Thursday 11 December 2025
مجتمع

انهيار عمارتي فاس.. ميمونة الحاج داهي: ما سقط لم يكن إسمنتا فقط بل ثقة كاملة

انهيار عمارتي فاس.. ميمونة الحاج داهي: ما سقط لم يكن إسمنتا فقط بل ثقة كاملة الإعلامية ميمونة الحاج داهي ومشاهد من فاجعة انهيار منزلين في حي المستقبل بمدينة فاس
أعربت الإعلامية ميمونة الحاج داهي عن حزنها العميق وأسفها الكبير إزاء حادثة انهيار بنايتين بمدينة فاس، التي خلفت 22 وفاة وعددا من الجرحى، معتبرة أن ما انهار في الواقع لم يكن إسمنتا فقط، بل «ثقة الناس في أن السقف فوق رؤوسهم آمن ولن يخونهم»، على حد تعبيرها.

وقالت الحاج داهي في تصريحها إن ما حدث في فاس يكشف عن «اختلالات بنيوية في منظومة البناء والمراقبة بالمغرب»، مشيرة إلى أن منطق السرعة في إنجاز المشاريع السكنية يتفوق أحياناً على منطق السلامة، بفعل الضغط الاجتماعي والسياسي الرامي إلى توفير السكن بسرعة.

وأضافت أن «الورشات تمتد في كل اتجاه، لكن أدوات المراقبة لا تتوسع بنفس الوتيرة»، مؤكدة أن «البنايات تولد أحيانا قبل أن تكتمل شروط المتانة، والورق يقول إنها سليمة، لكن الإسمنت لا يفهم لغة الورق».

وتطرقت الإعلامية إلى ما وصفته بـ«ثقافة بناء مقلقة» معتبرة أن الاعتقاد السائد بأن الحوادث لا تتكرر هو أحد أسباب الكوارث المتتالية، داعية إلى ترسيخ ثقافة السلامة لدى المواطنين. 

وقالت إن «كل تعديل غير مدروس في البنايات يمثل خطراً مؤجلاً، وكل كيلوغرام فوق السطح له أثر في الأسفل»، مؤكدة أن «من حق الناس البناء، لكن من واجبهم السؤال قبل الإقدام عليه».

وعن مسؤولية السلطات، أوضحت أن التساهل في منح الرخص لا يكون دائما بدافع الفساد، بل أحيانا رغبة في التهدئة الاجتماعية، إلا أن منطق «دع الناس يبنون ونسوّي لاحقا» – حسب قولها – يمثل وصفة لهشاشة مستقبلية، مشددة على أن الإهمال الصغير اليوم قد يقود إلى كوارث كبيرة غدا.

وربطت الحاج داهي أسباب الحوادث المتكررة في مجال العمران أيضاً بالبعد الاقتصادي، حيث يستفيد الجميع من البناء السريع، من منعم عقاري إلى مقاول إلى ساكن جديد، «لكن الربح الفوري لا يعني سلامة مستدامة»، تقول الإعلامية.

وفي ختام تصريحها، دعت ميمونة الحاج داهي إلى تبني سياسة وقاية حضرية واضحة، تقوم على التفتيش الإلزامي للبنايات، ودراسات مستقلة قبل التسليم وبعده، ومنع أي تعديل دون إشراف هندسي، «لأن المدينة ليست جدراناً فقط، بل منظومة أمان كاملة».

واعتبرت أن انهيار البنايتين في فاس «أسقط الثقة في أن البيت مكان آمن»، مؤكدة أن الإصلاح لا يجب أن يقتصر على معالجة شعور الخوف، بل أن يشمل إصلاح النظام العمراني برمته، حتى لا يتكرر السؤال بعد كل فاجعة: متى وأين ستكون الكارثة القادمة؟