الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: طعنة حلال وطعنة حرام.. فمن طعن سلمان رشدي؟

أحمد بومعيز: طعنة حلال وطعنة حرام.. فمن طعن سلمان رشدي؟ أحمد بومعيز
وتعود إلى سطح الأحداث مرة أخرى سيرة الكاتب البريطاني سلمان رشدي، وروايته آيات شيطانية، بعد أن أفل نجمه لأكثر من 30 سنة.
عادت، بعد أن أقدم شاب أمريكي قيل أن اسمه هادي مطر- ومن اسمه يبدو أنه من ديانة مسلمة- على طعن الكاتب البريطاني أمام المنصة والعلن و الملأ والشهود ... وإن لم يمت سلمان في حينه ،فالطعنات كانت قوية ومباشرة وعميقة، والمشهد كان مفزعا مرهبا رهيبا مقززا، وأيضا مثيرا وجليا مباشرا وفق منهج هواة الطعن والنحر الحلال، لإرهاب الكفار الموعودين بالنار..
..فقط تختلف زاوية النظر للمشهد ..
وبعدها، كل الآراء مباحة، والسجال مفتوح، والمواقف مستباحة..
ففي أقل من يوم على الطعنة، الموعودة لسلمان رشدي ،والتي أفتى في أمرها الإمام الخوميني سنة 1989 ،بعد صدور رواية آيات شيطانية سنة 1988،وساندها يومذاك الكثير من السياسيين والمثقفين العرب والمسلمين ..(بعد أقل من يوم من الطعنة) التي نفذت أخيرا في أمريكا وفي نيويورك ، انقسمت فرق الكلام المستحدثة لذات القضية ، وأصحاب السجال والمحللين، من العرب والمسلمين، واليهود والمسيحيين، والملحدين، والساسة والإعلاميين، واللادينيين ،والعلمانيبن والمدنيين ،والمشوشين والمشعوذين...وكل من سمع بحادثة الطعنة وحكاية الرواية والفتوى..
انقسمت الفرق إلى شيع والشيع إلى فرق والفرق إلى كويكبات ومجموعات تكاترث في تداع وفق تكاثر الكلام ومنابره، ومقام ومقال كل متكلم ومفت ومحلل ومتملق ..:
فقيل أن سلمان رشدي جنى على نفسه بعد أن كتب رواية لم يقرأها المتكلمون والقوم ،فأهدر الامام دمه..
وقيل أن سلمان رشدي مبعوث الكفار والغرب الملحد بعث ليدنس طهارة الاسلام والمسلمين وكتابهم المقدس، فبعث الله الإمام ليهدر دمه، وأخيرا جاء هادي مطر المسلم الشاب ليطهر ما دنسه رشدي..
وقيل هادي مطر عميل المخابرات الامريكية دربته ليطعن سلمان رشدي حتى تثبث تورط المسلمين في الإرهاب..
وقيل  أن هادي مطر تصرف من ذاته، غيرة منه على الاسلام ،وخوفا على الدين من رواية  رشدي أو ماقد يكتب مجددا..
وقيل أمريكا تعود لإشعال نار الفتنة بين المسلمين والغرب وهم في صفاء وود وسلام،والفتنة أشد من قتل رشدي وغيره ..
وقيل أن لسلمان رشدي الحق في الكتابة بحرية وفي كل مواضيع الدنيا والآخرة والأديان والرسل والكتب المنزلة والمقدسة والمدنسة وما دونها ..
وقيل أن من واجب المثقفين المتحرشين برشدي إبداء الرأي في أمر الخوض في شأن دين الإسلام..
وقيل أن  لحماة الدين وحدهم الوصاية على أمره..
وقيل أن للشيعة أمر الفتوى والعهدة على الإمام وحده..
وقيل أن لأهل السنة منزلة الموقف من العلاقات مع إيران ،ولا حق للخوميني في الإفتاء ،ولهم هم وحدهم  الحق والحضوة والوصاية والهدي، وأمر الفتوى والقتل ،بالطعن أم بالشنق، أو بطرق أخرى تليق بالظرفية ..
وقيل:  إذا كان هادي مطر مسلما شيعيا ، فالطعنة حرام عند أهل السنة ..
وقيل إذا كان هادي مطر مسلما سنيا، فالطعنة حلال ، وفتوى الامام حرام..
وقيل إذا كان هادي مطر ملحدا ، فالطعنة حرام ،وسلمان رشدي كافر يجب إعادة طعنه طعنة حلالا..
وقيل أن سلمان رشدي لم يطعن قط ، فقط الشيطان أمريكا تحاول لفت أنظار المسلمين، وتلهيهم عن دينهم ودنياهم وآخرتهم.