مولاي عبد الحكيم الزاوي: الجسد والتاريخ
الجسد قارة عذراء في تصورنا للتاريخ، في تمثلنا للماضي والحاضر، في فهمنا العميق للذات والآخر، للأنا والغيرية؛ الغيرية القريبة أو البعيدة التي تجعلنا دائما في مدار خلاف واختلاف متواصل. وحده الجسد من يكشف عن مُضمرات أفعالنا، من يفضح عمق بنيتنا الرمزية التي تنطق بها شخصيتنا العميقة في الزمن. هو أيضا فضاء مهجور ضمن خارطة تحليلنا الذهني للواقع، ضمن تفسير سلوكياتنا، وفي فهم تفاعل ذواتنا مع الروح؛ رمزي ومادي في آن، وسلطوي كذلك، مرغوب بحكم الشهوة والغريزة، ومقموع بحكم العادة والتاريخ. ...