السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

بحضور شعرائه.. انطلاق الملتقى الخامس لفن الرسمة بزاكورة

بحضور شعرائه.. انطلاق الملتقى الخامس لفن الرسمة بزاكورة من أجواء أشغال الملتقى في يومه الأول

انطلقت صباح يوم السبت 14 ماي 2022، فعاليات الملتقى الإقليمي الخامس لفن الرسمة، المنظم من طرف الاتحاد الجمعوي للروحا بزاكورة تحت شعار "الرسمة والملحون أية علاقة"”، بشراكة مع المجلس الإقليمي لزاكورة وبتنسيق مع المركز الثقافي.

وشهد افتتاح هذه الدورة، التي حضرها أبرز شعراء فن الرسمة بالإقليم وكل المهتمين والباحثين في التراث اللامادي، إضافة إلى رئيس المجلس الاقليمي ورؤساء المصالح الخارجية والسلطات المحلية، تقديم وصلات غنائية لفن الركبة والملحون، مستحضرة أجواء أداء ونظم وإلقاء هذا الفن في المجتمع الصحراوي الزاكوري، أعقبها  تكريم مجموعة من شيوخ هذا الفن الأصيل بالمنطقة اعترافا لهم بعطاءاتهم، المتميزة في هذا الفن، كالشيخ احمد المهداوي والشيخ عبد القادر الوانبي واحمد الصالحي. كما تم تكريم رئيس فريق الاتحاد الاشتراكي بمجلس النواب عبد الرحيم  شهيد، والأستاذ علال علالي، والمرحوم عبد السلام شعشع.

وتضمن اللقاء ندوة فكرية، حول فن الرسمة وعلاقته بالملحون وظروف النشأة والامتداد، حيث  افتتح المداخلات الأستاذ مولاي مصطفى الدفالي بعرض تحت عنوان "الملحون بدرعة النشأة والامتداد"، تناول فيه التعريف بالملحون من حيث البناء والأغراض والمضمون، معتبرا سنة 883 هجرية البداية الحقيقية لظهور هدا الفن بالمنطقة، كما استعرض المتدخل مظاهر التطور التي لحقت هدا الفن خلال القرنين 14و15 الهجريين نتيجة تطور الأهازيج الشعبية.. مشددا في آخر مداخلته على أن أبرز شعراء الملحون بدرعة، والذين برزوا في هذا الفن، هو الطيب الحبيب الملولي.. كما شدد على أن أقدم قصيدة شعرية في الملحون  تعود إلى عبد الله بن احساين القباب.

من جانبه تساءل الأستاذ الدكتور جاجا في مداخلته المعنونة بـ "فن الرسمة والملحون مقاربات منهجية" كيف لي أن أتناول فن الرسمة وأنا في حضرة شيوخ هذا الفن وفي حضرة أساتذتي الذين تعلمت منهم طرق البحث في هذا المجال. مبديا مقاربات منهجية حول الإشكالات التي يثيرها فن الرسمة والملحون، من حيث المصادر والنشأة وعلاقته بأهل الجنوب الصحراوي.. موضحا تطور مفهوم الغناء من العصر الوسيط إلى الآن وارتباطه بالجنوب المغربي ودرعة على الخصوص؛ محاولا التأصيل لفن الملحون والرسمة بدرعة، مشددا على أن  نشأتهما من عامة المجتمع ومن غنائه يتطوران بتطوره .

وفي  مداخلة الأستاد عبد العالي الفاضلي، الباحث في التراث، تحت عنوان: "قصائد الرسمة في دواوين  الملحون"، أكد على أهمية الشعر عموما وشعر الرسمة والملحون خاصة في منطقة درعة، وأشار إلى أن: ”الشعر ديوان العرب، بالشعر عرفنا ثقافتهم وبالشعر عرفنا تاريخهم، جغرافيتهم وشيمهم وأخلاقهم وكرمهم وجبروتهم، وبالشعر تم تقعيد اللغة وبه تم شرح بعض آيات القرآن الكريم وبه استشهد الخطيب على منبره، وبه نُقلت الحكم وبه نُقل العلم”.. وعن شعر الرسمة في منطقة درعة، يضيف عبد العالي الفاضيلي ”شعرنا لا يقل أهمية عن شعرهم، شعرنا يختزل ثقافتنا، تاريخنا، وجغرافيتنا وشيمنا وأخلاقنا ومكارمنا، شعرنا أيضا بلسان عربي فصيح لا يفك شفرته إلا الضليع في اللغة العربية”. موضحا أنه اعتمد في توثيق الملحون على المنهجية التي اعتمدتها أكاديمية المملكة على اعتبار أن الرسمة والملحون صنوان أو فرعان من شجرة واحدة، كما أكد على أهمية فني الملحون والرسمة ومكانتهما في المجتمع الصحراوي.

ومباشرة بعد انتهاء المداخلات فتح باب النقاش، حيث تدخل الحاضرون بتساؤلات  وإضافات هامة، تناولت ما جاء في المداخلات والعروض، كما قدمت وجهات نظر حول  الملحون والرسمة بدرعة...