إن انعكاسات تنظيم المغرب للتظاهرات الرياضية الكبرى له آثار اجتماعية، اقتصادية وثقافية.
هي أيضا أداة تشخيصية للتوترات الاجتماعية، الديناميكيات الجندرية، والتوزيع الإقليمي والطبقي.
هي أيضا أداة تشخيصية للتوترات الاجتماعية، الديناميكيات الجندرية، والتوزيع الإقليمي والطبقي.
هي أيضا قفزة مهمة لتعزيز الشعور بالانتماء الوطني والهوية الجماعية لأن التظاهرات الرياضية الكبرى تخلق «لحظة وطنية» نادرة تجمع المغاربة من مختلف الطبقات والجهات والانتماءات السياسية والقبلية خلف هدف مشترك.
لاحظنا ذلك بوضوح في «ظاهرة المنتخب» منذ مونديال 2022: ارتداء القميص الوطني في كل مكان، الأعلام على السيارات والشرفات، الاحتفالات الشعبية العفوية في الشوارع حتى في الأحياء الشعبية.
هذا الشعور يعوض جزئيا ضعف الانتماء للمؤسسات السياسية التقليدية، فيصبح المنتخب الوطني «بديلاً رمزياً» للدولة في مخيال الناس.
هناك أيضا إعادة هيكلة الفضاء الحضري وإخفاء الفقر. فبناء الملاعب الجديدة «البيضاء الكبير 115 ألف متفرج، الرباط، مراكش، أكادير، طنجة، فاس» يرافقه أحيانا تهجير سكان الأحياء الصفيحية و«تنظيف» المدن من الباعة الجائلين والمتسولين.
هكذا يصبح الهدف هو إعادة صياغة المدن لتظهر بمظهر «حديث» يليق بصورة المغرب الذي يريد الفيفا والعالم رؤيته.
من انعكاسات التظاهرات أيضا، ظهور طبقة وسطى رياضية جديدة وتغير أنماط الاستهلاك، انتشار صالات الرياضة، الجري في الكورنيش، شراء القمصان الأصلية بأثمنة غالية.
تصبح الرياضة علامة تمييز طبقي: الطبقة الوسطى والعليا الجديدة تُظهر انتماءها للعولمة والحداثة من خلال ممارسة ومتابعة الرياضة بطريقة «عالمية».
على مستوى التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية سنلاحظ تأثيراً كبيراً على المجتمع المغربي بأكمله، من خلال خلق فرص عمل مباشرة، وتحسين البنية التحتية (مثل الملاعب، المطارات، النقل، والمستشفيات)، مما يعزز جودة الحياة ويجذب السياحة والاستثمارات. كما تضاعف من أهمية الإرث المستدام، مثل تطوير المساحات الرياضية والثقافية، لتعزيز الاندماج الشبابي ونقل القيم الإيجابية.
من جهة أخرى، التظاهرات الرياضية أيضا تعزز الدبلوماسية الرياضية كـ «استراتيجية علاقات عامة فعالة»، حيث ستغطيها وسائل الإعلام العالمية، مما يكرس صورة المغرب كوجهة رياضية موثوقة، ويُعزز الروابط الدبلوماسية مع إسبانيا والبرتغال، ومع أوروبا وأفريقيا عموماً.
فالرياضة أداة «قوة ناعمة» (soft power) لتعزيز الهوية الوطنية، التنوع الثقافي، والوحدة في التنوع.
لكن أحذر من مخاطر الفشل في التخطيط، مثل التوترات الاجتماعية أو عدم توزيع الفوائد بشكل عادل، لذا أدعو من الآن إلى مشاركة المجتمع المدني والسياسات العامة المبنية على دراسات سوسيولوجية لضمان الاستفادة من الرياضة في تشخيص المشكلات وإصلاحها، خاصة في سياق الاندماج الشبابي والمساواة.
فالرياضة أداة «قوة ناعمة» (soft power) لتعزيز الهوية الوطنية، التنوع الثقافي، والوحدة في التنوع.
لكن أحذر من مخاطر الفشل في التخطيط، مثل التوترات الاجتماعية أو عدم توزيع الفوائد بشكل عادل، لذا أدعو من الآن إلى مشاركة المجتمع المدني والسياسات العامة المبنية على دراسات سوسيولوجية لضمان الاستفادة من الرياضة في تشخيص المشكلات وإصلاحها، خاصة في سياق الاندماج الشبابي والمساواة.
يشغل عبد الرحيم منصب أستاذ في معهد علوم الرياضة بجامعة الحسن الأول في سطات، وهو كذلك مستشار في مجال الإنحراف الاجتماعي والسياقات الاجتماعية، بالإضافة إلى كونه كاتباً وصحفياً. يرأس الجمعية المغربية لسوسيولوجيا الرياضة (MASS).
عبد الرحيم بورقية، باحث متخصص في سوسيولوجيا الرياضة والثقافات الحضرية