بعدما حصد نظام العسكر الجزائري العديد من الهزائم السياسية في صراعه مع المغرب، أضحى يعطي اهتماما لنقاشات هامشية يحاول من خلالها استفزاز الإعلام الرسمي في المغرب، والدولة من أجل الرد على تفاهاته.
ونرى كيف أن الجزائر توظف الرياضة والثقافة وأبواق النظام الجزائري تنشر مغالطات من أجل جر المغاربة نحو ما هو تافه وما هو بعيد عن حقيقة الصراع بين البلدين، وجذور الأزمة العميقة الذي تسبب فيها هذا النظام منذ أكثر من ستين عاما.
ونرى كيف أن الجزائر توظف الرياضة والثقافة وأبواق النظام الجزائري تنشر مغالطات من أجل جر المغاربة نحو ما هو تافه وما هو بعيد عن حقيقة الصراع بين البلدين، وجذور الأزمة العميقة الذي تسبب فيها هذا النظام منذ أكثر من ستين عاما.
أعتقد أنه يتعين على المغاربة أن لا ينساقوا وراء هاته النقاشات الهامشية، وأن يركزوا على ما هو أهم. والأهم من أين انطلق الصراع. فالصراع انطلق بحقوق تاريخية للمغرب هضمت من طرف المستعمر، وأراضي تم ضمها للجزائر قبل الإستقلال، وفي الحدود هناك مشكل إيديولوجي، يتعلق بمشكل حول الزعامة يسعى إليه نظام العسكر في الجزائر بإفريقيا، وهناك قطع للنسيج الإجتماعي بين الشعبين المغربي والجزائري. هذه هي المواضيع التي ينبغي أن تعطى لها الأولوية، أما الانسياق وراء التفاهات ونقاشات هامشية هي مجرد تنفيس عام للألم الذي يعانيه النظام الجزائري، وما حصده من هزائم على المستويين الديبلوماسي والعسكري، وفي ملف الصحراء المغربية في ربها.
المشكل العميق في النظام الجزائري هو معاناته الداخلية، فهو لم يستطع كسب الشرعية، ولم يوفق في إدارة علاقاته الدولية مع عدد من الدول، تعيش معه الجزائر عزلة دولية، وبالتالي يجد في هذه النقاشات الهامشية متنفسا له لعله ينتشي ببعض الانتصارات الدينكيشوتية والوهمية التي يبحث عنها بشق الأنفس.
في الشقّ الرياضي، لاحظنا كيف تعامل النظام الجزائري بنوع من الحقد فيما يخص تواجد المنتخب المغربي مؤخرا من أجل كأس افريقيا لأقل من 17 سنة، حيث تعمد قطع النشيد الوطني المغربي واستفزاز بعض ممن دخلوا إلى الملعب، وهم قلة، في لقاء المغرب ومالي. يبدو أنه حدث تكرار ما حدث في مباراة مع تركيا، ومنع الجمهور من الدخول، وخصصت مقاعد لمن كلفوا بمهمة استفزاز مشاعر اللاعبين المغاربة، وهو ما لاحظنا في المباراة الأخيرة.
هذه المخططات الخبيثة الفاشلة لن تؤدي إلى انتصارات حقيقية، لأن النظام الحاكم في الجزائر انهزم منذ عقود، وبالأخصّ في ملف الصحراء المغربية. نظام انهزم منذ أن تبنى دعم حركة انفصالية إرهابية تعادي المغرب. هذا النظام لم ينجح في مخططه وسعيه لتقسيم المغرب، وهو مخطط قديم تنفيذ لأجندة لسياسة استعمارية تعادي المغرب.