جانب من اللقاء قرّرت عدد من الحكومات الإقليمية في إسبانيا التي يسيرها الحزب الشعبي (PP) وقف برنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية، وذلك بعد ضغوط متزايدة من حزب "فوكس" اليميني المتطرف، وفق ما أفادت به تقارير إعلامية إسبانية ودولية.
البرنامج، المعروف باسم PLACM، أُطلق قبل سنوات بموجب اتفاق ثنائي بين الحكومة الإسبانية والمملكة المغربية، بهدف تعزيز تعلم اللغة العربية والثقافة المغربية داخل المدارس العمومية لفائدة أبناء الجالية المغربية، التي تُعدّ من أكبر الجاليات الأجنبية في البلاد.
ورغم أن البرنامج كان يُدرّس خلال العام الماضي في مئات المؤسسات التعليمية عبر مختلف جهات إسبانيا، إلا أن أقاليم مثل مدريد ومورسيا أعلنت توقيفه بشكل رسمي، بينما تدرس أقاليم أخرى، من بينها أراغون، اتخاذ خطوة مشابهة.
ويرجع قرار الإلغاء، وفق مصادر إعلامية، إلى مفاوضات سياسية بين الحزب الشعبي وحزب "فوكس"، حيث اشترط هذا الأخير تعليق البرنامج باعتباره “غير متوافق مع الهوية الثقافية الوطنية”، وهو ما أثار جدلاً واسعاً داخل الأوساط الأكاديمية والجمعوية، خصوصاً بين ممثلي الجالية المغربية.
من جانبها، حذّرت فعاليات تربوية وحقوقية من أن القرار قد ينعكس سلباً على آلاف الأطفال من أصول مغربية، معتبرين أن تعلم اللغة الأم عنصر أساسي في ترسيخ الهوية الثقافية وتعزيز الاندماج الإيجابي داخل المجتمع الإسباني.
في المقابل، لم تصدر بعد توضيحات رسمية من الحكومة المركزية في مدريد بخصوص مستقبل البرنامج على المستوى الوطني، خاصة وأن تطبيقه يندرج ضمن صلاحيات الجهات المستقلة التي تدبر قطاع التعليم داخلياً.
ويأتي هذا التطور في سياق تصاعد خطاب اليمين المتطرف في عدد من الدول الأوروبية، وسط جدل متزايد حول قضايا الهجرة، الهوية الثقافية، وسياسات الإدماج داخل المدارس العمومية.
