Monday 24 November 2025
منبر أنفاس

خليل البخاري: وقفة تربوية.. ظاهرة الإعتداء على الأساتذة تهدد العملية التعليمية

خليل البخاري: وقفة تربوية.. ظاهرة الإعتداء على الأساتذة تهدد العملية التعليمية خليل البخاري
مع بداية كل موسم دراسي تبرز ظاهرة الإعتداءات على المدرسين من طرف أولياء الأمور والتلاميذ، وهي في الواقع مقلقة تهدد العملية التعليمية. 
 
شهدت عديد من المؤسسات التعليمية  في بلادنا اعتداءات في حق نساء ورجال التعليم منها على سبيل المثال لا الحصر، بسيدي سليمان، بالمحمدية بالثانوية التأهيلية ابن تومرت، بخنيفرة، بطنجة، بالدار البيضاء بأرفود، بالناظور بمدرسة الميناء  بني أنصار، بمركزيات وفرعيات بجهات المملكة. 
 
إن ظاهرة الاعتداءات على نساء ورجال التعليم تعرف تزايدا  ملحوظا في كل موسم دراسي، من قبل التلاميذ وكذلك أولياء الأمو ط ممر، في ظاهرة باتت تؤرق الإدارات المدرسية وتنعكس سلبا على المناخ التربوي داخل المؤسسات التعليمية. 
 
أن الاعتداءات على المدرسين لم تعد تقتصر على التهجم اللفظي أو الشكوى بل تطورت في بعض الحالات إلى اعتداءات جسدية وآقتحام لحرمة المؤسسة التعليمية بما فيها الفصل الدراسي وممارسة ضغوط مباشرة على الأساتذة والإداريين. 
 
لقد أصبحت عديد من مؤسساتنا التعليمية في بعض الأحيان مساحة صراع يتجاوز حدود الدور التعليمي حيث يلجأ بعض أولياء الأمور إلى آستخدام القوة لفرض مطالب تتعلق بنقط المراقبة المستمرة الخاصة بالتلاميذ  أو قرار تربوي أو إ جراء انضباطي، وهو ما يضع المدرسين في موقف هش ويقوض هيبة ومكانة المؤسسة التعليمية. 
 
إن ما يحدث في عديد من المؤسسات التعليمية من إعتداءات من أولياء الأمور في حق نساء ورجال التعليم، يؤثر بشكل مباشر على شعورهم بالأمان والاستقرار، ويخلق جوا من التوتر داخل المدرسة، ويعيق أداءهم التربوي ويدفع بعضهم للتفكير في ترك العمل أو طلب الإنتقال إلى مدارس أخرى حيث يسود الأمان  نسبيا. وتعد هذه الاعتداءات رسالة سلبية تصل إلى التلاميذ عندما يشاهدون والدا يهاجم أستاذا أو يقتحم المدرسة لممارسة الضغط. هذا سلوك يفقد التلميذ احترامه للمدرس  ويضعف سلطة المدرسة بل ويشجع سلوكيات عدوانية قد يكررها التلميذ ضد زملائه أو مدرسيه. 
 
إن الاعتداءات التي تحدث في بعض المؤسسات التعليمية من طرف  أولياء الأمور في حق نساء ورجال التعليم  تقف وراءها مجموعة من الأسباب أبرزها الضغوط السورية اقتصادية التي تعيشها عديد من الاسر، وضعف قنوات التواصل بين المدرسة والأسرة، سوء فهم بعض الأسر لطبيعة دور المدرسة والمدرس وغياب الوعي بأهمية احترام الأنشطة التربوية والقرارات الإدارية دون نسيان الإنتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي الذي ساهم في تضخيم بعض المشكلات الفردية وتحويلها إلى صراعات عامة
 
على الإدارات المدرسية وكذا المرشدون التربويون، العمل على وضع آليات واضحة لتنظيم العلاقة بين أولياء الأمور والأساتذة و تفعيل برامج توعية تستهدف أولياء الأمور لتعزيز مفهوم الشراكة التربوية إضافة إلى زيادة الإجراءات الأمنية داخل المدارس لمنع الاعتداءات. كما يجب ترسيخ ثقافة  الحوار والتأكيد على أن نجاح العملية التعليمية مسؤولية مشتركة بين المدرسة والأسرة وأن الاعتداءات على المدرسين هو إعتداء على مستقبل التلميذ نفسه. 
إن ظاهرة الاعتداءات على نساء ورجال التعليم من قبل أولياء الأمور، أصبحت مؤشرا خطيرا ، يتطلب معالجة جادة وسريعة. فالمدرس هو حجر الأساس في العملية التعليمية، وحمايته هي حماية لحق كل تلميذ في بيئة تعليمية آمنة ومحترمة.. ففي غياب الاحترام المتبادل والتعاون، يصبح مستقبل المدرسة أمام تحديات صعبة تمس جوهر رسالتها التربوية النبيلة.