الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

محمد الأشعري يجمع مقالات عموده "عين العقل" في دفتي كتاب

محمد الأشعري يجمع مقالات عموده "عين العقل" في دفتي كتاب محمد الأشعري

صدر حديثا للكاتب والأديب محمد الأشعري مؤلف جديد بعنوان “عين العقل (6 دجنبر 1990 – 27 فبراير 1998)”، والذي يضم سلسلة مقالات سبق نشرها على الصفحة الأولى لجريدة (الاتحاد الاشتراكي) خلال تسعينيات القرن الماضي ضمن عمود صحفي يحمل الاسم نفسه.

 

ويقر الأشعري، في تقديمه للكتاب، الواقع في 741 صفحة من القطع المتوسط، أنه "ترددت كثيرا" قبل نشر هذا الإصدار على اعتبار أن العمود الصحفي اليومي أو شبه اليومي إنما هو "كتابة آنية، ملتصقة بلحظتها وبسياقها (..) ومنذورة للاستهلاك اليومي بما يعنيه ذلك من أثر عابر وتأويل سريع الأحداث ولدلالاتها المتشابكة".

 

ويضيف أنه غير رأيه هذا لسببين، يتمثل أولهما في "ما اعتبره أصدقاء أعزاء، أهمية توثيقية لمرحلة من أهم المراحل السياسية في المغرب المستقل، مرحلة تسعينيات القرن الماضي، وهي فترة عرفت الكثير من الأحداث الوطنية والعربية والدولية التي كانت لها أهميتها القصوى وتأثيرها القوي في تشكيل ملامح المرحلة التي تلتها (النضالات الاجتماعية بالمغرب، تطورات القضية الفلسطينية، الحرب على العراق، القطبية الأحادية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.. وغيرها)".

 

وفي واقع الأمر، فإن جمع هذه المقالات التي “اختصت برصد هذه الأحداث، ومحاولة فهمها وتأويلها بالنقد والسخرية والتساؤل، قد يفيد في تحقيق قراءة أخرى، غير قراءة اللحظة، تنظر إلى المرحلة ككل، وليس يوما بيوم” سيما بعد مرور ثلاثين سنة عن ميلاد "عين العقل".

 

أما السبب الثاني، يضيف الأشعري، فيتمثل في كون هذه المقالات "لها علاقة وثيقة ببيت الكتابة الذي أقيم فيه منذ أمد بعيد. إنها تحمل كل شغفي باللغة التي أكتب بها، شعرا ونثرا، تحمل ملامحي، في الحياة وفي الكلمات التي أنسجها “.

 

على أن تقديم الكتاب لم يخل من تفاصيل ومعطيات عن اعتماد (أبو فارس) كاسم مستعار لتوقيع العمود في مرحلة من المراحل، وعن “أسباب نزول” عمود “عين العقل” الذي “كانت النية في البداية أن يكون خفيفا موجزا وساخرا إن أمكن”، قبل أن يتحول تدريجيا إلى “معبر عن رأي يشترك في اعتناقه كثير من الناس”، ويصبح، شأنه شأن أي عمود رأي، ”رأيا مضادا، من الصعب، إن لم يكن من المستحيل فصله عن الخلفية السياسية والإيديولوجية التي تؤطر كاتبه “.

 

سؤال جدوى قراءة “عين العقل” بعد مرور مدة ثلاثين سنة عن ميلاده لم يغب عن ذهن الكاتب الذي لم يتردد في الجواب عنه قائلا إنه “من الجائز أن يقرأ هذا العمل كنموذج من كلاسيكيات الكتابة الصحفية في بلادنا، أيام كانت الحياة السياسية تعيش مخاضا عسيرا لمحاولة فتح صفحة جديدة في تاريخ المغرب المستقل، وأيام كانت الصحافة الحزبية تشغل حيزا واسعا من المهنة، وأيام كانت البلاد بدون أنترنيت ولا هواتف ذكية ولا شبكات تواصل اجتماعي “.

 

ويخلص الأشعري في تقديمه للكتاب الذي أهداه إلى "الصديق المرحوم مصطفى القرشاوي، وإلى الصديق محمد البريني"، إلى أنه من الجائز أيضا أن يقرأ الكتاب فقط كما هو، أي "ككتابة تنتمي لجنس الأدب الصحفي، بكل ما يحتمل في هذا الجنس من نزوع إلى التاريخ والمحو، أي إلى ابتكار وجه آخر للواقع لا يتجلى إلا بالكتابة".