Saturday 17 May 2025
سياسة

القيادي اليساري يونس فراشين: المسألة الاجتماعية هي المدخل لبناء جبهة ديمقراطية لتآكل القدرة الشرائية للمغربي

القيادي اليساري يونس فراشين: المسألة الاجتماعية هي المدخل لبناء جبهة ديمقراطية لتآكل القدرة الشرائية للمغربي

في أفق النقاش الحاصل حول توحيد الأحزاب السياسية  الثلاثة( المؤتمر / الطليعة / الاشتراكي الموحد ) تلبية لحاجيات المجتمع وتطلعه لأحزاب قوية وقادرة على طرح قضايا ومشاريع مجتمعية لها راهنيتها ،تجتمع الهيئة التنفيذية لفيدرالية اليسار الديمقراطي اليوم الخميس 17دجنبر الجاري وتدرج ضمن جدول أعمالها نقطة تتعلق بأفق الفيدرالية السياسي، وبالرجوع إلى الدرس الذي استخلص من تحالف المرشح المشترك بين أحزاب الخضر وجبهة اليسار والحزب الاشتراكي الفرنسي في لائحة مشتركة لقطع الطريق عن اليمين المتطرف خلال استحقاق 6 و 13 دجنبر من السنة الحالية ،وتزامنا مع هذا الحدث البارز والمهم تفتح أنفاس بريس صفحاتها للباحثين والمهتمين بالشأن السياسي المغربي و المعنيين بالصف الديمقراطي الحداثي واليسار المغربي للإجابة عن أسئلتها الراهنة حيث نستضيف عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر الوطني وعضو الهيئة التنفيذية لفيدرالية اليسار الديمقراطي المناضل يونس فراشين .

كيف تنظرون لـ " استراتيجية " إدماج  أحزاب فدرالية اليسار في حزب واحد ؟

بالنسبة لنا في حزب المؤتمر الوطني الاتحادي فقد أكد مؤتمرنا الوطني الأخير بشكل واضح على ضرورة توحيد قوى اليسار و اعتبار الفيدرالية لبنة أساسية  في أفق بناء حزب يساري قوي وموحد كضرورة تاريخية و موضوعية، وهي القناعة التي نتقاسمها مع اخواتنا و اخواننا في الطليعة و الاشتراكي الموحد حيث اكدنا جميعا منذ الاعلان عن تشكيل الفيدرالية أن هذه الصيغة التنظيمية هي صيغة انتقالية، فنحن احزاب تتقاسم و تشترك في القيم و المبادئ و المرجعية لكننا ننتمي لثقافات تنظيمية و تجارب نضالية مختلفة، و من هنا جاءت ضرورة هذه المرحلة الانتقالية من اجل توحيد الرؤى و توسيع دائرة المشترك بيننا. و سنقترح اليوم في اجتماع الهيئة التنفيذية تشكيل لجنة لتعميق النقاش و التفكير في الآليات و الأسس التي ينبغي ان يبنى عليها الاندماج.

هل هناك مشروع سياسي ثلاثي ( بين الأحزاب الثلاثة ) واضح المعالم لخوض غمار استحقاقات 2016 ؟

بالنسبة للأحزاب الثلاثة المشكلة للفيدرالية فهذه الانتخابات لن تكون الاولى التي نخوضها بشكل مشترك، لقد سبق و خضنا انتخابات 2007 التشريعية كتحالف و خضنا كذلك آخر انتخابات الجماعات الترابيةهذه السنة كفيدرالية بلوائح مشتركة. بالنسبة لانتخابات 2016 فستكون على رأس جدول اعمال اجتماعنا اليوم و سنعمل على تجاوز اخطائنا و نقط ضعفنا و الاستفادة من التراكم الذي حققناه لأننا نطمح لتقديم عرض سياسي بديل من خلال برنامج نضالي واضح يتمحور حول النضال من اجل البناء الديمقراطي و محاربة الفساد و تحقيق العدالة الاجتماعية و ترسيخ حقوق الانسان. فرغم ان الانتخابات في المغرب تمر في ظروف بعيدة عن شروط النزاهة و الشفافية و اصبحت مرتبطة بالمال و الفساد و الإفساد الانتخابي فان فيدرالية اليسار الديمقراطي و انطلاقا من إيمانها بإستراتيجية النضال الديمقراطي ستعمل بروح وحدوية من اجل فضح الفساد و إعادة الأمل للجماهير الشعبية في إمكانية التغيير.

كيف هو السبيل لتوحدي ( اليسار ) أحزاب الصف الديمقراطي الحداثي لمواجهة مد الأصولية ؟

لقد أفرزت الانتخابات الجماعية و الجهوية نتائج يجب الوقوف عليها و بعمق بحيث انه هناك انهيار شبه كلي لأحزاب اليسار و أحزاب الحركة الوطنية عموما في المدن ،وخاصة في قلاعها التاريخية ،بحيث أن اليسار اليوم يمثل اقل من  5 في المائة في 20 مدينة كبرى في المغرب و هذا مؤشر على تراجع الفكر التنويري العقلاني في المجتمع مقابل تنامي امتداد الفكر الأصوليفالتطور العفوي لحركة الجماهير لن يقود إلا في اتجاه الخضوع للبنيات السياسية و المادية القائمة ،لان الأصولية تغلف الاستبداد البشري بغطاء الهوية أو الدين و هو اخطر أنواع الاستبداد. لهذا أكدنا كحزب المؤتمر الوطني الاتحادي و كفيدرالية اليسار الديمقراطي أكثر من مرة على ضرورة بناء جبهة وطنية تضم كل الديمقراطيين للنضال من أجل الديمقراطية الحقة و العمل عل تنزيل الوعي الصحيح و خلق صدمات الوعي في المجتمع و اشاعة ثقافة العقل و التنوير، و لبناء هذه الجبهة لابد من الانطلاق من الحد الأدنى المشترك بيننا كقوى ديمقراطية و نعتقد في حزب المؤتمر الوطني الاتحادي أن المسألة الاجتماعية يمكن ان تشكل نقطة الانطلاق حيث نقترح بناء جبهة اجتماعية تضم كل القوى الديمقراطية السياسية و النقابية و المدنية من أجل مواجهة الهجمة الشرسة على القدرة الشرائية للمغاربة و مكتسباتهم الاجتماعية وكذلك من أجل الحق في التعليم و الصحة و العمل اللائق و غيرها من الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية.

ما هي الأسباب والدواعي التي تحول دون بناء تكتل حزبي يساري يخوض استحقاقات 2016 بمرشح مشترك ؟

نعتبر ان فيدرالية اليسار الديمقراطي هي تجسيد لهذا التكتل لثلاثة احزاب يسارية تؤمن باستراتيجية النضال الديمقراطي و تناضل من اجل البناء الديمقراطي الحقيقي بسقف سياسي واضح، و قد عبرنا سواء من خلال بياناتنا كفيدرالية او حتى من خلال الورقة السياسية للفيدرالية عن انفتاحنا على كل مبادرات التنسيق و التكتل مع كل التنظيمات التي تقاسمنا المرجعية و الأهداف و لكن كذلك لابد من شرط استقلالية القرار الحزبي .فتشتت اليسار الذي يشارك في الانتخابات بين يسار في حكومة يقودها حزب (إسلامي ) و جزء أخر في معارضة تجتمع فيها المتناقضات و يقودها حزب الدولة، كلها تخلق ارتباكا لدى المواطن و المتتبع و هو ما يقتضي طبعا الوضوح و تجسيده على مستوى الاصطفافات بقرار حزبي مستقل.

ما هي الرسائل والدروس والعبر التي يمكن أن تستخلصها أحزاب اليسار المغربية  من استحقاقات دجنبر 2015  بفرنسا والتي قطعت الطريق على اليمين المتطرف ؟

اليسار الفرنسي ارتكب خطأ في الدور الأول حيث انه لم يخضه بشكل مشترك ضمن تحالف يضم كل مكونات اليسار. هذا بالإضافة الى ان الاحزاب اليسارية التي تطبق سياسات ليبرالية و هي في الحكم كما يحدث اليوم مع الحزب الاشتراكي الفرنسي تضر بشكل كبير بصورة اليسار عموما و حتى اليسار الذي يختلف معها في الرؤية. و اعتقد ان اليسار الفرنسي عموما فقد الكثير من مواقعه في الجهات كما فقد الكثير من اصواته الانتخابية لفائدة اليمين. لكن رغم ذلك فإن هذا التحالف مكن اليسار من الصمود و البقاء في دائرة المنافسة الانتخابية فلولا هذا التحالف لكان الانهيار الكلي.

 أعتقد ان اليسار الفرنسي يعاني لكنه يتقدم في النقاش الداخلي و استطاع تعبئة مكوناته في مواجهة التطرف. بالنسبة لنا في المغرب فيجب ان نستخلص بالأساس ان وحدة اليسار ضرورة موضوعية و ما نعمل على ترجمته داخل فيدرالية اليسار الديمقراطي.