احتضنت قاعة إسبانيول يوم أمس بمدينة تطوان نتائج الدورة 30 من مهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط، التي انطلقت فعالياتها يوم السبت 25 نونبر 2025.
خلال هذه الأمسية، كشفت لجنة التحكيم عن فوز الفيلم الإيطالي "الوقت اللازم" للمخرجة فرنشيسكا كومنتشيني بالجائزة الكبرى "تمودا"، وجائزة النقد (مصطفى المسناوي) للفيلم الإيطالي "عروسة الجبال" تسلمتها الممثلة كارلوطة دانا من يد المخرج المغربي شريف طريبق، أما جائزة العمل الأول، فقد عادت لفيلم "لاغيتار رايكورتيس فلامينكو" للمخرج انطون ألفاريز.
وقد منحت لجنة التحكيم جائزة أحسن دور نسوي للمخرجة جوفانا بنديت عن الفيلم الفرنسي "المملكة"، وجائزة أحسن ممثل لسعد موفق في فيلم "صوناطا" للمخرج عبد السلام الكلاعي، تسلمها من الكاتبة الأردنية/الفلسطينية ليالي بدر، فيما حصل فيلم "انقلاب" للمخرج جوهان كريمونبري على جائزة محمد الركاب.
وخلال حفل الإختتام، تمكن فيلم "المرجة الزرقاء" للمخرج داوود أولاد السيد من الحصول على تنويه خاص للجنة التحكيم، وذلك بعد فوزه بجائزة أحسن موسيقى تصويرية، أحسن سيناريو، جائزة أحسن إنتاج وتنويه خاص بمهرجان الفيلم الوطني بطنجة.
للإشارة، فقد شهدت قاعات العروض السينمائية على مدى أيام المهرجان أفلاما خارج المسابقة الرسمية، وكذلك تنظيم العديد من الأنشطة الموازية كمحترفات تطوان، وندوات، وتقديم الكتب، ومحاضرات وبرامج أخرى تحمل طابعا سينفيليا بامتياز.
وبخصوص فقرة التكريمات، شهد المهرجان تكريم الممثل إياد نصري الذي تجتمع في شخصيته جنسيات عربية مختلفة (السعودية، فلسطين، الأردن ومصر). يتميز إياد نصري بذكاء فني لافت، يشكل سر نجاحه، إذ يؤمن بأن نجاح أي ممثل لا يتحقق إلا بتكامل مهاراته مع مهارات زملائه في العمل، وهو ما جسده بجدارة عبر مسيرته الحافلة التي تضم أكثر من مئة عمل سينمائي وتلفزيوني.
كما تم تكريم الممثلة الاسبانية عايدة فولتش، تقديرا لمسارها الطويل في مجال التتشخيص وهي في الرابعة عشر من عمرها، لتتحول مع مرور السنوات إلى نجمة تحظى بتقدير واسع في الوسط الفني والشعبي بإسبانيا، وقد تسلمت درع التكريم من يد عبد اللطيف البازي، المسؤول عن الشراكات الثقافية والنشر بإدارة مهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط بتطوان.
وفي السياق ذاته، تم الاحتفاء بكل من المخرج المغربي نبيل عيوش، والممثلة ابنة مدينة العرائش أنيسة العناية التي خصت صورتها بملسق هذه الدورة، في توثيق لآخر أعمالها ضمن فيلم "مذكرات" للمخرج شريف طريبق.
وفي فقرة تقديم الكتب، فقد طرح الكاتب والباحث نور الدين أفاية آخر أعماله الأدبية والسينمائية من خلال مؤلفه "Les rives du regard" قامت بتقديمه الكاتبة والباحثة غيثة الخياط، جاء بعده كتاب للناقد السنفيلي محمد باكريم بعنوان "Les regards et le discour".
أما كتاب "سينما مختلفة" للمخرج والكاتب محمد الشريف طريبق، فقد حظي بحيز زمني أوفر من سابقه، نظرا لأهمية الموضوع الذي يتناوله في تحليل المفارقات بين السينما والأدب والتدقيق في بعض المفاهيم التي تمنح السينما هويتها كجنس فني مستقل بذاته.
"يهتم محمد الشريف الطريبق في هذا الكتاب وفي غيره من كتبه السابقة، بتفكيك الخطاب السينمائي وكشف الآليات التي تنتج المعنى وتعيد إنتاجه داخل منظومات السلطة والمعرفة" كما جاء في تقديم الناقد والروائي سعيد منتسب، بعد ذلك مباشرة، قام الناقد عبد الكريم الشيكر بتقديم العدد 17 من مجلة "وشمة" في النسختين: العربية والفرنسية.
