"تمغربيت" التي كانت رمزًا للانتماء والاعتزاز بالهوية المغربية، تحولت اليوم إلى أداة سياسية خطيرة تُستعمل لتخدير مغاربة العالم ومنعهم من المطالبة بحقوقهم. بدلاً من أن تكون جسرًا يوحدهم مع وطنهم، تحولت إلى شعار يُرفع في وجه كل من يجرؤ على انتقاد السياسات أو يطالب بالمشاركة الفعلية والاعتراف الكامل بمواطنتهم.
في الأصل، كانت "تمغربيت" تعبيرًا عن الفخر بالثقافة والتقاليد والتاريخ المغربي، لكنها الآن تستخدم كسلاح سياسي لمنع المغاربة في الخارج من التعبير عن مطالبهم المشروعة. كل صوت يطالب بالإصلاح أو ينتقد الإقصاء والبيروقراطية يُقابل باتهامات بعدم الوطنية أو الخيانة، مما يفضح الاستخدام الممنهج لهذا المصطلح كوسيلة لطمس المطالب الحقيقية.
مغاربة العالم لا يطالبون بالمستحيل، بل يسعون فقط إلى حقوق طبيعية مثل المشاركة السياسية، احترام ممتلكاتهم، تسهيل الإجراءات الإدارية، وضمان تعليم جيد لأبنائهم يعكس هويتهم. لكن "تمغربيت" أصبحت شعارًا فارغًا يُستخدم لإسكاتهم وتبرير تجاهل مطالبهم.
الهوية المغربية ليست ملكًا لأحد، ولا يجوز احتكارها أو استخدامها لتكميم الأفواه. تمغربيت الحقيقية تعني الكرامة والعدالة والمساواة، وليس حكرًا على الشعارات التي تخفي الفشل في تحقيق الحقوق. على مغاربة العالم أن يرفعوا أصواتهم ويؤكدوا أن الحقوق لا تُعطى بشروط ولا تؤجل باسم الهوية. كفى تلاعبًا بالانتماء، فالحقوق والكرامة هما جوهر تمغربيت الحقيقية.
