Thursday 23 October 2025
Advertisement
منبر أنفاس

سناء المستغفر: يد الشباب وخبرة الكبار... معًا نصنع التغيير

سناء المستغفر: يد الشباب وخبرة الكبار... معًا نصنع التغيير سناء المستغفر

في زمن تتسارع فيه التحولات وتتعاظم فيه التحديات، لم يعد ممكنًا لأي مجتمع أن يبني مستقبله بنصف طاقته فقط. فالنهوض لا يتحقق حين يُقصى الشباب أو يُهمَّش الكبار، بل عندما تتضافر قوة الحماس والتجديد مع رصانة الخبرة والتجربة، في توليفة تصنع التوازن والاستمرارية.

الشباب هم طاقة المجتمع المتجددة، يحملون الحلم، ويؤمنون بإمكانية التغيير مهما اشتدت الصعوبات. أما الكبار، فهم خزّان التجربة، وسياج الذاكرة الوطنية، ومرآة لما تحقق من مكاسب وتراكم من دروس. وبين الحلم والتجربة، تتشكل معادلة البناء الوطني الرشيد.

لقد أثبتت التجارب أن المحدودية والفئوية في النضال تحد من استمراريته، لأن القضايا الكبرى لا تُختزل في فئة أو جيل، بل تحتاج إلى تعبئة شاملة تجعل كل مكونات المجتمع شريكة في المسؤولية وصناعة القرار. فحين يصبح النضال مشتركًا، تتحول الطاقات الفردية إلى قوة جماعية قادرة على تحقيق التغيير الحقيقي.

إن الوطن لا ينتظر صراع الأجيال، بل تعاونها.

ولا يحتاج إلى من يتسابق على الواجهة، بل إلى من يتكامل في خدمة الصالح العام.

حين تمتد يد الشباب نحو خبرة الكبار، يُولد جيل قادر على الجمع بين الجرأة والرزانة، بين الطموح والواقعية.

إننا في مرحلة تتطلب من الجميع أن يدرك أن التغيير مسؤولية جماعية، وأن بناء الغد لا يكون إلا بروح الفريق الواحد. فالأوطان لا تُبنى بالصوت العالي، بل بالعقل الهادئ والعمل المشترك.

فلنؤمن إذن أن المستقبل ليس ملك جيل بعينه، بل هو ثمرة تواصل الأجيال وتكامل الطاقات.