Monday 12 May 2025
فن وثقافة

شهدتها رحاب كلية بنمسيك: أثر كتاب للعروي على الفكر العربي طيلة نصف قرن (مع فيديو)

شهدتها رحاب كلية بنمسيك: أثر كتاب للعروي على الفكر العربي طيلة نصف قرن (مع فيديو)

نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء، طيلة يوم أمس الأربعاء 15 نونبر 2017، ندوة فكرية تحت عنوان: "أثر كتاب "الإيديولوجيا العربية في الفكر العربي" للمفكر عبد الله العروي، حضرها، إلى جانب ثلة من الأستاذة الباحثين، جمهور غفير للطلبة والمهتمين.

وابتدأت الندوة بكلمة لعميد الكلية عبد القادر كَنكَاي، الذي شكر فيها جميع الحاضرين بالقاعة، وأيضا كل من ساهم في عقد الندوة. كما لم تفته الإشارة إلى التأكيد على القيمة الفكرية التي يتمتع بها عبد الله العروي إن على المستوى المغربي أو العربي. وما مؤلفه "الإيديولوجيا العربية في الفكر العربي"، يضيف العميد، إلا أحد البراهين الدامغة على الإضافة المثلى الذي طبع بها مسار النقاش وعلى مدى عقود من الزمن.

ومن جهتهم، اتفق جميع المتدخلين على استحقاق المغرب الافتخار بعلم رائد في مجال التحليل والنقد وإثارة أعقد القضايا الفكرية. الأمر الذي تقاطرت معه الكثير من الاعترافات المقرة بوزنه الاعتباري، وكيف استطاع تغيير العديد من المفاهيم، بل ومسارات تفكير شخصيات مفكرة بعينها. لهذا، كان، والقول للمشاركين في الندوة، كتاب "الإيديولوجيا العربية في الفكر العربي" علامة مميزة لتأثيره القوي ومن غير تأثر بنصف قرن الذي مر على تأليفه.

وعليه، يجمع الأساتذة، يظل المؤلف المذكور يتمتع براهنيته رغم مرور كل هذه المدة، متحديا عشرات السنين، مما يدل على بعد نظر عبد الله العروي.. ولو أنه، وفق ما قاله الأستاذ الباحث عبد الإله بلقزيز، لم ينل حظه الكامل من التدبر، حتى أنه أسيء فهمه أحيانا.. مضيفا، وهو الذي أطلق على العروي لقب "عميد الفكر العربي"، كون الفجوة بين الأخير وقرائه مردها إلى أن أكثرهم لا يقاسمونه عين المصادر الفكرية التي ينهل منها، وبالتالي فليست ثمة لغة علمية مشتركة بين الخطاب ومتلقيه. مما يؤكد كونه لم يُقرأ حقا على النحو الذي يرضي شعوره كمؤلف قدم نصا قابلا للتداول.

وهذا ما لفت إليه عبد الله العروي نفسه عبر التسجيل الصوتي الذي بعث به بعد أن تعذر عليه المجيء شخصيا، إذ قال بأن "أكبر جائزة يحلم بها مؤلف كتاب إشكالي نقدي مثل كتاب "الإيديولوجيا العربية في الفكر العربي" هي أن يفرغ من محتواه، وأن يفقد آنيته ليصبح مادة للبحث بعد أن يكون قد حقق بالفعل ما تضمن من أماني وتطلعات". لكن، يستدرك العروي بنبرة خيبة الرجاء "للأسف، لم يعرف كتابي هذا المصير، ولم يقدر له أن يفرغ من محتواه".

بقي التذكير بأن الندوة عرفت تنظيم ثلاث جلسات، الأولى نشطها كل من الأساتذة الباحثين: محمد سبيلا ومحمد نور الدين أفاية وعلال الأزهر، في حين تم الاكتفاء بقراءة تدخل كمال عبد اللطيف، الذي لم تسعفه الظروف لأجل الحضور. وذلك بتسيير من طرف محمد مصطفى القباج. أما الجلسة الثانية والتي أدارها عبد الباقي بلفقيه، فكان على منصتها كل من نور الدين العوفي وعز الدين العلام إلى جانب محمد الشيخ. وبخصوص الجلسة الثالثة والأخيرة، فضمت كأطر باحثة محمد مزوز ونبيل فازيو وكذا عبد الإله بلقزيز، برئاسة عبد المجيد جهاد.

(تفاصيل أكثر عن الندوة وكواليسها في العدد المقبل من أسبوعية "الوطن الآن")

رابط الفيديو هنا