الجمعة 3 مايو 2024
سياسة

بعد أن بارك انقلابها الفاشل، المفاوضون الليبيون يردمون القذافي في الصخيرات

بعد أن بارك انقلابها الفاشل، المفاوضون الليبيون يردمون القذافي في الصخيرات

إنه مكر التاريخ.. الأكيد أنه لم يكن في علم الرئيس السابق لليبيا معمر القذافي وهو يبارك محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في الصخيرات سنة 1971، أن هذه المدينة الشاطئية، ستحتضن أشواطا من المفاوضات لردم العصر الديكتاتوري للقذافي.. حيث أعلن مبعوث الأمم المتحدة، عن استئناف المفاوضات في جولة أخرى، البارحة واليوم 24 مارس 2015 بين أطراف النزاع في هذا البلد المغاربي، متوقعا التوصل لاتفاق بشأن حكومة الوحدة الوطنية وكذا الترتيبات الأمنية. وقد أعلن أطراف النزاع تشبتهما بالمغرب كبلد للخروج من الأزمة الحالية..

وحول علاقة القذافي بالصخيرات، يسترجع محمد لومة، أحد قدماء الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، كيف أن المحاولة الانقلابية الفاشلة بالصخيرات سنة 1971 أكدت طبيعة التوجه السياسي العام لنظام العقيد القدافي، وقبل ذلك فتح في وجوه بعض المعارضين معسكرات التدريب على السلاح ومدهم بالأموال والأسلحة.. حيث انطلقت الإذاعة الليبية يومها في بث بلاغات التهنئة والتبريك، بل لقد أجرى العقيد القدافي، حسب ما نشرته وثائق الخارجية الأمريكية والبريطانية مؤخرا، وحسب ما ذكره الملك الحسن الثاني نفسه في كتابه (ذاكرة ملك) أجرى القدافي اتصالا هاتفيا بالرئيس الجزائري هواري بومدين طالبا السماح لقواته الجوية والبرية باستعمال الأراضي والأجواء الجزائرية للمرور إلى المغرب لدعم الانقلابيين.. وهكذا أرسل ضابط المخابرات الليبية الرائد عوض علي حمزة، إلى الجزائر على جناح السرعة، لمتابعة تنسيق هذه العمليات، غير أن الرفض القاطع للهواري بومدين أفشل مسعى إرسال حوالي (12) ألف جندي ليبي إلى المغرب لدعم الانقلاب.

ورغم إعلان فشل الانقلاب ظلت الإذاعة الليبية تواصل بث بلاغاتها الداعمة للانقلابين، بينما المغرب الرسمي من جهته رد بتطويق مقر السفارة الليبية في الرباط ثم وضع كافة العاملين بها في الإقامة الإجبارية، واضطر في وقت لاحق إلى قطع كل الاتصالات الهاتفية عن السفارة.