الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

بروكي: إسبانيا والمغرب يتمتعان بخيال سياسي وديبلوماسي للدفع بعلاقاتهما نحو الأمام

بروكي: إسبانيا والمغرب يتمتعان بخيال سياسي وديبلوماسي للدفع بعلاقاتهما نحو الأمام عبد العالي بروكي، أستاذ خبير في العلاقات المغربية الإسبانية
من المنتظر أن تنعقد يومي 1و2 فبراير 2023، القمة المغربية الاسبانية، والتي سيميزها اجتماع اللجنة العليا المشتركة المغربية الإسبانية، ويتضمن جدول الأعمال عددا من الملفات التي ستكون موضوع المفاوضات بين البلدين..

جريدة "أنفاس بريس"، تفتح هذا الملف، وتحاور ضمن سلسلة حوارات مع مهتمين وخبراء. في هذا الحوار يتحدث عبد العالي بروكي، أستاذ خبير في العلاقات المغربية الإسبانية، عن هذا الاجتماع الذي يضم وفدا عالي المستوى.. 
 
 
 
‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬ينعقد‭ ‬يومي‭ ‬1و2 فبراير‭ ‬2023‭ ‬اجتماع‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬المشتركة‭ ‬المغربية‭ ‬الإسبانية،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أهم‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬موضوع‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬موضوع‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬التي‭ ‬حددها‭ ‬البيان‭ ‬المشترك‭ ‬للسابع‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬2022،‭ ‬بين‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬ورئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية‭ ‬“بيدرو‭ ‬سانشيز”؟‮ ‬
هي‭ ‬ملفات‭ ‬كثيرة‭ ‬ستكون‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬اللقاء‭ ‬المغربي‭ ‬الإسباني،‭ ‬ملفات‭ ‬بنيوية‭ ‬منها‭ ‬ملف‭ ‬الهجرة‭ ‬والتعاون‭ ‬الأمني‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وكذا‭ ‬سبل‭ ‬تدعيم‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭. ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬العدد‭ ‬الهائل‭ ‬لوزراء‭ ‬الوفد‭ ‬الإسباني‭ ‬بما‭ ‬يمثل‭ ‬نصف‭ ‬الحكومة،‭ ‬فهذا‭ ‬يعكس‭ ‬الثقل‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبلدين،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬فقط‭ ‬ملفات‭ ‬للتفاوض،‭ ‬بل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬توقيعها‭ ‬ضمن‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬ومدريد‭ ‬والتي‭ ‬ستكون‭ ‬ضمن‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭.‬
 
‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإسباني،‭ ‬خوسي‭ ‬مانويل‭ ‬ألباريس،‭ ‬إن‭ ‬الوفد‭ ‬الإسباني‭ ‬الذي‭ ‬سيزور‭ ‬الرباط‭ ‬أثناء‭ ‬القمة‭ ‬يضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬وزيرا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬إسبانيا‭ ‬ستنزل‭ ‬بكل‭ ‬ثقلها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الجديدة‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬على‭ ‬ماذا‭ ‬ستركز‭ ‬إسبانيا؟‮
فعلا‭ ‬كما‭ ‬قلت‭ ‬فإن‭ ‬حضور‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬نصف‭ ‬عدد‭ ‬حكومة‭ ‬مدريد‭ ‬يعكس‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬للبلدين،‭ ‬وانعقاد‭ ‬القمة‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬مخرجات‭ ‬الإعلان‭ ‬المشترك‭ ‬المغربي‭ ‬الإسباني‭ ‬لسنة‭ ‬2022،‭ ‬والذي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬النقط‭ ‬التي‭ ‬تطرق‭ ‬إليها‭ ‬عقد‭ ‬قمة‭ ‬ثنائية‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وكذلك‭ ‬فإن‭ ‬حضور‭ ‬12‭ ‬وزيرا‭ ‬إسبانيا،‭ ‬بعد‭ ‬قمة‭ ‬2015‭ ‬التي‭ ‬تأجلت‭ ‬لمرتين،‭ ‬له‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬دلالة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬قطيعة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬بل‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬شقها‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وقد‭ ‬زادت‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬ومدريد‭ ‬بنسبة‭ ‬30‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وهذا‭ ‬يعكس‭ ‬كذلك‭ ‬الرغبة‭ ‬الأكيدة‭ ‬للطرفين‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬بعلاقاتهما‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل،‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬قمة‭ ‬متميزة‭ ‬بالنظر‭ ‬لعدد‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الموقعة‭ ‬ارتكازا‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬الوزراء‭ ‬وما‭ ‬يمثلونه‭ ‬من‭ ‬قطاعات‭ ‬حيوية‭.‬
 
‬يستأثر‭ ‬موضوع‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬بأهمية‭ ‬بالغة‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬المغربية‭ ‬الإسبانية‭ ‬المرتقبة،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬موقف‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية‭ ‬المساند‭ ‬لمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬لتسوية‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭. ‬في‭ ‬نظرك‭ ‬هل‭ ‬ستعول‭ ‬الرباط‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬إسبانيا‭ ‬التي‭ ‬تستعد‭ ‬لرئاسة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توسيع‭ ‬رقعة‭ ‬المساندين‭ ‬للحل‭ ‬المغربي‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد،‭ ‬وبالتالي‭ ‬إلحاق‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬المترددة،‭ ‬بما‭ ‬فعلته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وألمانيا،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إسبانيا؟‮
أكيد‭ ‬أن‭ ‬ترؤس‭ ‬إسبانيا‭ ‬الدوري‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوربي‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬نفس‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬لعبته‭ ‬مدريد‭ ‬سنة‭ ‬2010،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الوضع‭ ‬المتقدم‭ ‬الذي‭ ‬منح‭ ‬للمغرب‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوربي،‭ ‬وقضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬ستكون‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النقاش،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بأن‭ ‬إسبانيا‭ ‬قد‭ ‬عبرت‭ ‬عن‭ ‬موقفها‭ ‬الإيجابي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬وما‭ ‬عليها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تعضد‭ ‬هذا‭ ‬الموقف،‭ ‬مادام‭ ‬أنه‭ ‬موقف‭ ‬سيادي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يمكن‭ ‬لدول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوربي‭ ‬أن‭ ‬تحذو‭ ‬حذو‭ ‬إسبانيا،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ألمانيا‭.‬

‬تعتبر‭ ‬قضية‭ ‬ترسيم‭ ‬المجال‭ ‬المائي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الملفات‭ ‬الشائكة‭ ‬والخلافية‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مسؤولين‭ ‬إسبان‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الكناري‭ ‬يطالبون‭ ‬بالتمثيلية‭ ‬داخل‭ ‬الوفد‭ ‬الإسباني،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬ممكن‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عرقلة‭ ‬تنقيب‭ ‬المغرب‭ ‬عن‭ ‬الغاز‭ ‬في‭ ‬مياهه‭ ‬الإقليمية‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الجزر؟.
بخصوص‭ ‬ترسيم‭ ‬حدود‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬ومدريد،‭ ‬فإن‭ ‬المغرب‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1982،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬اتفاقيات‭ ‬البحار،‭ ‬قام‭ ‬بتمديد‭ ‬مياهه‭ ‬إلى‭ ‬200‭ ‬ميل‭ ‬بحري،‭ ‬وأتحدث‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬الضفة‭ ‬الأطلسية‭ ‬للمغرب‭ ‬وضمنها‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬وقد‭ ‬حاولت‭ ‬إسبانيا‭ ‬سنة‭ ‬2009‭ ‬أن‭ ‬تتقدم‭ ‬بطلب‭ ‬تمديد‭ ‬مياهها‭ ‬الإقليمية‭ ‬ضمن‭ ‬جزر‭ ‬الكناري،‭ ‬لكن‭ ‬بحكم‭ ‬شروط‭ ‬قانونية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تتوفر،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬الجزر‭ ‬هي‭ ‬ارخبيلات،‭ ‬عكس‭ ‬الوضع‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدول،‭ ‬إذ‭ ‬لايحق‭ ‬لها‭ ‬توسيع‭ ‬نفوذ‭ ‬حدودها‭ ‬البحرية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬ميل‭ ‬بحري‭. ‬وأظن‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬قديم‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬ومدريد،‭ ‬فمنذ‭ ‬عقود‭ ‬يطرح‭ ‬الموضوع‭ ‬في‭ ‬اتفاقيات‭ ‬الصيد‭ ‬البحري،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬المنطقة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخالصة‭ ‬للمغرب،‭ ‬وكذلك‭ ‬التنقيبات‭ ‬عن‭ ‬البترول‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬ضمن‭ ‬مياههما‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وهناك‭ ‬نقاش‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬دائم‭ ‬ومستمر،‭ ‬وهنا‭ ‬نفهم‭ ‬سر‭ ‬إصرار‭ ‬حكومة‭ ‬كناريا‭ ‬الحضور‭ ‬ضمن‭ ‬الوفد‭ ‬الإسباني،‭ ‬ويبقى‭ ‬الأمر‭ ‬مفوضا‭ ‬للإسبان‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬الوضع،‭ ‬وكذا‭ ‬للمغرب،‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬حضور‭ ‬حكومة‭ ‬جزر‭ ‬الكناري‭ ‬سيكون‭ ‬دافعا‭ ‬للقمة‭ ‬أم‭ ‬معرقلا‭ ‬لها‭. ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬إسبانيا‭ ‬تعي‭ ‬جيدا‭ ‬ذلك،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬رغبة‭ ‬لدى‭ ‬الطرفين‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬لحل‭ ‬توافقي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬النقط‭ ‬الخلافية،‭ ‬واستبعاد‭ ‬كل‭ ‬الاختلافات‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬النظر،‭ ‬فالمغرب‭ ‬حسم‭ ‬حدود‭ ‬مياهه‭ ‬الإقليمية‭ ‬وعلى‭ ‬إسبانيا‭ ‬أن‭ ‬تناقش‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬وأن‭ ‬تجد‭ ‬حلا،‭ ‬مادام‭ ‬أن‭ ‬الأجواء‭ ‬الديبلوماسية‭ ‬مواتية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬لإيجاد‭ ‬كل‭ ‬الحلول‭ ‬لكل‭ ‬الخلافات‭ ‬المطروحة‭.‬
 
‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬المغرب‭ ‬بأي‭ ‬حدود‭ ‬برية‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬إسبانيا،‭ ‬بينما‭ ‬تتمسك‭ ‬مدريد‭ ‬بـ‭ ‬”إسبانية”‭ ‬مدينتي‭ ‬سبتة‭ ‬ومليلية‭ ‬المحتلة،‭ ‬وهو‭ ‬الموضوع‭ ‬الذي‭ ‬اندلع،‭ ‬مؤخرا،‭ ‬وفرض‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬سانشيز‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬“تبعية”‭ ‬المدينتين‭ ‬المغربيتين‭ ‬المحتلتين‭ ‬لإسبانيا‭. ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يبرر‭ ‬غياب‭ ‬“الحدود‭ ‬البرية”‭ ‬عن‭ ‬المحادثات؟.
سبتة‭ ‬ومليلة‭ ‬المحتلتين‭ ‬هو‭ ‬موضوع‭ ‬قديم‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الإسبانية،‭ ‬وهو‭ ‬حاضر‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬المرتقبة،‭ ‬فالمغرب‭ ‬يؤمن‭ ‬بمغربية‭ ‬المدينتين‭ ‬المحتلتين،‭ ‬ويسعى‭ ‬لاسترجاعهما،‭ ‬وإسبانيا‭ ‬تعتبرهما‭ ‬مدينتين‭ ‬إسبانيتين،‭ ‬وكلا‭ ‬الطرفين‭ ‬يتشبث‭ ‬بسيادته‭ ‬ويدافع‭ ‬عن‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭. ‬ويبقى‭ ‬التحدي‭ ‬الكبير‭ ‬هو‭ ‬كيفية‭ ‬استمرار‭ ‬العلاقة‭ ‬الثنائية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الاختلافات،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬إسبانيا‭ ‬اعترفت‭ ‬بجدبة‭ ‬وواقعية‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية،‭ ‬فإن‭ ‬المنطق‭ ‬الذي‭ ‬يحكم‭ ‬علاقتهما‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬المصالح‭ ‬فقط‭ ‬‮ ‬والسيادة‭ ‬لدى‭ ‬الطرفين،‭ ‬ولكن‭ ‬كذلك‭ ‬وجود‭ ‬خيال‭ ‬وإبداع‭ ‬سياسي‭ ‬ودبلوماسي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬للدفع‭ ‬بعلاقتهما‭ ‬نحو‭ ‬الأمام‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬وسطية‭ ‬تجنب‭ ‬الطرفين‭ ‬توترات‭ ‬جديدة،‭ ‬وأعتقد،‭ ‬كما‭ ‬قلت،‭ ‬فإن‭ ‬الأجواء‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مواتية‭ ‬ولا‭ ‬محل‭ ‬فيها‭ ‬للخلافات‭.‬