الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

يونس التايب: قناة الجزيرة وبؤس السقوط في مستنقع الاصطفاف ضد المغرب

يونس التايب: قناة الجزيرة وبؤس السقوط في مستنقع الاصطفاف ضد المغرب يونس التايب
أن تتورط قناة إخبارية، تقول عن نفسها أنها مهنية و محايدة، في "طرد/إبعاد" تعسفي لإعلامي متميز يعمل معها منذ سنوات، هو عمل رديء مهنيا و أخلاقيا. و أن يكون وراء ذلك فعل تحريضي لعملاء دولة أخرى تعادي البلد الذي ينتمي إليه الصحفي، تلك سقطة سياسية و عيب ديبلوماسي كبير و بؤس قيمي خطير. 
 
بصدق، أعتقد أن ما وقع للإعلامي المغربي، ليس بريئا، بل فعلا يحمل إرادة واضحة لبعث رسالة معينة تتجاوز المعني بالطرد التعسفي الأخ عبد الصمد ناصر. ومن دون شك، هي رسالة غير لائقة، خالية من المودة و لا تراعي ما سبق من مواقف العز و النخوة والشموخ المغربي دفاعا عن قطر و عن شعبها ضد حصار اعتبرناه بشكل تلقائي غير ذي معنى.
 
وما دمنا في جو الرسائل المبطنة التي تحمل مواقف غير واضحة، سأستخدم حقي في الرد بشكل واضح عبر رسالة غير مشفرة، هي كالتالي :
 
"للأسف الشديد، بعض "أشقائنا" لا يريدون استيعاب أن المغرب دولة لها من الرسوخ الحضاري، والعمق التاريخي، والتميز في نظامها السياسي، والاستقرار في كيانها الوطني وبنيانها المؤسساتي منذ قرون و قرون، ما يجعلها دولة استثنائية في عالم عربي متنوع التضاريس السياسية، و دولة عصية على التدجين أو التوجيه "من الخارج" بما لا يتماشى مع ركائز المنطق الذي يحكم قرارها السيادي. 
 
هؤلاء "الأشقاء" لا يريدون القبول بحقيقة استقلالية قرارنا الوطني السيادي الذي ينضبط، أولا و قبل كل شيء، لمصالح المغرب وثوابته الوطنية، و يحرص على قيم الأخوة و التعاون لجلب المنافع، و يرفض سياسة التآمر ضد مصالح الدول الأخرى و ضد وحدتها الترابية. 
 
على بعض "أشقائنا" أن يفهموا أن المغرب لم يكن يوما مساندا لسياسة الأحلاف التحريضية "مع هذا ضد ذاك"، في جسم عربي ومغاربي وإسلامي وإفريقي واحد، و بالتأكيد، لن يكون المغرب يوما ضد "هذه الدولة/البلد"، فقط، لكسب رضا "تلك الدولة/البلد". 
 
ديبلوماسيتنا واضحة و منظارها تم التذكير به وتحديده بوضوح : الصحراء المغربية و الوحدة الترابية للمملكة!! من أراد احترام ذلك، أهلا به. أما من يرفض تقبل حقيقة أن المغرب لا يمكن التعامل معه كما لو أنه دولة صنعها الاستعمار الفرنسي اللعين سنة 1962، فذلك شأنه. 
 
بكل وضوح، من يبحث عمن يسايره في ديبلوماسية الطعن من الخلف و التحريض، فليبحث عن غيرنا. و من يبحث عمن يسايره في مواقفه ضد دول شقيقة كبرى، فقط، لإرضاء غرور زعامة عربية فارغة من أي مضمون، عليه أن يبحث عن ذلك الخنوع لدى دول ترعى البؤس ووالشر و خطاب الكراهية والحقد والعداء. 
 
المغرب لن يكون أبدا شيئا آخر غير ما هو عليه : 
✅ دولة كبيرة تحترم نفسها و تراعي حقوق الأشقاء؛ 
✅ نظام سياسي شرعي راسخ في وجدان أبناء الأمة المغربية، لا يحتاج إلى رداءة لعبة الكولسة، ولا إلى التحريض الإعلامي، ولا إلى تمويل التنظيمات التحريضية على الفتنة؛
✅ شعب ناضج و منفتح يهمه تحسين واقعه و السير إلى الأمام على درب التقدم والتنمية، عوض الغوص في مستنقع الكراهية والعداء لشعوب أخرى ... !" 
 
أتمنى أن تكون الرسالة واضحة، وحبذا لو تصل إلى من يبدو أنهم يحتاجون إلى من ينبههم بأن يحافظوا على الحكمة في مواقفهم الديبلوماسية وأن لا يستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير و سالات الهضرة.