Monday 3 November 2025
Advertisement
مجتمع

رسالة مفتوحة إلى وزير التعليم العالي تحذر من الوضع المتأزم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان

رسالة مفتوحة إلى وزير التعليم العالي تحذر من الوضع المتأزم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان عز الدين الميداوي، وزير التعليم العالي ومحمد الحيرش أستاذ التعليم العالي كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان
في ظلّ ما تعرفه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان من توترات على المستويين الإداري والبيداغوجي، وجه محمد الحيرش، أستاذ التعليم العالي بالكلية، مراسلة عاجلة إلى وزير التعليم العالي دعا فيها إلى التدخّل العاجل لإنقاذ المؤسسة من حالة التدهور التي وصلت إليها، وتصحيح مسار التدبير الذي يهدّد استقرارها واستمرارية أدائها الأكاديمي والعلمي.
 
وركزت المراسلة على جملة من الاختلالات التي طالت عملية تدبير مباراة اختيار عميد الكلية، وعلى مظاهر التراجع في التسيير اليومي للمؤسسة، مطالبة بإيفاد لجنة تحقيق نزيهة وزيارة ميدانية عاجلة للوقوف على حقيقة الأوضاع. وفي ما يلي النص الكامل للمراسلة.
 
"بعد أن تدخلتم السيد الوزير السنة الماضية لإنقاد الوضع داخل كلية الآداب بتطوان، وتصحيح  التجاوزات القانونية والإدارية التي طالت مباراة اختيار رئيس المؤسسة، وبعد أن بدأت بوادر الانفراج تعم في صفوف عموم الأساتذة الباحثين والإداريين والطلبة، ها أنتم ترجعون الوضع إلى أكثر مما كان عليه من قبل، وها أنتم تسهمون في تعميق الأزمة داخل الكلية بإسنادكم مهمة تدبير ملف الترشح لمسؤولية العمادة إلى مسؤول منتهية ولايته، مسؤول أصر على إعادة إنتاج نفس أخطاء المباراة السابقة، بل أصر على ذلك بأساليب لمس فيها الجميع أنها ضد مصلحة المؤسسة وضد استقرارها، وأنها لن تزيد الوضع إلا احتقانا ولن تفضي إلا إلى تراجع الأداء وتكريس اللامسؤولية. 
 
لم يكن منتظرا منكم السيد الوزير، وأنتم الذين عبرتم في أكثر من مناسبة داخل البرلمان أو خارجه عن إرادة إصلاحية وتخليقية، أن تسندوا مهمة تدبير استحقاق حيوي بالنسبة إلى مستقبل مؤسستنا  لرئيس انتهت مهامه القانونية، رئيس يعرف الرأي العام الجامعي أن في ولايته شهدت آداب تطوان أسوأ أيامها، إذ لم تكُف المنابر الإعلامية المحلية والجهوية والوطنية عن متابعة ما تفجر من فضائح تربوية وإدارية، ومن إعفاءات متوالية، واختلالات وتعثرات  في السير العادي لمصالح المؤسسة ومرافقها. هل تعلمون السيد الوزير أنه لحدود اليوم ما زالت الدراسة متعثرة حيث لم تبدأ  إلا في الأسبوع الأخير بفضل المجهودات الاستثنائية للسادة الأساتذة في مختلف شعبهم؟ وهل تعلمون أن اختبارات السنة الماضية في عدد من الفصول لم تُستكمل إلا في نهاية شتنبر الماضي؟ وهل لنا أن نقول لكم اليوم إن الأساتذة وهم يستعدون لإجراء المقابلات مع الطلبة المترشحين للدكتوراه لا يجدون مخاطبا إداريا، لأن نائب العميد المكلف بالبحث العلمي والتعاون قدم استقالته مؤخرا؟ بل هل ستصدقون إذا قلنا لكم بأن مكاتب الشعب ومكاتب الأساتذة  تفتقر إلى أبسط المعدات والخدمات التواصلية التي تساعد على تيسير شروط العمل البيداغوجي والعلمي والإداري؟
 
من أوصل المؤسسة إلى هذا الحد من التراجع؟ وكيف وصلت إلى ذلك؟ ولماذا كل هذا الإمعان في سوء تدبيرِ مؤسسةٍ شارك في ترسيخ تميزها طوال أكثر من أربعة عقود أجيالٌ من الشرفاء والنزهاء؟.
 
لا بد أن تعلموا السيد الوزير أن مستقبل الكلية واستقرارها رهينان بمن سيتولى مسؤولية إدارتها بكفاءة واقتدار. 
فقد أحسنتم الظن ربما بمسؤول خيب تدبيرُه  لاستحقاقين متواليين في مؤسستنا ظن الأساتذة والرأي العام الجامعي قبل أي أحد آخر. هذا دون الحديث عن تدبيره لاستحققات أخرى ظلت معلقة شهورا طويلة في عدد من المؤسسات إلى أن جئتم وقمتم بحلها...

وها نحن اليوم السيد الوزير داخل مؤسستنا نعاني من نفس المأزق. يكفي أن نلفت عنايتكم إلى أن ثلاثة من مساعديه المقربين هم من تم اختيارهم يوم 25 أكتوبر المنصرم بكلية الطب في طنجة. بعضهم لم يكتب ولو مقالة علمية واحدة طوال أكثر من ثلاثين سنة، وبعضهم الآخر له سوابق في العنف ضد زملائه كان آخر تجلياتها أنه هجم، بعدما عُين مساعدا لعميد سابق، على مكتب ليُخرج من فيه بالقوة. وهو الأمر الذي كانت له تداعيات على الإداريين والأساتذة اضطر معها العميد السابق إلى إعفائه على الفور ولم يمض على تعيينه أكثر من أسبوعه. أما البعض الثالث فله سوابق في تسيير كلية العلوم بتطوان، فقد عرفت الفترة التي كُلف فيها بتسيير هذه المؤسسة توترات وبيانات ووقفات احتياجية متعددة من قبل الأستاذة، لافتقاره إلى الكفاءة التدبيرية اللازمة التي تتطلبها مؤسسة من حجم كلية العلوم وهو القادم من تخصص الأدب...

لكل هذا وغيره نلتمس منكم السيد الوزير أن تباشروا تحقيقا نزيها وموضوعيا في الحالة الكارثية التي آلت إليها المؤسسة، وأن تعملوا باستعجال على تدارك الوضع قبل أن يزداد تفاقما. كما نرجو منكم أن تقوموا بزيارة ميدانية في أقرب وقت لعين المكان حتى تقفوا عن كثب على حقائق واقع أليم لا يرتفع، وحتى نتفادى جميعا كل ما من شأنه أن يسيء لمصداقية جامعتنا المغربية، وأن يشوّش على سمعة بلدنا الذي ما فتئ يحقق المكاسب والإنجازات التاريخية تحت القيادة السديدة والنيرة لعاهلنا وضامن وحدتنا حفظه الله".