في زمن كثرت فيه الشائعات والدعاية، جاء قرار مجلس الأمن 2797 لسنة 2025 ليقول بصراحة: النزاع حول الصحراء المغربية ليس بين طرفين، بل بين أربعة أطراف حقيقية تتحمل كل منها مسؤوليتها السياسية والقانونية.
الأطراف الأربعة: المغرب، الجزائر، موريتانيا، والبوليساريو. هذه الحقيقة التي طالما حاولت الجزائر طمسها، أصبحت اليوم جزءًا لا يتجزأ من القرار الأممي، الذي وضع حدودًا واضحة لكل مناورة سياسية أو دعائية.
الأطراف… كلمة واحدة تغير كل شيء
القرار 2797 لم يستخدم عبارة “الطرفين” كما تحاول الجزائر تكرارها في خطابها الإعلامي، بل اختار الأطراف، وهو اختيار دقيق ومقصود.
المغرب: صاحب المبادرة، والفاعل الرئيسي للحل الواقعي عبر الحكم الذاتي.
الجزائر: طرف رئيسي، تتحمل المسؤولية كاملة، ولا يمكن لها الاختباء خلف البوليساريو.
موريتانيا: عنصر إقليمي حاسم لاستقرار الحدود والمفاوضات.
البوليساريو: لاعب ميداني، لكن ضمن دائرة الأطراف الأربعة وليس منفردًا.
هذه الصياغة تعكس تغييرًا جذريًا في فهم النزاع، وتضع الجزائر أمام مسؤوليتها المباشرة.
الحكم الذاتي: الحل الواقعي الذي أقرّه القرار
قرار 2797 لا يكتفي بالتمديد الإداري لولاية المينورسو، بل يضع الحكم الذاتي المغربي في قلب العملية السياسية، ويصفه بأنه:
- جدي
- قابل للتطبيق
- معترف به دوليًا
أي نقاش حول الاستفتاء التقليدي للاستقلال أصبح شكليًا، والحل الواقعي موجود بالفعل، ويحتاج فقط إلى التزام الأطراف الأربعة بتنفيذه.
رسالة صريحة للجزائر: كفى أوهامًا
القرار يضع الجزائر في موقع لا يمكن الهروب منه: طرف رئيسي مسؤول، لا متفرج ولا وسيط وهمي.
أي محاولة لتمرير فكرة “الطرفين فقط هي محاولة لإخفاء الحقيقة التي تؤكدها صياغة القرار نفسها.
أربعة أسباب تجعل 2797 نقطة تحول تاريخية
تعزيز مركزية المغرب: الحكم الذاتي أصبح الخيار الدولي المرجعي.
فضح رواية الطرفين: لا مجال لمراوغات الجزائر.
خارطة طريق واضحة للمفاوضات: الأطراف الأربعة مطالبة بالانخراط الكامل.
شرعية قانونية ودولية للمغرب: كل خطوة على الأرض، من التنمية إلى الاستثمار، محمية بدعم أممي صريح.
خاتمة: لغة القرار تكشف الحقيقة
قرار 2797 ليس مجرد رقم في سجل الأمم المتحدة، بل علامة فارقة في تاريخ النزاع.
لغة القرار وصياغته، وتحديده للأطراف، تجعل من أي محاولة لبيع أكاذيب “الطرفين” مجرد بقايا خطاب قديم لا يؤثر في الواقع ولا يعوق مسار الحل السياسي الواقعي الذي يقوده المغرب ويعترف به المجتمع الدولي.
في عالم السياسة، كلمة واحدة مثل “الأطراف” تستطيع أن تهدم عشرات السنين من التضليل. وقرار 2797 فعلها بالفعل.