الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

منعم وحتي: حول قضية الصحراء ..إلى السيد غسان بنجدو رئيس مجلس إدارة الميادين

منعم وحتي:  حول قضية الصحراء ..إلى السيد غسان بنجدو رئيس مجلس إدارة الميادين منعم وحتي
تتبعنا باستغراب، لخبطة إعلامية لا تمت للحقيقة فيما يخص، تغطية قناة الميادين للاستفزازات التي قامت بها بعض العناصر التابعة لبوليساريو، والتي وصلت إلى حد تخريب الطريق التجارية والمدنية الرابطة حدوديا بين المغرب وموريطانيا.
وأحيلكم على الرسالة التي سبق أن وجهتها، في ذات السياق إلى فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وكذا إلى الأحزاب اليسارية والقومية إقليميا ودوليا، وعبرها إلى قيادة الدول الشقيقة، فيما يخص قضية وحدة أراضي المغرب، في مواجهة نزعات التفتيت والتقسيم التي تمس الصحراء المغربية، والتي ليست غريبة عن نفس استراتيجية تفتيت وتقسيم وحدة الأوطان بالشرق الأوسط، بما فيها بلدكم لبنان السيد بنجدو.
لقد أتيح لي أن أصل حتى أقاصي الجنوب اللبناني، على الحدود مع الكيان الصهيوني لأشهد معلمة مْلِيتَّا، ولأقف على إحدى التجارب الرائدة في الدفاع عن الوطن ضد مؤامرات التقسيم والتفتيت، وقد امتزجت على هاته الأرض دماء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية، دفاعا عن الأرض والإنسان وضد الخرائط المصطنعة كولونيالياً، حيث جَزَّأَ الاستعمار وحدة الأوطان وترك ألغام القلاقل والاضطرابات على الحدود، وقضم البقية.
الحكاية ذاتها عندنا بالصحراء المغربية، فكما هناك قضم لمزارع شبعا، وخط أزرق مضطرب على الحدود بين لبنان وفلسطين، وقضم للجولان السوري، ومحاولات إثارة النعرات الطائفية والعرقية على حدود الأرض والوطن، فنحن نعيش نفس الألغام التاريخية المفبركة لإدامة عدم الاستقرار وإدامة التدخل الأجنبي وبسط يد الاستعمار بأشكال جديدة على أوطاننا، فالمغرب كما المشرق.
كثيرا ما يلتبس الأمر، على أطراف نحترمها، تعتبر نفسها مقاومة أو يسارية أو قومية حداثية، حين يُطْلَبُ موقفها من الصحراء المغربية بالمنتديات الدولية والإقليمية، وتحاول بطريقة ميكانيكية لا تخلو من تبسيطية مغرقة في استنساخ المواقف، حيث تناصِبُ العداء لوحدة أراضي المغرب وسيادته على صحرائه، فقط لأن النظام المغربي يقول بمغربية الصحراء، بمنطق عدو عدوي صديقي.
فليعلم السيد بنجدو، وعبره رفاقي وأصدقائي وإخواني ببقية التنظيمات المقاومة واليسارية والقومية الحداثية، أننا لسنا نسخة من النظام القائم بالمغرب، بل إن مواقفنا تعتبر أكثر تجدراً في مسألة وحدة أراضي وطننا المغرب ضد كل مؤامرات التقسيم والتفتيت التي قادها المستعمران الفرنسي والإسباني، حيث تم قضم جزء من أراضينا من طرف إسبانيا شمالا: سبتة ومليلية والجزر المغربية، وقادت فرنسا عملية تشويه رسم الحدود الشرقية بقضم أراض مغربية أضيفت لخريطة الجزائر، إمعانا في إدامة التوتر الحدودي التاريخي، لكن الأدهى والأَمَرّ أن لا يستوعب يساري أو مقاوم خَبِرَ مؤامرات اجتزاء أراضي وطنه ودسائس الاستعمار الجديد ببث نعرات التقسيم وخلق الكيانات الوهمية، أن إشكال المنتظم الدولي في تعاطيه مع قضية الصحراء المغربية، هو نفسه بحُلة أخرى إشكال مزارع شبعا والجولان الذين يعودان للوطنين اللبناني والسوري. وكذا محاولة تقسيم وتفتيت سوريا الآن شمالا.
إن مقاييس اليساري والمقاوم في الدفاع عن وحدة الاوطان وسيادة أراضيها ضد لعبة سايكس - بيكو مشرقية أو مغربية، من النباهة أن تكون ذاتها، فلقد عانى رفاقنا كثيرا في الدفاع عن طروحاتنا المستقلة عن النظام تثبيتا لوحدة أراضي المغرب وسيادته الشعبية على كل ترابه، وصلت حد اعتقالنا والتضييق على طروحاتنا تاريخيا، حيث ربطنا بين تحرير الأرض والإنسان، فبذات منطق العيش المشترك الذي كنا حوله سندا لطروحات المقاومة واليسار بلبنان وسوريا وكل بقاع العالم، من المهم أن يكون الاصطفاف إلى جانب وحدة أراضي المغرب جنوبا وشمال، ومليتا كما الداخلة والعيون، لولا مكر التاريخ والجغرافيا.
إن مراسلة التوضيح هاته، تتعالى على النزوات الديبلوماسية الضيقة، والسبق الصحفي المغلوط، وتصب في تدقيق وحدة المصير والهدف في مواجهة الموجة الثانية من الكولونيالية التي تستهدف وحدة أوطاننا بخلق كيانات وهمية، منتهاها زعزعة استقرار الأوطان لتسهيل عملية اختراقها والهيمنة على مقدراتها.
تجدون رفقته رابط جريدة الطريق، التي خصصنا عددها الحالي 334، لملف الصحراء المغربية، بتفاصيل ووثائق ومستندات وشهادات، تضعكم بوضوح في صورة تصورنا لوحدة أراضي المغرب من طنجة إلى الصحراء المغربية :