السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

اليوسفية.. هل ستقع حرب الماء بفعل التقسيم العرقي والإعلان عن نضوب ماء بحيرة الخوالقة؟

اليوسفية.. هل ستقع حرب الماء بفعل التقسيم العرقي والإعلان عن نضوب ماء بحيرة الخوالقة؟ المكتب الوطني للماء الصالح للشرب باليوسفية

في مبادرة استحسنها مراقبون ومتتبعون للشأن المحلي على مواقع التواصل الاجتماعي، استبق فرع حزب الاستقلال بمدينة اليوسفية توجيه طلب عقد لقاء مع رئيس وكالة الماء الصالح للشرب باليوسفية يوم الأربعاء 12 غشت 2020. تتوفر جريدة "أنفاس بريس" على نسخة منه.

طلب حزب الاستقلال تضمن نقطة فريدة تتمحور حول موضوع النقاش الواسع الدائر محليا من خلال وسائط التواصل الاجتماعي حول "عدم جودة المياه الموجهة للشرب والاستعمال اليومي لساكنة اليوسفية"

هذه المبادرة الإستباقية التي اتخذها فرع حزب الاستقلال، بعد صمت رهيب إزاء مشكل جودة المياه التي يتداولها الرأي العام المحلي، تفاعل معها رواد موقع فيسبوك، حيث وصفوها بمبادرة "تكسير حاجز الصمت". في أفق أن تتلوها خطوات أخرى من لدن "التنظيمات الحزبية والجمعيات وفعاليات المجتمع المدني وممثلي الساكنة بالمؤسسات المنتخبة، للتعبير عن نبض الشارع اليوسفي الساخط والحانق على حرمانه من مياه بحيرة الخوالقة الباطنية، وتزويده مقابل ذلك بمياه الساقية التي يقال عنها الكثير"

في سياق متصل ثمن العديد من رواد منصة التواصل الاجتماعي "موقع فيسبوك" من ساكنة اليوسفية، الرسائل التي وجهت إلى مسؤولي مكتب الماء الصالح للشرب، والحكومة، والأحزاب السياسية، وجمعيات المجتمع المدني ، حيث تساءلت مجموعة من التدوينات بالقول:

"إذا كان صبيب بحيرة الخوالقة الباطنية غير كاف لتلبية حاجيات إقليم اليوسفية من الماء الصالح للشرب. وإذا كان الخوف من الخصاص قد اضطركم إلى جلب مياه الساقية من إقليم سيدي بنور لإقليم اليوسفية، إذا كان الأمر كذلك، فلماذا أمددتم إقليم الرحامنة بماء بحيرة الخوالقة مؤخرا؟".

نفس التدوينات أجمعت على أن إقليم اليوسفية قد "أغبن بتقسيم جعل حدوده لا تتجاوز ثمانية كيلومترات من ثلاث جهات، وحرم نتيجة ذلك من أجود الأراضي الفلاحية، ومن أراض غنية بالفوسفاط، بحجة أن التقسيم خضع للخريطة العرقية (دكالة - عبدة - الرحامنة - احمر) ".

هذا التقسيم المجحف حسب ساكنة اليوسفية دفع المهتمين والمراقبين للشأن المحلي إلى تجاوز المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وتوجيه أسئلة حارقة إلى حكومة سعد الدين العثماني في زمن لجنة النموذج التنموي الجديد "ألا تبدو مفارقة عجيبة أن يحرم إقليم من مياهه الباطنية، وأن (تصدر) هذه المياه إلى الإقليم المحظوظ، وأن تعوض بمياه الساقية التي قيل عنها أنها تحولت إلى مسبح للأطفال ورمي الجيف؟"

وبحرقة تتساءل نفس الفعاليات من خلال توجيهها رزمة من الأسئلة المقلقة إلى الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني والمنتخبين، والمجالس المحلية، والمجلس الإقليمي، وبرلمانيي الإقليم "ألا يدعو هذا الفعل الغريب إلى التحرك وطرح السؤال على من يهمهم الأمر؟ هل صار الهوان العنوان الرئيس للإقليم اليتيم؟، هل عدمنا الإحساس بالضيم، ومات فينا الشعور بالكرامة؟ "

وحسب المعطيات المتوفرة لجريدة "أنفاس بريس" فبحرية الخوالقة الباطنية بتراب الجماعة القروية الخوالقة التابعة لإقليم اليوسفية، تعتبر أكبر بحيرة على الصعيد الإفريقي، نظرا لما تتوفر عليه من مخزون واحتياطي ضخم من الماء، بحيث كانت تستفيد من مياهها كل من مدينتي اليوسفية والشماعية فضلا عن مجموعة من الجماعات الترابية، و كان يتم استغلالها كذلك من طرف المجمع الشريف للفوسفاط وضيعات خاصة، و استثمار مياهها من لدن العديد من الفلاحين الصغار بالمنطقة، مع العلم أن المكتب لوطني للماء الصالح للشرب يستغل فرشتها المائية.