احتضن باب برج مراكش العتيق بالصويرة، يوم ال14 ماي 2025، المعرض الوطني الثالث لتيار “النزعة الخطوطية”، تحت إشراف الفنان التشكيلي والكاتب المغربي عفيف بناني، وبمشاركة 32 فنانًا من مختلف جهات المملكة، إلى جانب فنانين من فرنسا واليابان، في تجربة فنية تستلهم روح المكان وتكرّس حضور الهوية التشكيلية المغربية في فضاء تاريخي بامتياز.
يندرج تنظيم هذا المعرض، الممتد من 14 إلى 18 ماي 2025، ضمن جهود الهيئة الوطنية للرسامين والمصورين الفوتوغرافيين، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجمعية الصويرة موغادور، والمجلس الجماعي للصويرة، الرامية إلى تعزيز حضور الفن التشكيلي المغربي في فضاءات ذات رمزية تراثية وتاريخية.
ويشكّل هذا الموعد الفني محطة جديدة في مسار ترسيخ “النزعة الخطوطية” كتيار مغربي معاصر، يسعى إلى تقديم أسلوب بصري متفرد يقوم على تكرار الخطوط كأساس تعبيري، ويقترح قراءة تشكيلية جديدة للتراث المادي وغير المادي.
ويُعتبر اختيار برج باب مراكش لاحتضان هذا الحدث الفني مبادرة رمزية تعكس رغبة المنظمين في المزج بين الإبداع المعاصر وعمق الذاكرة المعمارية، حيث يشكل الفضاء التاريخي منصة للتفاعل بين الماضي والحاضر، وبين الهوية البصرية المغربية وأساليب التعبير الجديدة.
ويتضمن برنامج المعرض ندوة فكرية تحتضنها غدا "بيت الذاكرة” مساء الخميس 15 ماي، ولقاءً مفتوحًا مع الفنان عفيف بناني يوم الجمعة 16 ماي، في أفق تعميق النقاش حول التجديد في الفن التشكيلي المغربي وتقاطعاته مع التحولات التقنية والثقافية المعاصرة.
يُعدّ باب برج مراكش أحد أبرز المعالم التاريخية لمدينة الصويرة، ويمثّل جزءًا من القلاع والحصون الدفاعية التي شُيّدت خلال القرن الثامن عشر لحماية المدينة من الهجمات البحرية والبرّية. يتميز البرج بموقعه الاستراتيجي عند مدخل المدينة العتيقة من الجهة الجنوبية الغربية، وبمعماره الذي يجمع بين النمط العسكري البرتغالي والتأثيرات الأندلسية المغربية، ما يمنحه طابعًا فريدًا يختزل الذاكرة العمرانية للمدينة.
وقد عرف برج مراكش في السنوات الأخيرة، تحوّلًا وظيفيًا مهمًا من فضاء عسكري إلى منصة ثقافية وفنية تحتضن المعارض والأنشطة الإبداعية، ليصبح بذلك نقطة التقاء بين الماضي والحاضر. ويُعدّ احتضانه للمعرض الوطني الثالث لتيار “النزعة الخطوطية” نموذجًا لهذا التحول، حيث يلتقي الفن المعاصر بعبق التاريخ في مشهد بصري يُعيد قراءة المكان من زاوية فنية وإنسانية جديدة.