Saturday 8 November 2025

مجتمع

أريري: على خطى الملوك للترحم على المقاوم موحى أوحمو الزياني

أريري: على خطى الملوك للترحم على المقاوم موحى أوحمو الزياني عبد الرحيم أريري بضريح المقاوم موحى أوحمو الزياني
 حتى وهو يرقد في سريره الأبدي، شاء القدر أن يكون قبر المرحوم المقاوم موحى أوحمو الزياني(قائد معركة الهري الشهيرة ضد الاستعمار الفرنسي عام 1914)، في ربوة عالية بدوار تاوجكالت بين جبل تاروميت وجبل أقرقبلي في نواحي إقليم خنيفرة كي تحرس روحه قبائل زيان بالأطلس المتوسط.
 
الضريح يضم رفاة المقاوم موخى أوحمو الزياني وابنته فطيمة تيحيحيت، ورفيقه في الكفاح أقلوج محمد أمحزون. وكلهم استشهدوا يوم 27 مارس 1921.
 
ووفاء لدماء شهداء الأطلس، كانت "زيان" بالذات من أولى المناطق التي زارها المغفور له محمد الخامس بعيد حصول المغرب رسميا على الاستقلال، إذ حل بها يوم 11 يوليوز 1956، ليردم الملك محمد الخامس الخطاب الاستعماري ردمة نهائيا، خاصة وأن هذا الخطاب الاستعماري كان يبني عقيدته على تقسيم المغرب بين عرب وبربر، من أبرز تجليات ذاك الخطاب التقسيمي: الظهير البربري و"كوليج أزرو" الذي أحدث آنذاك بهدف تكوين نخبة بربرية متيمة بالدولة الاستعمارية. وبالتالي كانت زيارة محمد الخامس لقبائل "زيان"، ذات حمولة قومية ركزت على التلاحم الوطني ووحدة الشعب المغربي.
 
واعترافا برمزية الحوض الجغرافي الذي أنجب مقاومين أشاوس من طينة أوحمو الزياني، سيزور حفيد محمد الخامس، الملك محمد السادس، قبائل "زيان"، وتحديدا ببلدة أجدير، حيث ألقى بتاريخ 17 أكتوبر 2001، خطابه الهام حول إنصاف الثقافة الأمازيغية، وهو الخطاب المعروف في الأدبيات السياسية ب"خطاب أجدير"، الذي أثمر ولادة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية..
 
لهذه الاعتبارات، وكلما قادتني ظروف مهنية أو شخصية لزيارة شريط الأطلس المتوسط، أحرص على التقيد بطقس زيارة ضريح موحى الزياني، للنرحم على أرواح المقاومين من جهة، ولأتيه في الغابات الكثيفة بالمنطقة، التي كانت أحسن مدرسة تعلم فيها الفقيد نصب الكمائن ضد المستعمر من جهة أخرى.
 
ضريح المقاوم الزياني يعد من الأضرحة الاستنثائية بالمغرب، لكونه ضريحا يخضع لوصاية مؤسستين مختلفتين: من جهة وصاية المندوبية السامية للمقاومة، ومن جهة ثانية لوصاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
 
دماء المقاومين وعلى رأسهم موحى أوحمو الزياني، لم تذهب سدى، إذ لتكريم دماء هؤلاء الشهداء تم عام 2020، حفر جبال الأطلس المتوسط لشق طريق معبدة ومريحة على طول 36 كيلوميتر .تمتد انطلاقا من الطريق الرابط بين عين اللوح خنيفرة إلى قلب قبائل أيت بوهو وأيت بوحماد وأيت لحسن وأيت خويا ( بالانعطاف عبر نقطة تافتشنا)، بشكل فك العزلة عن جنوب شرق زيان من جهة، ومن جهة ثانية ساهم هذا المشروع الطرقي المهيكل المهم في تلحيم ضريح موحى الزياني وربطه بموقع معركة الهري الشهيرة بطريق معبدة هي الأخرى على طول 16 كلم، ومن جهة ثالثة سمح هذا المشروع الطرقي المذكور ( أي 52 كلم في المجموع)، في فتح نافذة للمغاربة لاكتشاف كنوز طبيعية بمنطقة زيان جد خلابة، ظلت عذراء لغياب منافذ طرقية من قبل.
 
وعلى غرار الطريق التي بنيت في بداية الاستقلال لربط المنطقة الخليفية بالشمال بالمنطقة الفرنسية بالجنوب، وأطلق عليها اسم "طريق الوحدة"، اختارت الدولة في عام 2020، اسم "طريق المقاومة"، لإطلاقه على هذا المقطع الممتد على مسافة 52 كلم من نقطة تافتشنا إلى جماعة الهري عبر واد شبوكة وتاملاكت.
 
عشاق السياحة الجبلية والسياحة التاريخية يمكنهم الترحم على المقاوم موحى أوحمو الزياني بقبره انطلاقا من ثلاثة محاور طرقية، وهي:
 
أولا: إما الذهاب من خنيفرة إلى ضريح الشهيد حمو الزياني عبر مركز جنان إيماس وشبوكة.
ثانيا: أو الذهاب إلى الضريح من جماعة واومانة (قادما من زاوية الشيخ) عبر جماعة الهري.
ثالثا: وإما اختيار طريق كروشن، إذا كان المرء قادما من ميدلت عبر بلدة بومية.