استأنف المئات من سكان منطقة آيت بوكماز الجبلية، صباح يوم الخميس10 يوليوز 2025، مسيرتهم الاحتجاجية مشياً على الأقدام في اتجاه مدينة أزيلال، بعد ليلة قضوها في قرية آيت امحمد، حاملين مطالب اجتماعية وتنموية وصفوها بـ"الأساسية لضمان كرامة العيش في المناطق الجبلية المنسية".
ورفع المحتجون شعارات تطالب برفع التهميش عن منطقتهم، التي تعاني منذ سنوات من غياب أبسط شروط العيش الكريم، مؤكدين أن حركتهم السلمية تأتي كرد على "سياسات الإقصاء" التي تطال ساكنة الجبل، ومطالبين الدولة بالاستجابة لملفهم المطلبي.
وحسب مصادر محلية، فإن الملف المطلبي يضم عشر نقاط رئيسية، اعتبرها السكان أولويات عاجلة لإنقاذ المنطقة من العزلة والتهميش، وعلى رأسها إصلاح وتهيئة الطريق الجهوية 302 (تيزي نترغيست) والطريق 317 (آيت عباس)، باعتبار الربط الطرقي شريان حياة للساكنة ومفتاحًا لفك العزلة القاتلة.
كما طالب المحتجون بتوفير وسائل النقل، خاصة النقل المدرسي لمحاربة الهدر الدراسي المتفشي في صفوف الأطفال، إلى جانب توفير طبيب قار بالمركز الصحي المحلي وتجهيزه، وإحداث مصلحة إسعاف قريبة، في ظل غياب شبه تام للخدمات الصحية.
ورفع المحتجون مطلب توفير تغطية شاملة لشبكة الهاتف والإنترنت، التي باتت ضرورية لتيسير التواصل والتعليم والعمل عن بعد، كما طالبوا بإنشاء ملاعب قرب وفضاءات للشباب، إلى جانب فتح مركز تكوين في المهن الجبلية يوفر فرص شغل تتماشى مع خصوصيات المنطقة، ويساهم في الحد من الهجرة.
وفي الشق التربوي، شددت المطالب على ضرورة بناء مدرسة جماعاتية لتشجيع التمدرس، خاصة في صفوف الفتيات، إلى جانب الدعوة إلى بناء سدود تلية لحماية الهضبة من الفيضانات الموسمية، وربط الدواوير بشبكة الماء الصالح للشرب.
مسيرة "الكرامة الجبلية"، كما وصفها نشطاء محليون، تعيد إلى الواجهة سؤال العدالة المجالية، وتطرح بحدة الحاجة إلى نموذج تنموي يراعي خصوصيات المناطق الجبلية، ويضمن لأهلها الحد الأدنى من الحقوق والخدمات.