الخطاب الملكي بعد قرار مجلس الأمن الداعم للحكم الذاتي في الصحراء المغربية شكّل لحظة تاريخية فاصلة في مسار القضية الوطنية، معلنًا الانتقال من مرحلة النزاع إلى مرحلة الحسم السياسي والدبلوماسي. الملك قدّم القرار الأممي كـ“فتح مبين” يكرّس مغربية الصحراء، ويؤكد أن الحل النهائي لن يكون إلا في إطار مبادرة الحكم الذاتي التي اعتبرها المجتمع الدولي الحل الواقعي الوحيد.
أكد الخطاب أن ثلثي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تدعم هذه المبادرة، وأن قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والاتحاد الأوروبي باتت تعترف بالسيادة الاقتصادية للمغرب على أقاليمه الجنوبية، مما يجعلها قطبًا للتنمية والاستقرار الإقليمي. كما أعلن جلالته أن المغرب سيقوم بتحيين مبادرة الحكم الذاتي وتقديمها للأمم المتحدة كأساس حصري لأي تفاوض مستقبلي.
الخطاب وجّه شكرًا صريحًا للدول التي ساهمت في هذا التحول، مع إبراز الدور الأمريكي والفرنسي والإسباني، والدعم العربي والإفريقي الواسع. وفي بعد إنساني وسياسي، دعا الملك سكان مخيمات تندوف إلى العودة والمشاركة في بناء وطنهم داخل المغرب الموحد، مؤكدًا المساواة الكاملة بين جميع المواطنين.
كما دعا إلى حوار صادق مع الجزائر لبناء علاقات جديدة قائمة على الثقة وحسن الجوار، وإحياء الاتحاد المغاربي. واختُتم الخطاب بتكريم تضحيات الشعب المغربي والقوات المسلحة والأجهزة الوطنية، تأكيدًا على أن النصر الدبلوماسي تتوج مسيرة خمسين سنة من الكفاح الوطني والوحدة الراسخة من طنجة إلى الكويرة.
