هذان الأمران هما الخطاب السياسي والخطاب الديني المتطرف. والخطابان معاً وراءهما أيديولوجيا مشتركة تسعى إلى تجميد العقول، أو إن شئنا، إلى منعِها من التَّفكير. بينما الله، سبحانه وتعالى، ما نفَخَ جزأً من روحه في أجسام بني آدم إلا ليكونوا واعين بوجودهم و وجود الأشياء المحيطة بهم.
وحتى يكونَ بنو آدمَ واعيين، لا مفرَّ لهم من تشغيل عقولهم. والعقلُ نِعمةٌ من اللهِ، سبحانه وتعالى. وما دام العقلُ نِعمةً من الله، فالأحرى أن يشغِّلَه الناسُ للتَّأمُّل في وجودِهم وفي وجود الكون والأرض التي عمَّروها ويعمِّرونها وسيُعمِّرونها بمزيدٍ من الأفكار والإبداعات التي تُنتِجها العقول البشرية، النَّيِّرة والمستنيرة. فما هي أوجُه التَّشابه بين هذين النَّوعين من الخطاب؟ أوجُه التشابه كثيرة، وأخص بالذكر البعض منها :
1. بعد مرور أكثر من 12 قرنا من الزمان، الخطاب الديني بقي على حاله، أي لا يزال، إلى يومنا هذا، يتحكَّم فيه الأموات بفِقهِهم وبأحكامهم وبفتاواهم. أمواتٌ قضوا نحبَهم منذ قرون. لكنهم، رغم موتِهم، فهُم مَن يُسيِّر الأمورَ الدينية، حاليا، للناس في العالمَين العربي والإسلامي. وهنا، أخص بالذكر الأموات الذين ظهروا، وهم أحياء، بعد وفاة الرسول (ص) و وفاة الخلفاء الراشدين. وبعبارة أخرى، الأموات الذين ظهروا، وهم أحياء، في عصري الأمويين والعباسيين، وكذلك، أثناء الخلافة العثمانية، والذين أنتجوا ديناً موازياً، بل ومخالفاً في كثيرٍ من أطواره، لذلك الذي أراده اللهُ، سبحانه وتعالى، لجميع الناس، والذي أنزل، من أجل نشره، القرآنَ الكريمَ على آخِرِ الرسل والأنبياء، محمد (ص).
وحتى يكونَ بنو آدمَ واعيين، لا مفرَّ لهم من تشغيل عقولهم. والعقلُ نِعمةٌ من اللهِ، سبحانه وتعالى. وما دام العقلُ نِعمةً من الله، فالأحرى أن يشغِّلَه الناسُ للتَّأمُّل في وجودِهم وفي وجود الكون والأرض التي عمَّروها ويعمِّرونها وسيُعمِّرونها بمزيدٍ من الأفكار والإبداعات التي تُنتِجها العقول البشرية، النَّيِّرة والمستنيرة. فما هي أوجُه التَّشابه بين هذين النَّوعين من الخطاب؟ أوجُه التشابه كثيرة، وأخص بالذكر البعض منها :
1. بعد مرور أكثر من 12 قرنا من الزمان، الخطاب الديني بقي على حاله، أي لا يزال، إلى يومنا هذا، يتحكَّم فيه الأموات بفِقهِهم وبأحكامهم وبفتاواهم. أمواتٌ قضوا نحبَهم منذ قرون. لكنهم، رغم موتِهم، فهُم مَن يُسيِّر الأمورَ الدينية، حاليا، للناس في العالمَين العربي والإسلامي. وهنا، أخص بالذكر الأموات الذين ظهروا، وهم أحياء، بعد وفاة الرسول (ص) و وفاة الخلفاء الراشدين. وبعبارة أخرى، الأموات الذين ظهروا، وهم أحياء، في عصري الأمويين والعباسيين، وكذلك، أثناء الخلافة العثمانية، والذين أنتجوا ديناً موازياً، بل ومخالفاً في كثيرٍ من أطواره، لذلك الذي أراده اللهُ، سبحانه وتعالى، لجميع الناس، والذي أنزل، من أجل نشره، القرآنَ الكريمَ على آخِرِ الرسل والأنبياء، محمد (ص).
2. قبل الدخول في تفاصيل الخطاب السياسي، ما أقصده بالخطاب السياسي هو الخطاب الذي تُنتِجه الأحزاب لخدمة مصلحة الوطن أو للوصول إلى السلطة. والخطاب السياسي، الذي تُنتِجه الأحزاب السياسية، فهو الآخر لم يتغيَّر علماً أن هذا الخطاب السياسي، من المفروض أن يتغيَّرَ بتغييرِ ظروف الواقع المُعاش. بمعنى أن الخطاب السياسي مفروضٌ عليه أن يسايِرَ الواقعَ وإلا فهو خطابٌ مُتجاوزٌ، أي لا يخدم لا مصلحةَ الوطن ولا مصالحَ المواطنين. والخطاب السياسي له، هو الآخر، أمواتُه.
وبالنسبة لبلادِنا، الأمواتٌ، ساهموا، رُفقةَ الراحل جلالة الملك، محمد الخامس، مُحرِّر البلاد من الاستعمار، رحمة الله عليهم جميعا، في بناء الدولة المغربية من جديد، في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات. لكن الخطاب السياسي لم يتأثَّر بأفكارِ أمواته. ومنذ تلك الفترة، أي في بداية الستينيات، بقي الخطابُ السياسي على حالِه، أي لم يتغيَّر مضمونُه. والسبب الرئيسي في عدم تغيير مضمون الخطاب السياسي، هو أن الأحزابَ السياسية المغربية لم تنشغل بتكييف مضمون خطابها مع ظروف الواقع. بل انشغلت، فقط وحصرياً، بالوصول إلى السلطة ولو بطرقٍ غير ديمقراطية. فخطاب الأمس هو خطاب اليوم، ما دامت الطرق غير الديمقراطية تضمن الوصولَ إلى السلطة.
3. وعندما أقول إن السياسيين، بإمكانِهم الوصول إلى السلطة بطرقٍ غير ديمقراطية، فالأمر يتعلَّق بشراء الضمائر والكذب والنفاق والتَّزوير. نفس الطرق اتَّبعها علماءُ وفقهاءُ الدين القدامى، وخصوصا، المتواطئون منهم مع الحُكَّام. وتواطؤ السياسيين أو رجال الدين مع الحٌكام أمرٌ معمولٌ به إلى يومنا هذا، في كثيرٍ من بلدان العالَمين العربي والإسلامي. وهذا التواطؤ، غالبا ما يخدم مصلحةَ الجهتين، أي السياسيين أو رجال الدين، من جهة، والحكام، من جهة أخرى. كل جهة، بتصرُّفاتِها، تُعزِّز مكانةَ الجهة الأخرى في المجتمع. والتَّواطؤ هو الذي دفعَ رجال الدين القدامى إلى إصدار أحكامٍ (حدود) لا وجودَ لها لا في القرآن ولا حتى فيما سمَّوه، لاحِقا، السُّنةَ، علما أن أي حُكمٍ لم يُشِرْ إليه القرآن الكريم، فهو باطلُ. والتواطؤ هو الذي دفعَ رجالَ الدينِ القدامى، وخصوصا، أولئك الذين عاصروا حكمَ الأمويين والعباسيين، إلى اختراعِ أحاديث ونسبِها للرسول (ص) وهو بريءٌ منها، علما أن هذه الأحاديث تتناقض مع القرآن الكريم ومع سيرة الرسول (ص) الذي قال في حقِّه القرآنُ الكريمُ :
1."وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" (الأنبياء، 107).
2."وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم، 4).
3،"لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (الأحزاب، 21).
4."ألم نشرح لك صدرك" (الشرح، 1).
5."ورفعنا لك ذكرك"(الشرح، 4)
6"إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" (الأحزاب، 56).
وبالنسبة لبلادِنا، الأمواتٌ، ساهموا، رُفقةَ الراحل جلالة الملك، محمد الخامس، مُحرِّر البلاد من الاستعمار، رحمة الله عليهم جميعا، في بناء الدولة المغربية من جديد، في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات. لكن الخطاب السياسي لم يتأثَّر بأفكارِ أمواته. ومنذ تلك الفترة، أي في بداية الستينيات، بقي الخطابُ السياسي على حالِه، أي لم يتغيَّر مضمونُه. والسبب الرئيسي في عدم تغيير مضمون الخطاب السياسي، هو أن الأحزابَ السياسية المغربية لم تنشغل بتكييف مضمون خطابها مع ظروف الواقع. بل انشغلت، فقط وحصرياً، بالوصول إلى السلطة ولو بطرقٍ غير ديمقراطية. فخطاب الأمس هو خطاب اليوم، ما دامت الطرق غير الديمقراطية تضمن الوصولَ إلى السلطة.
3. وعندما أقول إن السياسيين، بإمكانِهم الوصول إلى السلطة بطرقٍ غير ديمقراطية، فالأمر يتعلَّق بشراء الضمائر والكذب والنفاق والتَّزوير. نفس الطرق اتَّبعها علماءُ وفقهاءُ الدين القدامى، وخصوصا، المتواطئون منهم مع الحُكَّام. وتواطؤ السياسيين أو رجال الدين مع الحٌكام أمرٌ معمولٌ به إلى يومنا هذا، في كثيرٍ من بلدان العالَمين العربي والإسلامي. وهذا التواطؤ، غالبا ما يخدم مصلحةَ الجهتين، أي السياسيين أو رجال الدين، من جهة، والحكام، من جهة أخرى. كل جهة، بتصرُّفاتِها، تُعزِّز مكانةَ الجهة الأخرى في المجتمع. والتَّواطؤ هو الذي دفعَ رجال الدين القدامى إلى إصدار أحكامٍ (حدود) لا وجودَ لها لا في القرآن ولا حتى فيما سمَّوه، لاحِقا، السُّنةَ، علما أن أي حُكمٍ لم يُشِرْ إليه القرآن الكريم، فهو باطلُ. والتواطؤ هو الذي دفعَ رجالَ الدينِ القدامى، وخصوصا، أولئك الذين عاصروا حكمَ الأمويين والعباسيين، إلى اختراعِ أحاديث ونسبِها للرسول (ص) وهو بريءٌ منها، علما أن هذه الأحاديث تتناقض مع القرآن الكريم ومع سيرة الرسول (ص) الذي قال في حقِّه القرآنُ الكريمُ :
1."وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" (الأنبياء، 107).
2."وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم، 4).
3،"لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (الأحزاب، 21).
4."ألم نشرح لك صدرك" (الشرح، 1).
5."ورفعنا لك ذكرك"(الشرح، 4)
6"إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" (الأحزاب، 56).
إن لم يتغيَّرْ مضمونُ الخطابين، السياسي والديني، فتقدُّمُ الوطنِ وتطوُّره وازدهارُه هو الذي سيتأثَّر بمضمون هذين النوعين من الخطاب. وهذان النوعان من الخطاب، من الضروري، أن يُسايرَ مضمونُهما حيثياتِ وظروفَ الواقع المعاش. فلنُلقي نظرةً على الأمم الأخرى، شرقاً وغرباً وشمالاً، لنلاحظَ أن واقعَها في تغييرٍ مستمرٍّ. والتغيير هذا راجع إلى تشغيل العقول في جميع مناحي الحياة اجتماعيا، اقتصاديا، ثقافيا، حضارياً، علميا، تكنولوجياً، تعليميا، استراتيجياً، عسكريا… وبالطبع، كل هذه التغييرات لها وقعٌ على مفهوم الخطاب السياسي ومفهوم الخطاب الديني.