الخميس 18 إبريل 2024
سياسة

وليد كبير: على المغاربة أن لا ينساقوا وراء نقاشات هامشية لنظام الجزائر 

وليد كبير: على المغاربة أن لا ينساقوا وراء نقاشات هامشية لنظام الجزائر  وليد كبير، إعلامي جزائري وناشط حقوقي 
بعدما‮ ‬‭ ‬حصد‭ ‬نظام‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الهزائم‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬صراعه‭ ‬مع‭ ‬المغرب،‭ ‬أضحى‭ ‬يعطي‭ ‬اهتماما‭ ‬لنقاشات‭ ‬هامشية‭ ‬يحاول‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬استفزاز‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬والدولة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬تفاهاته‭.‬
‮ ‬ونرى‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬توظف‭ ‬الرياضة‭ ‬والثقافة‭ ‬وأبواق‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‮ ‬‭ ‬تنشر‭ ‬مغالطات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جر‮ ‬‭ ‬المغاربة‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تافه‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬بعيد‮ ‬‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وجذور‭ ‬الأزمة‭ ‬العميقة‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬فيها‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ستين‭ ‬عاما‭.‬

 
أعتقد‭ ‬أنه‮ ‬‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬المغاربة‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ينساقوا‭ ‬وراء‭ ‬هاته‭ ‬النقاشات‭ ‬الهامشية،‭ ‬وأن‮ ‬‭ ‬يركزوا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أهم‭. ‬والأهم‮ ‬‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬انطلق‭ ‬الصراع‭. ‬فالصراع‭ ‬انطلق‭ ‬بحقوق‭ ‬تاريخية‭ ‬للمغرب‭ ‬هضمت‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المستعمر،‭ ‬وأراضي‭ ‬تم‭ ‬ضمها‭ ‬للجزائر‭ ‬قبل‭ ‬الإستقلال،‭ ‬وفي‭ ‬الحدود‭ ‬هناك‭ ‬مشكل‭ ‬إيديولوجي،‭ ‬يتعلق‭ ‬بمشكل‭ ‬حول‭ ‬الزعامة‭ ‬يسعى‭ ‬إليه‭ ‬نظام‭ ‬العسكر‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬بإفريقيا،‭ ‬وهناك‮ ‬‭ ‬قطع‭ ‬للنسيج‭ ‬الإجتماعي‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭ ‬المغربي‭ ‬والجزائري‭. ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تعطى‭ ‬لها‭ ‬الأولوية،‭ ‬أما‭ ‬الانسياق‭ ‬وراء‭ ‬التفاهات‭ ‬ونقاشات‭ ‬هامشية‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬تنفيس‭ ‬عام‭ ‬للألم‭ ‬الذي‭ ‬يعانيه‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري،‭ ‬وما‭ ‬حصده‭ ‬من‭ ‬هزائم‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الديبلوماسي‭ ‬والعسكري،‭ ‬وفي‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬ربها‭.‬
 
 ‬المشكل‭ ‬العميق‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬هو‭ ‬معاناته‭ ‬الداخلية،‭ ‬فهو‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬كسب‭ ‬الشرعية،‭ ‬ولم‭ ‬يوفق‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬علاقاته‭ ‬الدولية‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬تعيش‭ ‬معه‮ ‬‭ ‬الجزائر‭ ‬عزلة‭ ‬دولية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يجد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النقاشات‭ ‬الهامشية‭ ‬متنفسا‭ ‬له‭ ‬لعله‭ ‬ينتشي‮ ‬‭ ‬ببعض‭ ‬الانتصارات‭ ‬الدينكيشوتية‭ ‬والوهمية‭ ‬التي‭ ‬يبحث‭ ‬عنها‭ ‬بشق‭ ‬الأنفس‭.‬
 
 ‬في‭ ‬الشقّ‭ ‬الرياضي،‭ ‬لاحظنا‭ ‬كيف‭ ‬تعامل‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬الحقد‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬تواجد‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬مؤخرا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كأس‭ ‬افريقيا‭ ‬لأقل‭ ‬من‭ ‬17‭ ‬سنة،‭ ‬حيث‭ ‬تعمد‭ ‬قطع‭ ‬النشيد‭ ‬الوطني‭ ‬المغربي‭ ‬واستفزاز‭ ‬بعض‭ ‬ممن‭ ‬دخلوا‭ ‬إلى‭ ‬الملعب،‭ ‬وهم‭ ‬قلة،‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬المغرب‭ ‬ومالي‭. ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬حدث‭ ‬تكرار‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬مع‭ ‬تركيا،‭ ‬ومنع‭ ‬الجمهور‭ ‬من‭ ‬الدخول،‭ ‬وخصصت‭ ‬مقاعد‭ ‬لمن‭ ‬كلفوا‭ ‬بمهمة‭ ‬استفزاز‮ ‬‭ ‬مشاعر‭ ‬اللاعبين‭ ‬المغاربة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لاحظنا‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬الأخيرة‭.‬
 
‬هذه‭ ‬المخططات‭ ‬الخبيثة‭ ‬الفاشلة‭ ‬لن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انتصارات‭ ‬حقيقية،‭ ‬لأن‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬انهزم‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬وبالأخصّ‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭. ‬نظام‭ ‬انهزم‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تبنى‭ ‬دعم‭ ‬حركة‭ ‬انفصالية‭ ‬إرهابية‭ ‬تعادي‭ ‬المغرب‭. ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬لم‭ ‬ينجح‮ ‬‭ ‬في‭ ‬مخططه‭ ‬وسعيه‭ ‬لتقسيم‭ ‬المغرب،‭ ‬وهو‭ ‬مخطط‭ ‬قديم‭ ‬تنفيذ‭ ‬لأجندة‭ ‬لسياسة‭ ‬استعمارية‭ ‬تعادي‭ ‬المغرب‭.‬