بـ "توضيح علني ورسمي ينفي أن المواقف المعبر عنها خلال اللقاء تمثل الموقف الرسمي والملزم للكونفدرالية بأكملها"، داعية CGIL إلى التزام "الحياد الصارم" في القضايا الجيوسياسية الدولية التي تثير الانقسام بين أعضائها.
وتبرز هذه الحادثة انقساماً حاداً وغير مسبوق داخل أكبر كتلة نقابية في إيطاليا، مسلطة الضوء على الأهمية التي توليها الجالية المغربية لقضية وحدتها الترابية، ومؤكدة أن أي انحياز لأعداء المغرب داخل المؤسسات الإيطالية، حتى لو كانت نقابية، سيواجه باحتجاج قوي ورفض قاطع. وتنتظر النقابة الآن الرد على هذا التحدي غير المسبوق من قاعدة أعضائها المهاجرين.
