Wednesday 26 November 2025
اقتصاد

سعيد بوحاج: هذه شروط لجوء إدارة الضرائب إلى إجراء الحجز على ودائع الزبناء بالأبناك

سعيد بوحاج: هذه شروط لجوء إدارة الضرائب إلى إجراء الحجز على ودائع الزبناء بالأبناك سعيد بوحاج، باحث ممارس في المالية العمومية
أفاد‭ ‬د‭. ‬سعيد‭ ‬بوحاج،‭ ‬باحث‭ ‬ممارس‭ ‬في‭ ‬المالية‭ ‬العمومية،‭ ‬أن‭ ‬لجوء‭ ‬إدارة‭ ‬الضرائب‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬الحجز‭ ‬البنكي‭ ‬ليس‭ ‬خطوة‭ ‬مفاجئة‭ ‬كما‭ ‬يعتقد‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬مسطرة‭ ‬قانونية‭ ‬منظمة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مدونة‭ ‬تحصيل‭ ‬الديون‭ ‬العمومية‭.‬
وأوضح‭ ‬بوحاج‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مع
‭ "‬أنفاس بريس"‭‬،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬بـ‭ "‬الإشعار‭ ‬لدى‭ ‬الغير‭" ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬آليات‭ ‬التحصيل‭ ‬الجبري‭ ‬التي‭ ‬تعتمدها‭ ‬الإدارة‭ ‬عند‭ ‬عدم‭ ‬أداء‭ ‬الضرائب‭ ‬داخل‭ ‬الآجال‭ ‬القانونية‭. ‬وهو‭ ‬إجراء‭ ‬لا‭ ‬يُفعَّل‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬استيفاء‭ ‬شروط‭ ‬إلزامية،‭ ‬أبرزها‭ ‬نهائية‭ ‬الدين‭ ‬العمومي،‭ ‬وتوجيه‭ ‬إنذار‭ ‬قانوني‭ ‬للملزم،‭ ‬واحترام‭ ‬الآجال‭ ‬المحددة‭ ‬قبل‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مسطرة‭ ‬الحجز‭.‬
كما‭ ‬يقدم‭ ‬بوحاج‭ ‬توضيحات‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬تعامل‭ ‬الأبناك‭ ‬مع‭ ‬تنفيذ‭ ‬الحجز‭ ‬البنكي،‭ ‬والنصوص‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النصائح‭ ‬العملية‭ ‬للمواطنين‭ ‬لتفادي‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬لهذا‭ ‬الإجراء‭.‬

 
لاحظ‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬اقتطاع‭ ‬مبالغ‭ ‬من‭ ‬حساباتهم‭ ‬البنكية‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬يفهموا‭ ‬السبب‭. ‬ما‭ ‬طبيعة‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء؟‭ ‬وما‭ ‬الأساس‭ ‬القانوني‭ ‬الذي‭ ‬يسمح‭ ‬للإدارة‭ ‬بالحجز‭ ‬على‭ ‬الحساب‭ ‬البنكي؟
الإجراء‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمفاجأة‭ ‬هو‭ ‬آلية‭ ‬قانونية‭ ‬تُسمّى‭ ‬“الإشعار‭ ‬لدى‭ ‬الغير”،‭ ‬وهي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬أدوات‭ ‬التحصيل‭ ‬الجبري‭ ‬التي‭ ‬منحتها‭ ‬مدونة‭ ‬تحصيل‭ ‬الديون‭ ‬العمومية‭ ‬للإدارة،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬100‭ ‬إلى‭ ‬104‭. ‬وتقوم‭ ‬هذه‭ ‬الآلية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬قباض‭ ‬إدارة‭ ‬الضرائب‭ ‬أو‭ ‬الخزينة‭ ‬يمكنها،‭ ‬عند‭ ‬عدم‭ ‬أداء‭ ‬الملزم‭ ‬لضريبة‭ ‬أو‭ ‬رسم‭ ‬بعد‭ ‬تاريخ‭ ‬الاستحقاق،‭ ‬أن‭ ‬تتوجه‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬تحتفظ‭ ‬بأمواله—وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الأبناك—لطلب‭ ‬اقتطاع‭ ‬المبلغ‭ ‬المستحق‭ ‬وتحويله‭ ‬لفائدة‭ ‬الخزينة‭.‬
لكن‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬القابض‭ ‬ليس‭ ‬اعتباطيًا،‭ ‬بل‭ ‬يتطلب‭ ‬توفر‭ ‬ثلاثة‭ ‬شروط‭ ‬أساسية‭. ‬أولًا،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الدين‭ ‬العمومي‭ ‬نهائيًا‭ ‬ومستحقًا‭ ‬وغير‭ ‬خاضع‭ ‬لأي‭ ‬طعن‭ ‬يُجمّد‭ ‬التنفيذ‭. ‬ثانيًا،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الدين‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬عمومية،‭ ‬أي‭ ‬ضرائب‭ ‬ورسوم‭ ‬وديون‭ ‬مشمولة‭ ‬بامتياز‭ ‬الخزينة،‭ ‬وليس‭ ‬ديونًا‭ ‬مدنية‭ ‬أو‭ ‬تجارية‭. ‬ثالثًا،‭ ‬وهو‭ ‬الأهم،‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تبليغ‭ ‬إنذار‭ ‬نهائي‭ ‬للملزم،‭ ‬كما‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬المادة‭ ‬36‭ ‬من‭ ‬المدونة،‭ ‬وهو‭ ‬إشعار‭ ‬قانوني‭ ‬يترتب‭ ‬عنه‭ ‬صوائر‭ ‬إضافية‭ ‬بنسبة‭ ‬2%‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬الدين،‭ ‬قبل‭ ‬الانتقال‭ ‬لمساطر‭ ‬التحصيل‭ ‬الجبري‭.‬
بعد‭ ‬هذا‭ ‬الإنذار،‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الأداء،‭ ‬يمكن‭ ‬للمحاسب‭ ‬العمومي‭ ‬تفعيل‭ ‬الإشعار‭ ‬لدى‭ ‬الغير،‭ ‬الذي‭ ‬يضيف‭ ‬1%‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الصوائر‭. ‬هنا‭ ‬يُصبح‭ ‬البنك‭ ‬ملزمًا‭ ‬بحجز‭ ‬المبلغ‭ ‬وإخبار‭ ‬زبونه‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬مفاجأة‭ ‬المواطنين‭ ‬تعود‭ ‬غالبًا‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬اطلاعهم‭ ‬على‭ ‬الإنذار‭ ‬النهائي‭ ‬لأسباب‭ ‬مختلفة:‭ ‬تغيير‭ ‬السكن،‭ ‬عدم‭ ‬استلام‭ ‬المراسلات،‭ ‬أو‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬الملف‭ ‬مغلق‭ ‬او‭ ‬عدم‭ ‬معرفتهم‭ ‬بوجود‭ ‬هذا‭ ‬الاجراء‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬علمهم‭ ‬بوجود‭ ‬ضرائب‭ ‬في‭ ‬ذمتهم‭. ‬وبعد‭ ‬استنفاد‭ ‬شروط‭ ‬التبليغ،‭ ‬لا‭ ‬تُلزم‭ ‬مدونة‭ ‬التحصيل‭ ‬الديون‭ ‬العمومية‭ ‬الإدارة‭ ‬بإعادة‭ ‬الإشعار‭ ‬عند‭ ‬الحجز،‭ ‬فيظهر‭ ‬الأمر‭ ‬كأنه‭ ‬مفاجئ‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬قانونيًا‭ ‬سبقته‭ ‬مراحل‭.‬
وفق‭ ‬اتفاقية‭ ‬بين‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬والمجموعة‭ ‬المهنية‭ ‬لبنوك‭ ‬المغرب‭ ‬GPBM،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬البنك‭ ‬إخبار‭ ‬زبونه‭ ‬داخل‭ ‬أجل‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬8‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬التوصل‭ ‬بالإشعار،‭ ‬وذلك‭ ‬لتفسير‭ ‬سبب‭ ‬الحجز‭ ‬وتمكين‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬مراجعة‭ ‬وضعيته‭. ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأبناك‭ ‬لا‭ ‬تحترم‭ ‬هذا‭ ‬الأجل‭ ‬أو‭ ‬تعتمد‭ ‬رسائل‭ ‬عامة‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬فهمها‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأبناك‭ ‬تقتطع‭ ‬صوائر‭ ‬إضافية‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬300‭ ‬و600 درهم‭ ‬كمصاريف‭ ‬معالجة‭ ‬ملف‭ ‬الإشعار،‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬المفاجأة‭ ‬ومن‭ ‬العبء‭ ‬المالي‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭.‬
 
هل‭ ‬يحق‭ ‬للبنك‭ ‬رفض‭ ‬تنفيذ‭ ‬الحجز‭ ‬بدعوى‭ ‬السرية‭ ‬البنكية‭ ‬أو‭ ‬حماية‭ ‬زبونه؟
لا،‭ ‬البنك‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬حق‭ ‬الرفض‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬الإشعار‭ ‬مستوفيًا‭ ‬للشروط‭ ‬القانونية‭. ‬فعند‭ ‬توصله‭ ‬بالإشعار،‭ ‬يصبح‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬يسمى‭ ‬قانونيًا‭ ‬“غير‭ ‬حائز‭ ‬لأموال‭ ‬عمومية”،‭ ‬أي‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬أموال‭ ‬تخص‭ ‬الخزينة‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬زبونه‭. ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬يتحمل‭ ‬البنك‭ ‬مسؤولية‭ ‬تضامنية‭ ‬في‭ ‬الأداء،‭ ‬ويجب‭ ‬عليه‭ ‬تطبيق‭ ‬الإجراء‭ ‬فورًا‭.‬
الإجراءات‭ ‬البنكية‭ ‬تتم‭ ‬اليوم‭ ‬عبر‭ ‬نظام‭ ‬إلكتروني‭ ‬مركزي‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬البنك‭ ‬الرد‭ ‬خلال‭ ‬48‭ ‬ساعة‭ ‬بإعلام‭ ‬الإدارة‭ ‬بوجود‭ ‬أو‭ ‬غياب‭ ‬الرصيد،‭ ‬ثم‭ ‬تجميد‭ ‬المبلغ‭ ‬المستحق‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬الخزينة‭. ‬وإذا‭ ‬امتنع‭ ‬البنك‭ ‬أو‭ ‬تأخر‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مبرر،‭ ‬يمكن‭ ‬لإدارة‭ ‬الضرائب‭ ‬أو‭ ‬الخزينة‭ ‬أن‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬بنك‭ ‬المغرب‭ ‬لحجز‭ ‬المبلغ‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬حسابات‭ ‬البنك‭ ‬المفتوحة‭ ‬لديه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬ضغطًا‭ ‬قانونيًا‭ ‬قويًا‭ ‬يضمن‭ ‬عدم‭ ‬التهاون‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬المسطرة‭.‬
أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للسرية‭ ‬البنكية‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬البنكي (103.12)،‭ ‬وخاصة‭ ‬المادة‭ ‬180،‭ ‬فهي‭ ‬تتضمن‭ ‬استثناءً‭ ‬واضحًا‭ ‬يسمح‭ ‬للبنك‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الادارات‭ ‬الجبائية‭ ‬والقضائية‭. ‬وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬تنفيذ‭ ‬الإشعارات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالديون‭ ‬العمومية‭ ‬لا‭ ‬يُعتبر‭ ‬انتهاكًا‭ ‬للسرية‭ ‬البنكية،‭ ‬بل‭ ‬احترامًا‭ ‬لالتزام‭ ‬قانوني‭ ‬يتقدم‭ ‬في‭ ‬السلم‭ ‬الاداري‭ ‬على‭ ‬العلاقة‭ ‬التعاقدية‭ ‬بين‭ ‬البنك‭ ‬والزبون‭.‬
 
ماهي‭ ‬أبرز‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬يطرحها‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمواطنين؟
هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬مستويات‭ ‬من‭ ‬الإشكالات‭ ‬تظهر‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬الممارسة‭ ‬اليومية‭. ‬المستوى‭ ‬الأول‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأثر‭ ‬المالي‭ ‬المباشر؛‭ ‬فالحجز‭ ‬المفاجئ‭ ‬عبر‭ ‬آلية‭ ‬الإشعار‭ ‬لدى‭ ‬الأغيار‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ارتداد‭ ‬شيكات،‭ ‬وتعثر‭ ‬أداء‭ ‬أقساط‭ ‬القروض،‭ ‬وصعوبات‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬مصاريف‭ ‬الأسرة،‭ ‬وقد‭ ‬يسبب‭ ‬للمقاولات‭ ‬الصغيرة‭ ‬ارتباكًا‭ ‬خطيرًا‭ ‬في‭ ‬الأداءات‭ ‬اليومية‭ ‬كالأجور‭ ‬وفواتير‭ ‬الموردين‭.‬
المستوى‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬ضعف‭ ‬الوعي‭ ‬القانوني‭. ‬أغلب‭ ‬المواطنين‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬مقتضيات‭ ‬المواد‭ ‬36‭ ‬و101 إلى‭ ‬104‭ ‬من‭ ‬مدونة‭ ‬التحصيل‭ ‬الديون‭ ‬العمومي‭ ‬(فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬يمكن‭ ‬لعدم‭ ‬أداء‭ ‬رسم‭ ‬السكن‭ ‬ان‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬حجز‭ ‬الاموال‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬ان‭ ‬توفرت‭ ‬الشروط‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬المبلغ‭ ‬المستحق)،‭ ‬ولا‭ ‬يعرفون‭ ‬نسب‭ ‬الصوائر‭ ‬التي‭ ‬تُضاف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرحلة،‭ ‬ولا‭ ‬ينتبهون‭ ‬للأجل‭ ‬القانوني‭ ‬البالغ‭ ‬10‭ ‬أيام‭ ‬بين‭ ‬الإنذار‭ ‬والتحصيل‭ ‬الجبري‭. ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬مطالب‭ ‬بإشعارهم‭ ‬في‭ ‬أجل‭ ‬8‭ ‬أيام،‭ ‬وأن‭ ‬لهم‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬طلب‭ ‬جدولة‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬تظلّم‭ ‬قبل‭ ‬بلوغ‭ ‬مرحلة‭ ‬الحجز‭ ‬البنكي‭.‬
المستوى‭ ‬الثالث‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمنازعات‭ ‬القضائية‭. ‬فالمواطنون‭ ‬يلجؤون‭ ‬للقضاء‭ ‬الإداري‭ ‬للطعن‭ ‬في‭ ‬الإشعار‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تُحترم‭ ‬المسطرة،‭ ‬كأن‭ ‬يكون‭ ‬التبليغ‭ ‬غير‭ ‬صحيح‭ ‬أو‭ ‬الدين‭ ‬غير‭ ‬نهائي‭. ‬كما‭ ‬تسجل‭ ‬المحاكم‭ ‬التجارية‭ ‬دعاوى‭ ‬ضد‭ ‬الأبناك‭ ‬عند‭ ‬وقوع‭ ‬أخطاء‭ ‬مهنية‭ ‬مثل‭ ‬الحجز‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬شخص‭ ‬آخر،‭ ‬أو‭ ‬التأخر‭ ‬غير‭ ‬المبرر‭ ‬في‭ ‬الإشعار،‭ ‬وهي‭ ‬حالات‭ ‬محدودة‭ ‬لكنها‭ ‬واقعية‭ ‬وتصدرت‭ ‬أحكامًا‭ ‬قضائية‭.‬
ولتقليص‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالات،‭ ‬أُبرمت‭ ‬اتفاقية‭ ‬2008‭ ‬التي‭ ‬أدخلت‭ ‬نظامًا‭ ‬إلكترونيًا‭ ‬موحدًا،‭ ‬تلتها‭ ‬مبادرة‭ ‬ميثاق‭ ‬الإشعار‭ ‬لدى‭ ‬الغير‭ ‬سنة‭ ‬2014‭ ‬التي‭ ‬ألزمت‭ ‬الأبناك‭ ‬بتجميد‭ ‬المبلغ‭ ‬لمدة‭ ‬72‭ ‬ساعة‭ ‬قبل‭ ‬تحويله،‭ ‬ومنعت‭ ‬توجيه‭ ‬إشعارات‭ ‬متزامنة‭ ‬لعدة‭ ‬بنوك‭ ‬تخص‭ ‬الشخص‭ ‬نفسه،‭ ‬وشددت‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التبليغ‭ ‬المتوازي‭ ‬للملزم‭.‬
 
ماهي‭ ‬النصائح‭ ‬التي‭ ‬توجهونها‭ ‬للمواطنين‭ ‬لتجنب‭ ‬آثار‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء؟
أوصي‭ ‬المواطنين‭ ‬بمتابعة‭ ‬وضعيتهم‭ ‬الجبائية‭ ‬بانتظام‭ ‬لدى‭ ‬قباض‭ ‬الضرائب‭ ‬أو‭ ‬الخزينة،‭ ‬وتحـيين‭ ‬عنوانهم‭ ‬لدى‭ ‬الإدارة‭ ‬لأن‭ ‬معظم‭ ‬المشاكل‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬التبليغ‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬الجدي‭ ‬مع‭ ‬الإنذار‭ ‬النهائي‭ ‬يوفر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصوائر،‭ ‬ويجنب‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الإشعار‭ ‬لدى‭ ‬الغير‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬وجود‭ ‬خطأ‭ ‬أو‭ ‬غموض،‭ ‬يبقى‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬تظلّم‭ ‬أو‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬الإداري‭ ‬قائمًا،‭ ‬وفي‭ ‬حالات‭ ‬خاصة‭ ‬يمكن‭ ‬التوجه‭ ‬للمحكمة‭ ‬التجارية‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الخلل‭ ‬من‭ ‬البنك‭. ‬المعرفة‭ ‬القانونية‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬وسيلة‭ ‬لحماية‭ ‬الحقوق‭ ‬وتفادي‭ ‬كل‭ ‬الإشكالات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بهذا‭ ‬الإجراء‭.‬