الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

جولة دي ميستورا تكشف "حريرة عسكر العصابة" وكيف التف الحبل حول الجزائر

جولة دي ميستورا تكشف "حريرة عسكر العصابة" وكيف التف الحبل حول الجزائر الرئيس تبون والانفصالي ابراهيم غالي والمبعوث الأممي دي ميستورا( يسارا)
شكلت جولة دي ميستورا في المنطقة فرصة لاستجلاء إرادة كل أطراف النزاع وتجاوبها مع الجهود الأممية لوضع حد لنزاع مفتعل ينهك أطرافه ويضعف الأمن الإقليمي ويشغل الأمم المتحدة عن نزاعات أكثر سخونة. المغرب من جهته، رحب بالزيارة وتفاعل معها بما تستحقه من اهتمام ولم يكثر من "تقطار الشمع" و "النكير الخاوي" على الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوث الأممي والقوى الكبرى لأن الأهم عنده هو الوصول إلى نتيجة تضع حدا لنزاع طال بدون سبب ويتضرر منه صحراويون مغاربة يعانون كرهائن في مخيمات تندوف التي تفتقد لأدنى مقومات العيش الكريم وتستغلها القيادة الجزائرية للإثراء من خلال المساعدات الدولية وتجارة الأسلحة. ركز المغرب على الأهم وهو ضرورة استئناف العملية السياسية تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفي إطار مسلسل الموائد المستديرة، وبحضور الأطراف الأربعة، أي المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا. أما البوليساريو فأكدت أنها مستمرة في عرقلة المساعي الأممية وجمودها على حلول غير واقعية وقديمة لتضع بها العصا في العجلة حتى لا تدور حيث ركزت على عبارات فضفاضة مثل الحق في تقرير المصير والاستقلال الوطني التام والقرارات والاتفاقات الأممية والأفريقية التي وقع عليها الطرفان سنة 1991 وتخفيض سقف توقعاتها من الزيارة واعتبارها مجرد زيارة تواصلية والتلويح بالعودة إلى حمل السلاح بمبرر أن المنطقة تعيش حربا مفتوحة. وبالمقابل، سلطت كل وسائلها الدعائية للتنقيص من جهود مجلس الأمن ومجموعة أصدقاء الصحراء وتبخيس كل الجهود المبذولة حتى الآن وتجاهل المبادرة الوحيدة المطروحة حتى الآن وهي الحكم الذاتي المقترح منذ 2007. أما الجزائر فكما نقول "حريرتها حريرة". دارت الدائرة على قيادة الجزائر ولم يعد بمقدورها التنصل من حقيقة أنها طرف أصلي في هذا النزاع ومع ذلك ما تزال تقف ضد إرادة مجلس الأمن برفضها رسميا العودة إلى طاولة الموائد المستديرة ونفيها أن تكون معنية بشكل مباشر بهذا النزاع المفتعل رغم أن تبون وضح في خطاب أخير بأن الاستدانة الخارجية "ترهن سيادتنا وحرية قراراتنا، وحريتنا في الدفاع عن القضايا العادلة في العالم، على رأسها الصحراء الغربية وفلسطين". هذه أهم رسالة للجزائريين من الرئيس المختطف من طرف شنقريحة يؤكد فيها أن لا مشكلة له في معاناة الجزائريين مع نقص المواد الأساسية التي يتطلب توفيرها انفتاحا على السوق الدولية ومقاربة مختلفة لأنه متمسك بدعم جبهة انفصالية على حساب مصالح شعبه وبأموال شعبُه أولى بها لأنه يعاني من ويلات ارتفاع الأسعار ونقص الدقيق والزيت والبطاطا وغيرها.
لذلك، لا نفتأ نؤكد بأن دعم البوليساريو عبء على الجزائريين وقناة للإثراء غير المشروع للعسكر وإشغال الرأي العام بقضايا لا تهمه. وتزداد الحاجة إلى هذا الملف كلما غابت ملفات أخرى، ويكفي متابعة البيانات العسكرية من أعلى مستوى التي صارت تتابع أخبار منتخب الكرة وإصرار شنقريحة وتبون على حمل كأس العرب وميداليات اللاعبين لتتضح الحقيقة للجزائريين. دأب حكام الجزائر على صناعة عدو وهمي وافتعال صراعات من لا شيء، وأضافوا لذلك مؤخرا تضخيم قضايا ثانوية لزراعة حالة عدائية للمغرب ولو كانت خرافات.
آخر الخرافات التي ابتدعها حكام الجزائر هي السحر الذي كان ضحيته منتخب الجزائر من طرف المغاربة. هذه فقط عينة من حالة البؤس والخرف التي أصابت النظام المفلس في قصر المرادية. لو كان السحر المغربي بهذا المفعول لكان الأولى توجيهه لما هو أهم، ولو كان السحر بهذا المفعول لاستعمله المغاربة في كأس العرب. هنا يظهر النضج المغربي والحكمة المغربية في إنزال كل واقعة منزلتها بدون تضخيم. الرياضة أخلاق وربح وخسارة وليست نهاية العالم. ولتقييم الأداء هناك مساطر رياضية واضحة يمكن لكل فريق تفعيلها بعد كل مناسبة، أما التسييس المفرط لمنافسات رياضية فلن يزيد إلا الضغط على الرياضيين وصناعة رهاب/فوبيا وهمية سيكون مُشعِلُ الفتنة هو أول من يكتوي بنارها. 
ولأنه إذا عرف السبب بطل العجب، فيكفي معرفة أسباب هذا التمسك الغريب بمثل هذه الملفات والاحتضان اللامنطقي لجبهة البوليساريو والاستعداء المبالغ فيه للمغرب لنعرف حالة الإفلاس التي يعيشها نظام العسكر في الجزائر.
عن موقع "شوف تيفي"