الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

جمال الدين ريان: لا تسرقوا عسل مغاربة العالم!

جمال الدين ريان: لا تسرقوا عسل مغاربة العالم! جمال الدين ريان
فعلا هو جيل مغاربة العالم كما وصفتهم دائما..ممن ركب آباءهم البحر فمنهم من غرق وأكلته الحيتان  ومنهم من نجا ووصل الضفة الأخرى في أمان.
آباء وأجداد بنوا أوربا ونقبوا على معادنها في مناجمها في ظروف غير إنسانية.
هناك من أخذوهم مثل العبيد خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي، من طرف فيليكس موغا ، ممثل الشركات المنجمية الفرنسية، متجولا في قرى جنوب المغرب وأطلسه بحثا عن عمال في مناجم الفحم في الشمال ولورين التي كانت تعاني من نقص في العمالة. ولو أن كتب التاريخ نسيت اسم هذا الرجل، إلا أن ذكراه مازالت حية لدى عشرات الآلاف من العائلات المغربية بالجنوب والأطلس.
عبروا الحدود و قبلوا بالذل و بالتعب المستمر في بلاد الغربة و تعبوا في تربية اولادهم  على قيم ومباديء وتقاليد وعادات بلدهم... بلدهم المغرب.
تعبوا لكي يصنعوا اجيالا تفتخر باصولها و تعتز بانتمائها نصرا ووعزة لبلاد اجدادهم وابائهم بعدما تخبطوا وابائهم الحلو والمر في بلاد الغربة في سبيل لقمة العيش....
 اباء واجداد، اشتغلوا تحت كل الضغوطات في السراديف والدهاليز والمناجم والمعامل تحت طائلة العنصرية والاحتقار والعبودية دون أن يكون لهم حقوقا متكاملة  ولا نصيب في التصويت والمواطنة الكاملة كما جاء بها دستور 2011.
 ها هم اليوم، وبكل افتخار يقدمون لنا ابطالا وكفاءات بينما تستغل و تركب  بعض الأقلية على نصرهم وتجعل من نصرها وتدعي بأنها هي من رعت وخططت ونفذت... ثم حقق مغاربة العالم المجد لكن لايعترفون بذلك.
فما أشقى من النحل حين يكد ويجد فيسرق عسله بعد ذلك دون حياء...  وما اشقى من شبابنا الا كمثل هؤلاء الشباب الذين كدًوا و تغربوا واهلهم وتعبوا لاجل بناء شخصيتهم ثم رغم ما قدمه لهم بلد إقامتهم وإزديادهم وترعرعهم لم ينسوا بلدهم الأم  بلد الآباء والأجداد... اختاروا ان يمثلوا بلد اهلهم بعد مباركتهم من طرف آبائهم وأمهاتهم الذين لعبوا دورا هاما في هذا الإختيار... 
كفانا اذا من الركوب على ظهور من يمثلون مغاربةالعالم . واتركوا الشباب يبدع بعيدا عن المساومة والاستغلال لأن في ذلك استنفادا لطاقتهم وضحدا لارادتهم وفخرهم بالانتماء... كفانا من تطعيم شبابنا بأفكار مسيئة ببلادنا الحبيب...ليفقدوا الامل في مغرب الغد... مغرب الأصول والشهامة والنخوة... كفا من تحطيم امالهم في التغيير ... ويموت فيهم الحلم... حلم مغرب مختلف متكامل ومغرب اليوم ليس مغرب الأمس ومغاربة العالم اليوم ليسوا مغاربة العالم الأمس. 
ويبقى السؤال المهم وهو: هل ينجح المغرب بالفعل في إدماجهم فى نسيجه الاقتصادي والإجتماعي والسياسي من خلال برامج الإدماج التي تقوم على تفعيل ماجاء به دستور 2011 بطريقة جيدة؟