Sunday 7 September 2025
مجتمع

بوزردة: طلب التأشيرة.. عندما تتعمد بعض السفارات إهانة المغاربة

بوزردة: طلب التأشيرة.. عندما تتعمد بعض السفارات إهانة المغاربة الزميل علي  بوزردة
هناك مثل عربي شهير يذكر  أولئك الذين يغمضون أعينهم عن سلوكهم "غير المحترم" و "المتغطرس" تجاه الآخرين، وهو "إن لم تستح فافعل ما شئت".
هكذا بدأ الزميل علي  بوزردة، مدير موقع article 19، افتتاحيته حول الصعوبات التي يواجهها المغاربة كل يوم في الحصول على تأشيرة لدخول دول أوروبا.
معاناة يومية بشارع الكوفة بمدينة الرباط حيث توجد الشركة المكلفة بتدبير طلبات الفيزا: كابوس من منبهات السيارات، ضجيح وازدحام وصخب وأحيانا الخلافات بين سائقي السيارات في منطقة سكنية هادئة..
وتابع بوزردة في افتتاحيته المنشورة على موقع article 19، أنه يتم إنشاء سوق حقيقي في الهواء الطلق أمام مبنى مكون من أربعة طوابق مع علامات عشرات المستشاريات، ولا سيما تلك الموجودة في السويد والدنمارك وفنلندا والنمسا وأوكرانيا وهولندا والبرتغال..مواطنون مغاربة متواضعون، من جميع أنحاء البلد، يجربون حظوظهم في الحصول على تأشيرة، بعد تقديم الكثير من الوثائق التي تؤكد، من بين أمور أخرى، "التزامهم" بالعودة العاجلة إلى ديارهم.
وأضاف بوزردة أنه على بعد بضعة أمتار من المدخل الرئيسي للقصر الملكي في الرباط، تتكلف الشركة الخاصة بدراسة ملفات طالبي التأشيرات.. موظفون شباب مغاربة وضعوهم  في مواجهة أمام إخوانهم، بينما الموظفون الأوروبيون على بعد أميال، بعيدا عن الهموم اليومية.. وغالبا ما تكون الملفات غير مكتملة مما يضطر معها طالبو التأشيرات جاهدين للرد على خطاب وتعليمات البيروقراطيين في بروكسل وإلا فهو رفض فوري للملف والعودة إلى الخطوة الأول.
وأشار علي بوزردة بأسف إلى إثارة الاشمئزاز في طلبات التأشيرة، بما في ذلك 
تقديم البيانات الخاصة  والحالة الصحية والممتلكات المنقولة والأسرة والوضع المالي وما إلى ذلك، والأكثر إثارة للاشمئزاز في هذه القصة، أن مواطنينا ملزمون بالتوقيع على وثيقة تؤكد "نقل" واستغلال مخزون البيانات الثمين هذا.
وورد في الافتتاحية أنه في المقابل، تكون الشركة الوسيطة حرة ولا تسلم أي وثيقة بشأن مسؤوليتها، إنه بعبارة أخرى، إجراء غريب، ومع ذلك، في الماضي، تعاملت هذه السفارات مع ملفات التأشيرة مباشرة بأناقة واحترام. كان هناك عدد أقل من الوثائق ولم يكن هناك اندفاع للالتزامات المكتوبة من المغاربة، الأغنياء أو الفقراء. كنا أمام خدام دولة مسؤولة وليس كيانا خاصا….
ويوضح بوزردة أنه لسوء الحظ، تغيرت الظروف وكذلك انقلبت القواعد في بلدان الشمال، فقط للأسوأ..
دعونا نعود إلى شارع الكوفة الذي يتيح جغرافيا الوصول إلى باب الرواح في شارع النصر، حيث يصطف المئات من طالبي التأشيرات، غالبًا برفقة أطفالهم الطلبة، تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف وتحت المطر في الشتاء، مثل الأغنام..
وتابع إن دبلوماسيي هذه البلدان التي تدعي  الديمقراطية، والذين يثيرون الضجة حول حقوق الإنسان في الاستقبالات الرسمية، لم يكلفوا أنفسهم عناء المطالبة من وسيطهم الخاص ببناء فضاء ومقاعد للمسنين والاحترام لهؤلاء المغاربة الذين حولوهم 
إلى وضع "المتسولين" مقابل قطعة من الورق.
في الواقع، يجب أن تتم معالجة ملفات التأشيرات في مبنى يفي بالمعايير الصحية والود واحترام كرامة الإنسان.
إنه لأمر مشين  ومخجل أن نترك الناس لساعات في الشوارع مثل "المتسولين". فليس العائق هو الوسائل المالية لهذه البلدان الغنية، يقول الكاتب، ولا الأماكن الملائمة التي تفتقر إليها الرباط لهذه "التجارة البيروقراطية" في زقاق صغير مزدحم بحركة مرور السيارات حيث لا توجد حتى مراحيض عامة..
هذه الحالة التي استمرت لعدة سنوات، والتي يغض عنها الطرف هؤلاء المستشارون، أمر غير مقبول في بلد ذي سيادة ويقال إنه "شريك متميز"..
وشدد الكاتب أنه على سبيل المقارنة، يزور مواطنو الشمال بلادنا دون الحاجة إلى أدنى "معاملة بالمثل". ومن ناحية أخرى، يتم استقبالهم بأذرع مفتوحة وبملصقات "أهلا بكم في المغرب"، في احترام تقليدي للضيافة المغربية الأسطورية.
إنها مفارقة غريبة عندما يتعلق الأمر بكرامة المغاربة في مواجهة غطرسة صانعي القرار فيما يسمى بالدول "المتحضرة" ، وكأن بلدان الجنوب تعيش في الغابة. فكيف يدعو بعض السياسيين الغربيين علنا إلى احترام القيم الأخلاقية والعدالة والمساواة والحوار بين الثقافات..، لكن الواقع يختلف تمامًا عندما يتعلق الأمر بالهجرة القانونية. أما الهجرة الأخرى دعونا لا نتحدث عنها هنا ...
بالإضافة إلى التفاصيل الصغيرة: يتساءل طالبو التأشيرات عن مستقبل "بياناتهم الخاصة" وخطر الكشف عنها يوما ما "عن طريق الصدفة" أو من قبل "طرف ثالث" أو ببساطة موضوع "معاملات غير قانونية" "من قبل الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين الحاقدين؟ فما هي الضمانات القانونية؟
في هذه الأوقات العصيبة من الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن  احترام "الخصوصية" و "الكرامة الإنسانية" للمواطنين المغاربة هو على المحك هنا، موضحا أنه في الحقيقة نسي ممثلي الشعب المنتخبين وعملهم الرقابي والتحقيق في هذا النوع من الوضع الكافكاوي؟ الفقراء، لديهم بالتأكيد أسماك أخرى لقليها أثناء انتظار الانتخابات المقبلة في عام 2026.
حتى ذلك الحين، "تصبحون على وطن". كما قال الشاعر الفلسطيني الشهير محمود درويش، يختم علي بوزردة مقاله.