الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

رشيد لزرق: ينبغي أن تكون اللحظة الانتخابية لحظة لتقديم حلول إجرائية

رشيد لزرق: ينبغي أن تكون اللحظة الانتخابية لحظة لتقديم حلول إجرائية رشيد لزرق
ان عدم الثقة في السياسيين ليس نتاج اللحظة الراهنة، بل هو وليد تراكمات باتت في العقل الجمعي للمغاربة، نتيجة اتجاه السياسيين إلى اطلاق الوعود الانتخابية في اطار المزايدات السياسية ورفع السقف وجلب الناخب، وذلك بدون تقديم عرض سياسي عقلاني يتعاقد عليه مع الناخبين و تحديد الأولويات بناء على إمكانيات الدولة، و هذا ناتج عن مجاراة المد الشعبوي وتنميط الراي العام و اتجاه بعض القيادات الحزبية إلى اطلاق الوعود بدون أن تملك خطة لتطبيقها، مما ولد إحباطا لدى الراي العام، و الجهالة في التعاطي مع السياسيين وفق قوالب جامدة.
اذن كيف نعيد الأمل ونحفز المواطنين والمواطنات على المشاركة الانتخابية؟
إن العشرية الأخيرة مع أهمّية المنجز الدستوري لسنة 2011 الذي وضع أسس للمأسسة، والتي وجدت صعوبات في تحويل الأحزاب من احزاب الأفراد إلى أحزاب المؤسسة، إن تفاقم هذا الوضع إلى جانب التراشق الحكومي، أثر سلبا على صورة السياسة والسياسيين، هذه المعطيات وجب تأملها بغية تجاوزها في اتجاه وجهة حزبية تسير في اتجاه تغيير الصورة النمطية، وذلك عبر تقديم كفاءات سياسية، مما يجعل الانتخابات فرصة للتباري حول تنزيل المخطط التنموي، وهذا يعزز إمكانية تعزيز مشروع الانتقال الاقتصادي الشامل والمستدام.
وبهذا يمكن معه مواجهة شيوع أجواء التشكيك وانعدام الثقة بين الفاعلين السياسيين، إضافة إلى صعود العصبية الحزبية على حساب مراعاة الصالح العام، وهيمنة خطاب الحزبي مشحون بالعنف اللفظي ومتلازمة إقصاء الآخر.
مما يكرس شيوع أجواء اللا يقين من الحاضر والمستقبل، إن تكريس الخيار الديمقراطي صحيح أنه مسار طويل وشاق، ويفترض بالضرورة الدخول إلى مرحلة التنمية لكي يحس المواطن بقيمة الديمقراطية، ولكي يتحقق هذا ينبغي أن تكون اللحظة الانتخابية هي لحظة لتقديم حلول إجرائية وواقعية، وفق جدولة زمنية محددة.
وبدون ذلك لا يمكن أن نواجه حملة التشكيك التي أنتجت مواطن قلق هذا المعطى يفاقم جو العزوف الانتخابي خاصة لدى الفئات الشابة وعموم المواطنين عن الفعل الحزبي.