بدعوة من الودادية الحسنية للقضاة، شاركت في مؤتمر المجموعة الإفريقية التابعة للاتحاد الدولي للقضاة ... كان اللقاء بالدار البيضاء تحت شعار من أجل فضاء إفريقي مستقل».
وقد تميزت الجلسة الافتتاحية بعدة تدخلات من بينها كلمة الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية الذي ركز خطابه حول العلاقة بين القضاء والذكاء الاصطناعي... لاحظ أن هذا المؤتمر ينعقد في مرحلة يشهد فيها العالم تحولات ينتظر أن تغير وجه العالم... وهو ما يضع تحديات خطيرة جدا على أنظمة العدالة بالعالم... ودعا إلى إيجاد الحلول الملائمة حيث أن المنظومة القضائية قد تعرف تغييرات هيكلية من جراء استعمال الذكاء الاصطناعي.
هيمن هذا الهاجس على أشغال المؤتمر الذي حضرته وفود إفريقية عديدة ... ذلك أن جل المداخلات ركزت على التأثير الأكيد للذكاء الاصطناعي على العدالة وكذلك على الإعلام... في هذا الإطار ترأست الندوة الأولى والتي كان عليها أن تناقش موضوع القضاء والإعلام في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي... وقد عالج المتدخلون الإشكالية وقاموا بتحليل دقيق للانعكاسات المحتملة على القضاء واقترحوا مجموعة مقتربات خلصت إلى أنه رغم التطور التكنولوجي فإن الاعتماد على الذكاء البشري سيظل أساسيا في معالجة المشاكل.
وتناولت الكلمة للقول بأنه رغم هذا التطور السريع فإن الأساس بالنسبة للصحافة هو الحق في حرية الرأي والتعبير والوصول إلى المعلومة ونقلها ومناقشتها ... مقابل ذلك هناك ضوابط قانونية وأخلاقية ملزمة باحترام حرية الأغيار... وأكدت أن الصحافي يسعى إلى توسيع مجال حريته لإخبار الرأي العام وأن ذلك يخلق نوعا من التوتر مع القضاء حين تتم المتابعات استجابة لمطالب المتضررين.... وأكدت أن تدخل القضاء يجب أن يكون ضمن المحاكمة العادلة على أساس قرينة البراءة وسرية التحقيق.
وطرح الحاضرون عدة أسئلة حول المسؤولية القانونية حين الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وكيف يكون التصرف حين يخطئ الروبورط ؟ وكيف يمكن في هذه الوضعية الاستئناس بالأوضاع الاجتماعية للمتهمين..... قبل إصدار الأحكام؟ وذهب البعض إلى التساؤل عن خطورة التداخل بين القضاء والذكاء الاصطناعي وإصدار الذكاء الاصطناعي لأحكام مسبقة قبل النطق بالحكم القضائي وتأثير ذلك سير المحاكمة.
ومن خلال التدخلات تأكد أن الموضوع يشغل بال القضاة وأن تساؤلات عديدة في حاجة إلى مزيد من الاجتهاد والنقاش وأن ورشة كبيرة لابد من فتحها للتكوين وإعادة التكوين وأن هذه المادة لابد أن تدخل في جامعاتنا وخاصة بكليات الحقوق.
وقد نوهت الوفود الإفريقية بمبادرة الودادية الحسنية للقضاة وطالبت بتنظیم ورشات متخصصة يمزيد من الحوار والنقاش والاستعداد للتأقلم مع ما تعرفه التكنولوجية من تطورات سريعة ومتواصلة ستلمكس بالضرورة على اللضاء في سيرورة منشعبة ودائمة الشطور.