Wednesday 12 November 2025
Advertisement
في الصميم

أريري: رجاء.. لقد سئمنا من "برلمان البيصارة" ومن "البيصارة السياسية"!

أريري: رجاء.. لقد سئمنا من "برلمان البيصارة" ومن "البيصارة السياسية"! عبد الرحيم أريري
لم‭ ‬يُخلق‭ ‬البرلمان‭ ‬للفرجة‭ ‬كيفما‭ ‬كان‭ ‬نوعها،‭ ‬ولا‭ ‬لإنتاج‭ ‬الطرائف‭ ‬والهزليات‭. ‬
وُجد‭ ‬ليُمارس‭ ‬التشريع‭ ‬والرقابة‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬المواطنين‭ ‬الحيوية‭. ‬
لكنّ‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬داخل‭ ‬القبة‭ ‬التشريعية‭ ‬يُوحي‭ ‬بأن‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬البرلمانيين‭ ‬أصبح‭ ‬مقترنا‭ ‬بتجارب‭ ‬التمييع‭ ‬والأداء‭ ‬الفكاهي الحامض‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬«البوز»‭و ‬التصفيق‭ ‬والإعجاب،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬المؤسسة‭ ‬التشريعية‭ ‬ليست‭ ‬فضاء‭ ‬للاستعراض‭ ‬لعضلات‭ ‬الكلام‭ ‬و«ضريب‭ ‬الطر»‭ ‬و«التحراميات»؛‭ ‬البرلمان‭ ‬عمود‭ ‬ديمقراطي‭ ‬من‭ ‬أعمدة‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة،‭ ‬الضامنة‭ ‬لتوازن‭ ‬السلطات‭ ‬ومساءلة‭ ‬الحكومة‭ ‬وصون‭ ‬الإرادة‭ ‬الشعبية‭. ‬
وحين‭ ‬تتحول‭ ‬جلساته‭ ‬إلى‭ ‬مادة‭ ‬للتندر‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فذلك‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الخلل‭ ‬تغلل‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬السياسية‭ ‬والبيئة‭ ‬الانتخابية‭ ‬التي‭ ‬سمحت‭ ‬لهؤلاء‭ ‬بالوصول‭ ‬إليه‭.‬
فالجلسة‭ ‬البرلمانية‭ ‬التي‭ ‬يُفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لحظة‭ ‬جِدٍّ‭ ‬وصرامة،‭ ‬صارت‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬لحظة‭ ‬نزق‭ ‬جماعية،‭ ‬يخرج‭ ‬منها‭ ‬المواطن‭ ‬بانطباع‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬لعبة‭ ‬الجهلة‭ ‬والفاسدين‭ ‬ونزلاء‭ ‬السجون‭ ‬وتجار‭ ‬المخدرات‭ ‬و‮ «الجيفة‭ ‬وما‭ ‬عاف‭ ‬السبع»،‭ ‬وأن‭ ‬الفاعلين‭ ‬فيها‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬المهرجين‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬الممثلين‭ ‬الحقيقيين‭ ‬للأمة‭. ‬
إن‭ ‬الصورة‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬«برلمانيو‭ ‬الميوعة»‭ ‬تسيء‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭ ‬نفسها،‭ ‬لأنها‭ ‬تفرغ‭ ‬المؤسسة‭ ‬التشريعية‭ ‬من‭ ‬معناها،‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ ‬مضمار‭ ‬سباق‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬الأضواء‭ ‬خارج‭ ‬التعاقد‭ ‬الذي‭ ‬تطرحه‭ ‬التمثيلية‭ ‬البرلمانية‭.
 ‬
وهذا‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العوامل:
أولا‭:‬ ‬ في‭ ‬ظل‭ ‬ضعف‭ ‬التأطير‭ ‬الحزبي،‭ ‬تحول‭ ‬الاهتمام‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬كلي‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬«الرأسمال‭ ‬الانتخابي»،‭ ‬إذ‭ ‬صار‭ ‬المعيار‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬المرشحين‭ ‬هو‭ ‬مدى‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬الأصوات،‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬الأفكار‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬كيف‭ ‬تحوّلت‭ ‬بعض‭ ‬الدوائر‭ ‬الانتخابية‭ ‬إلى‭ ‬مزارع انتخابية ‬شخصية،‭ ‬وكيف‭ ‬أصبحت‭ ‬المقاعد‭ ‬البرلمانية‭ ‬تُمنح‭ ‬كما‭ ‬تُمنح‭ ‬الامتيازات،‭ ‬لا‭ ‬كما‭ ‬تُنتزع‭ ‬بالجدارة‭.‬
 
ثانيا‭:‬ بعض‭ ‬الأحزاب‭ ‬تخلّت‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬«النخبة‭ ‬السياسية»‭ ‬التي‭ ‬تُفرزها‭ ‬الكفاءة‭ ‬والتجربة‭ ‬والفكر‭ ‬والتدرج‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬الحزبية،‭ ‬واستبدلتها‭ ‬بمعيار‭ ‬«القدرة‭ ‬على‭ ‬الحشد»‭ ‬و«الشعبية‭ ‬العابرة»‭ ‬و«مول‭ ‬الشكارة»‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬التزكية‭ ‬وتمويل‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية‭ ‬وشراء‭ ‬الذمم‭ ‬والأصوات. ‬إذ‭ ‬أصبح‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان‭ ‬خاضعا‭ ‬لحسابات‭ ‬انتخابية‭ ‬ضيقة‭ ‬وولاءات‭ ‬شخصية‭ ‬وانتفاعية. ‬كما‭ ‬أصبحنا‭ ‬أمام‭ ‬قاعدة‭  ‬«مرشح‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬حزب»‭ ‬بدل‭ ‬قاعدة‭ ‬«مناضل‭ ‬يترشح». ‬وهكذا‭ ‬ضاعت‭ ‬فكرة‭ ‬«الحزب‭ ‬السياسي»‭ ‬باعتباره‭ ‬حاملاً‭ ‬لمشروع‭ ‬مجتمعي،‭ ‬وتحول‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬واجهة‭ ‬قانونية‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭.‬
 
ثالثا‭:‬ ‬ترك‭ ‬الحبل‭ ‬على‭ ‬الغارب‭ ‬أمام‭ ‬هؤلاء‭ ‬الوافدين‭ ‬الجاهلين‭ ‬ليتغلغلوا‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬بلا‭ ‬حسيب‭ ‬ولا‭ ‬رقيب‭ ‬.وهنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬استقالت‭ ‬من‭ ‬وظيفة‭ ‬تنقية‭ ‬المسارب‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬بتنقية‭ ‬البرلمان‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬وغربلة‭ ‬البرلمانيين‭ ‬وتحسين‭ ‬نسلهم‭.‬
 
رابعا‭:‬ ‬الجهل‭ ‬بلغة‭ ‬التواصل‭ ‬السياسي،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬«البرلمانيين‭ ‬الفكاهيين»‭ ‬يخلطون‭ ‬بين‭ ‬التواصل‭ ‬الشعبي‭ ‬والميوعة‭ ‬السياسية،‭ ‬ويظنون‭ ‬أن‭ ‬الظهور‭ ‬بمظهر‭ ‬القرب‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬استعمال‭ ‬قاموس‭ ‬الشارع،‭ ‬أو‭ ‬توظيف‭ ‬الرموز‭ ‬الشعبية‭ ‬لتبرير‭ ‬غياب‭ ‬الرؤية. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬جوهر‭ ‬السياسة‭ ‬هو‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬خطابٍ‭ ‬يفهم‭ ‬الناس‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يُهين‭ ‬ذكاءهم،‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬يثير‭ ‬سخريتهم‭ ‬أو‭ ‬امتعاضهم‭ ‬أو‭ ‬تقززهم،‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬يفسد‭ ‬علاقتهم‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬التشريعية‭.‬
 
خامسا‭:‬ ‬التطبيع‭ ‬الإعلامي‭ ‬مع‭ ‬الابتذال،‭ ‬إذ‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬طرائف‭ ‬الميوعة‭ ‬البرلمانية‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬إعلامي‭ ‬واسع،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬أزمة‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬مفهوم‭ ‬الإعلام،‭ ‬مثلما‭ ‬يعكس‭ ‬انحرافا‭ ‬في‭ ‬القيم‭ ‬السياسية‭ ‬لدى‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬النخبة،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الغاية‭ ‬هي‭ ‬الإقناع‭ ‬العلمي‭ ‬أو‭ ‬الفكري،‭ ‬بل‭ ‬دغدغة‭ ‬المشاعر‭ ‬وإثارة‭ ‬الضحك‭ ‬ونشر‭ ‬التفاهة‭ ‬على‭ ‬أوسع‭ ‬نطاق،‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬هذا‭ ‬الإعلام‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬المواطن‭ ‬بوصفه‭ ‬مستهلكا‭ ‬لصور‭ ‬عابرة‭ ‬سريعة‭ ‬التأثير‭.‬
 
سادسا‭:‬ ‬الجمهور‭ ‬نفسه‭ ‬بدأ‭ ‬يتماهى‭ ‬مع‭ ‬«الفرجة‭ ‬السياسية»،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬واحدة‭ ‬يشترك‭ ‬فيها‭ ‬المرسل‭ ‬والمتلقي:‭ ‬التبخيس‭ ‬وتقديم‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬كمساحة‭ ‬للتسلية التافهة،‭ ‬ومجال‭ ‬حيوي‭ ‬للحموضة‭ ‬والفساد‭ ‬وإهدار‭ ‬الفرص‭.‬

لا‭ ‬يقتصر‭ ‬خطر‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬على‭ ‬تشويه‭ ‬صورة‭ ‬المؤسسة‭ ‬التشريعية‭. ‬فحين‭ ‬يرى‭ ‬المواطن‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يُفترض‭ ‬أن‭ ‬يمثله‭ ‬يتحدث‭ ‬بسطحية‭ ‬وابتذال وجهل ‬وعدم‭ ‬اكتراث،‭ ‬ويُسيء‭ ‬إلى‭ ‬مقام‭ ‬المؤسسة،‭ ‬فإنه‭ ‬يشعر‭ ‬بأن‭ ‬السياسة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬شأنا‭ ‬جديا وساميا،‭ ‬وأن‭ ‬المشاركة‭ ‬لا‭ ‬جدوى‭ ‬منها،‭ ‬مما‭ ‬يدخل‭ ‬البلاد‭ ‬بكاملها‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬مغلقة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬كسرها‭ ‬إلا‭ ‬بإصلاح‭ ‬جذري‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬نفسها‭ ‬ومن‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬والسلطة‭ ‬القضائية‭ ‬الوصيتان‭ ‬على‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬وعلى‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬المسلسل‭ ‬السياسي،‭ ‬كما‭ ‬يشمل‭ ‬الإعلام‭ ‬الذي‭ ‬يُفضّل‭ ‬المشهد‭ ‬الحامض ‬على‭ ‬الخطاب‭ ‬الرصين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل،‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬التنشئة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬على‭ ‬إقرار‭ ‬تربية‭ ‬الجمهور‭ ‬على‭ ‬النقاش‭ ‬التشريعي‭ ‬الجاد‭.‬
 
‭‬يحتاج‭ ‬المغرب‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬لفكرة‭ ‬«التمثيلية‭ ‬السياسية»‭ ‬من‭ ‬أساسها. ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬«الميوعة‭ ‬البرلمانية»‭ ‬دون‭ ‬إجراءات‭ ‬حقيقية‭ ‬تعيد‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬وصولهم‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان. ‬فالإصلاح‭ ‬الحقيقي‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬لحظة‭ ‬الاختيار،‭ ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬طريقة‭ ‬إعداد‭ ‬اللوائح‭ ‬الانتخابية،‭ ‬ومن‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬تعتمدها‭ ‬الأحزاب‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬التزكيات،‭ ‬ومن‭ ‬شروط‭ ‬الترشح‭ ‬الذي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يُربط‭ ‬بالكفاءة‭ ‬السياسية‭ ‬والتأطير‭ ‬المسبق‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬التشريع‭ ‬والرقابة‭ ‬والمرافعة،‭ ‬ومن‭ ‬فحص‭ ‬الملفات‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬والقضاء‭ ‬للغربلة‭ ‬وإبعاد‭ ‬المشبوهين،‭ ‬وإلا‭ ‬فإننا‭ ‬سنظل‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬النماذج‭ ‬التافهة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬أي‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬التحولات‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والدبلوماسية‭. ‬

إذ‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬ينجح‭ ‬بلد‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬الضخمة‭ ‬وتحديث‭ ‬مؤسساته‭ ‬الأمنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬وأوراشه‭ ‬الكبرى‭ ‬المهيكلة‭ ‬للتراب‭ ‬الوطني،‭ ‬بينما‭ ‬يتعثر‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬نخب‭ ‬سياسية‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭. ‬
 
ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬استعادة‭ ‬الهيبة‭ ‬المفقودة‭ ‬للمؤسسات،‭ ‬ورد‭ ‬الاعتبار‭ ‬للعمل‭ ‬البرلماني‭ ‬والحزبي‭ ‬حيث‭ ‬تُصنع‭ ‬القرارات‭ ‬وتُبنى‭ ‬الرؤى‭. ‬

لا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسات‭ ‬تبث‭ ‬فيها‭ ‬السكيتشات المبتذلة‭ ‬والقفشات‭ ‬الهزلية‭ ‬الحامضة‭ ‬على‭ ‬المباشر. ‬
إننا‭ ‬بالفعل‭ ‬أمام‭ ‬اختبار‭ ‬حقيقي:‭ ‬هل‭ ‬يستطيع‭ ‬المغرب‭ ‬أن‭ ‬يفرز‭ ‬نخبا‭ ‬جديدة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬كسر‭ ‬منطق‭ ‬«البيصارة‭ ‬السياسية»‭ ‬واستعادة‭ ‬معنى‭ ‬السياسة،  ‬أم‭ ‬أننا‭ ‬سنواصل‭ ‬التصفيق‭ ‬للمشهد‭ ‬ذاته‭ ‬وننتظر‭ ‬نتيجة‭ ‬مختلفة؟