تميزت الندوة الفكرية بحضور نوعي ووازن احتضنت رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، يوم الثلاثاء 4 نونبر 2025، ندوة فكرية وطنية نظمها مركز ومضة للإعلام والتنمية بشراكة مع جامعة شعيب الدكالي – كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تحت عنوان: "المسيرة الخضراء... من ملحمة التحرير إلى رهانات التنمية والدبلوماسية".
وتميزت هذه الندوة الفكرية بحضور نوعي ووازن، إلى جانب نخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين والطلبة وفعاليات المجتمع المدني وممثلي وسائل الإعلام، في أجواء طبعتها الوطنية والاعتزاز بالانتماء للوطن.
واستهلت الندوة بمداخلة الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، الذي تناول الجانب المؤسساتي في تدبير قضية الصحراء المغربية، مؤكدا على الدور المحوري للمؤسسات الوطنية في الدفاع عن القضية العادلة للمملكة، ومشددا على أهمية بلورة رؤية دبلوماسية ومؤسساتية متكاملة تعزز المكتسبات التي راكمها المغرب في هذا الملف، داعيا إلى طرد جبهة الانفصاليين من الاتحاد الإفريقي باعتبارها كيانا غير شرعي يعرقل مسار التنمية والسلم في القارة السمراء.
من جهته، قدم الدكتور محمد الطيار شهادة مؤثرة حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها ميليشيات “البوليساريو” في حق المحتجزين بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، مستعرضا حالات اختطاف وتعذيب وقتل بشعة وصلت إلى حد إحراق الضحايا في براميل من الزفت، من بينهم أفراد من أسرته، في مشهد مأساوي يعكس حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها المحتجزون.
بدوره تناول الدكتور عبد الفتاح نعوم، الموضوع من زاوية القانون الدولي، مقدما قراءة تحليلية دقيقة لمسار قضية الصحراء المغربية في مختلف المحطات الأممية، ومبرزا الأدوار التي تضطلع بها المنظمات الدولية والإقليمية في هذا الملف. كما توقف عند قضية الصحراء الشرقية، مستعرضا خلفياتها التاريخية والقانونية، ومشيرا إلى عدم التزام الجزائر بعدد من الاتفاقيات الثنائية ذات الصلة، بما فيها تلك التي تحدد بوضوح الحدود الترابية بين البلدين.
أما الدكتور حسن فاتح فقد اختتم المداخلات الأكاديمية بالحديث عن البعد الرمزي والروحي للمسيرة الخضراء، مؤكدا أن هذه الملحمة الخالدة شكلت نقطة تحول في تاريخ المغرب الحديث، ورسخت قوة الأمة المغربية في مواجهة التحديات بثقة وإيمان.
يشار إلى أن هذه الندوة تميزت بنقاش علمي رصين وحضور جماهيري مكثف جسد روح الوطنية العالية، كما تخللتها لحظات مؤثرة عقب إعلان البلاغ الملكي التاريخي القاضي بجعل يوم 31 أكتوبر عيدا وطنيا باسم "عيد الوحدة"، وهو القرار الذي لقي تفاعلا كبيرا وتصفيقا من الحاضرين والمشاركين داخل القاعة.
