Tuesday 18 November 2025
Advertisement
فن وثقافة

المهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا يختتم دورته الثامنة بأكادير

المهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا يختتم دورته الثامنة بأكادير مشاهد من المهرجان الدولي للكاريكاتير
أسدل الستار يوم الأحد 16 نونبر 2025 على فعاليات الدورة الثامنة التي أقيمت من 13 إلى 16 دجنبر 2025 بمدينة أكادير، تحت شعار "البحار والمحيطات ثروة كونية في الخطر"، لما يمثله هذا الموضوع الحيوي من أهمية قصوى في ظل التحديات العالمية الراهنة، ومن الآثار السلبية التي يحدثها الإنسان على البحر والمحيطات، وأثر مياه البحار والمحيطات على الإنسان والبيئة.
 
وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، نظم المهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا الدورة الثامنة من طرف جمعية أطلس للكاريكاتير (AAC) وأسبوعية "لوكنار ليبيري"، التي تتزامن مع أنشطتها الفنية والثقافية. وفي سياق أنشطة المهرجان، شارك في مسابقة دورة هذه السنة ما لا يقل عن 409 فنانًا وفنانة ينتمون إلى 72 دولة، من بينهم 28 فنانًا مغربيًا، مدعوون أبرزوا بكل احترافية ما تبوح به ريشاتهم الفنية من أفكار تعالج موضوع المهرجان من منظورهم الشخصي. كما تم تنظيم معرض مفتوح لكل أعمال المشاركين وضيوف المهرجان، ليتمكنوا من الاطلاع على تلك الأعمال والاستمتاع بما جادت به ريشات الفنانين المشاركين من حول العالم.
 
 
وشهد حفل افتتاح الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا إلقاء كلمة افتتاحية من طرف الفنان الناجي بناجي، مدير المهرجان، معلنًا عن افتتاح الدورة، والدكتور هشام خليفي، المنسق العام للمهرجان ورئيس قسم الشؤون الثقافية بالمندوبية الجهوية للثقافة والفنون بسوس ماسة، وعبد الله أبودرار، إلى جانب الفنان فيصل أحميشان، رئيس لجنة التحكيم. حيث أبرزوا في كلماتهم المكانة الريادية التي يحظى بها مهرجان "فيكا" في أجندة الملتقيات الثقافية والفنية والإعلامية بالمغرب، باعتباره الملتقى الوطني الوحيد للكاريكاتير الذي يكتسي بعدًا دوليًا، ويعرف بالكفاءات المغربية في هذا المجال الفني الذي لم يحظ بعد بما يستحقه من عناية واهتمام.
كما سجل المتدخلون الاهتمام المتزايد الذي أصبح يحظى به مهرجان "فيكا" على الصعيد الدولي سنة بعد أخرى، وهو ما يتجلى من خلال الإقبال الكبير على المشاركة في المسابقة الدولية التي تنظم في إطار هذا الملتقى، سواء من طرف فناني الكاريكاتير المغاربة المحترفين أو الناشئين، وكذا من طرف الفنانين الأجانب من مختلف بلدان العالم.
وعرف حفل الافتتاح توزيع الجوائز، حيث كان نصيب الفنانين المغاربة من جوائز المهرجان على النحو التالي:
الجائزة الأولى: يوسف خويلة – المغرب (حول موضوع المهرجان الرسمي "البحار والمحيطات")
الجائزة الثانية: ليو تشيانغ – الصين
الجائزة الثالثة: إسماعيل بابائي – إيران
أما الجوائز الخاصة فكانت كما يلي:
أجيم كراسنيكي – كوسوفو
Menekce Cam – تركيا
عبد الله درقاوي – المغرب
كما منحت جوائز شرفية إلى عشرة فنانين مشاركين من حول العالم.
إيمانًا بأهمية التوعية المبكرة، شهد افتتاح المهرجان توزيع عدة جوائز على الأطفال والتلاميذ الفائزين بالمسابقة التي ينظمها المهرجان سنويًا للأطفال حول موضوع البيئة البحرية.
ومن بين أبرز ما ميز نسخة 2025 لمهرجان "فيكا" توقيع كتاب "السخرية والحرية: الكاريكاتير السياسي في الصحافة المغربية" من تأليف الكاتب الصحافي المخضرم الأستاذ بوشعيب الضبار، وتقديم الكاتب الصحافي عبد الرحيم التوراني.
بالإضافة إلى ذلك، خصص المهرجان كعادته فقرة تكريمية خاصة بأحد أعمدة ومؤسسي فن الكاريكاتير بالمغرب، حيث شهدت الدورة تكريم الفنان القدير بوعلي مبارك اعترافًا بمسيرته الحافلة وإسهاماته في فن الكاريكاتير الصحفي، وبما قدمه من أعمال قيمة أغنت الساحة الوطنية الثقافية والفنية. وقد تميز حفل تكريم هذا الفنان بالشهادات التي ألقاها زملاؤه من الصحافيين والفنانين، في مقدمتهم العربي الصبان، عبد الله الدرقاوي، محمد العابد، إبراهيم الحسين، وخالد باها، بحضور عائلة الفنان وأصدقائه.
وأبرزت الشهادات التي ألقيت في حق الفنان الصحافي بوعلي مبارك علو كعبه في التعبير عما يخالجه من أفكار ومواقف وانتقادات، من خلال تسخير الريشة بطريقة سلسة تختزل تلك المواقف والأفكار التي قد يقتضي التعبير عنها المئات من الكلمات في رسم موفق يصل إلى عمق التفكير ويؤثر في شعور القارئ/المتلقي.
كما تم تنظيم مسابقة خاصة بالبورتريه الكاريكاتيري، تبارى فيها فنانو الكاريكاتير لتجسيد الفنان بوعلي مبارك من زاويتهم الفنية وأسلوبهم في الإبداع الكاريكاتوري. وكانت لائحة الفائزين بجوائز البورتريه كما يلي:
الجائزة الأولى: زوران توفيراك توكو – صربيا
الجائزة الثانية: ماركو داجوستينو – إيطاليا
الجائزة الثالثة: طيبة خليلي مهر – إيران
أنطونيو سانتوس – البرتغال
غابرييل روسو – رومانيا
قوه يي – الصين
ولم يقتصر المهرجان على المعارض، بل احتضن ندوات فكرية ناقشت تحولات دور رسام الكاريكاتير في الدفاع عن القضية الوطنية، محللين الفوارق بين زمن الورق التقليدي وثورة الإنترنت الرقمية، وصولًا إلى تحديات الذكاء الاصطناعي واستكشاف التحولات الجذرية التي فرضتها التكنولوجيا على أدائهم الفني والإعلامي. وتم خلال إحدى الندوات عرض شريط فيديو يوثق لبعض أعمال الرسامين المغاربة حول القضية الوطنية، بعدها ترأس الندوة الفنان الناجي بناجي، وتناول الكلمة كل من الفنان الكاريكاتيري القيدوم العربي الصبان، والصحفي بوشعيب الضبار، والفنان عبد الله درقاوي، ورشيد أمغوز، والفنان خالد باها، والمكرم بوعلي مبارك، والفنان محمد العابد، وعماد لحميد، وطارق أرحال، ودكتور هشام خليفي، بالإضافة إلى بعض الإعلاميين والحاضرين المهتمين بهذا الفن.
كما تم تنظيم ندوة أخرى خاصة بالفنانين المغاربة بمدينة الدشيرة حول وضعية الفنان المغربي في زمن الأزمة التي تعيشها الصحف الوطنية، تم فيها تبادل الآراء حول سبل دعم هذا الفن الرائد.
ولم يفت منظمي المهرجان تخصيص فقرة من دورة هذه السنة لصالح المواهب الصاعدة، تشجيعًا لهم على تبني هذا الصنف الفني وتحفيزهم على حمل مشعل الكاريكاتير. وفي هذا الإطار، تم تنظيم العديد من الورشات الموجهة للأطفال في مختلف المراكز الثقافية والمدارس، لغرس الوعي البيئي وحب الفن الساخر لديهم، وأشرف على تنشيط الورشات فنانون مرموقون لصالح مجموعة من الأطفال المنتمين لجهة سوس ماسة.
وتميزت الدورة أيضًا بمعرض متنقل حول موضوع "البحار والمحيطات ثروة كونية في خطر"، حيث جاب هذا المعرض عدة أماكن تربوية وثقافية لضمان وصول الرسالة الفنية إلى أوسع شريحة من الجمهور. وشهد اليوم الأخير افتتاح المعرض الفني الختامي بدار الفنون بمدينة الدشيرة، والذي سيبقى مفتوحًا للزوار حتى نهاية الأسبوع القادم.
وفي اللحظات الختامية، تم توزيع الشهادات التقديرية على جميع المشاركين، لِيُسدل الستار على فعاليات الدورة الثامنة بدار الفنون بمدينة الدشيرة.