Tuesday 26 August 2025
كتاب الرأي

المريزق المصطفى: دفاعا عن الحاشية السفلى.. من أجل مغرب بسرعة واحدة.. مغرب المستقبل

 
المريزق المصطفى: دفاعا عن الحاشية السفلى.. من أجل مغرب بسرعة واحدة.. مغرب المستقبل المريزق المصطفى
لقد كرّست مساري الفكري والنضالي للدفاع عن ما أسميه "الحاشية السفلى"، تلك الفئات المنسية في عمق المغرب غير النافع، والتي تعيش التهميش المزمن واللامساواة بكل تجلياتها. من هذه المعاناة اليومية، انطلقتُ في بناء مشروع "الطريق الرابع"، كمقاربة جديدة تتجاوز الشعارات الجوفاء، وتعيد الاعتبار للفعل السياسي من داخل المجتمع ولأجل المجتمع.

"الطريق الرابع" ليس تنظيرًا في فراغ، بل مشروع مواطنة نابع من تجربة شخصية ومنصتة للميدان. عبر سنوات، جُبت مدنًا وقرى، من تكلفت إلى كلميمة، من تاونات إلى خنيفرة، ومن العيون إلى وزان، ومن جرادة إلى الكناديز، ومن بني تجيت إلى الداخلة، ومن تمحظيت إلى المعادنة، ومن الشاون إلى مارتيل، ومن الزغاريين إلى كلميم...إلخ . استمعتُ للنساء الكادحات، للشباب العاطل، للمزارعين الصغار، وللمعلمين والأطر المنسيين في الجبال والمناطق النائية. لم أزرهم فقط من باب التعاطف، بل من أجل أن أبني معهم، ومعهن، تصورا لمغرب آخر ممكن.

مغرب بسرعة واحدة، حيث لا تُترك فئة على الرصيف بينما تستأثر أقلية بالثروة والجاه والمحسوبية والزبونية. مغرب المستقبل الذي قال عنه الملك " لا مكان اليوم ولا غدا لمغرب يسير بسرعتين"..والذي لا يكون إلا بديمقراطية اجتماعية كاملة، وعدالة ترابية شاملة، وتنمية من القاعدة، لا من الأعلى.

في كل محطة ميدانية، كنت أُصغي للناس أكثر مما أتكلم. رأيت كيف يُقاوم مواطن الحاشية السفلى التهميش بكرامة، ويبتكر حلولًا محلية رغم ضعف الإمكانيات. لذلك، لا أطرح نفسي ناطقًا باسمهم، بل شريكًا في معركتهم من أجل الكرامة، وأداة لنقل صوتهم داخل النقاش العمومي.

إن مغرب الغد الذي أدعو إليه هو مغرب المواطن الحُر، المتساوي في الحقوق والواجبات، مغرب فعلية حقوق الإنسان، في المدينة كما في البادية.
أما مشروع "الطريق الرابع" هو التزام أخلاقي قبل أن يكون برنامجا سياسيا. التزام من أجل مغرب يعيش فيه الجميع بنفس السرعة، لا يُقصى فيه أحد، ولا يُعتبر فيه الفقر قدرا محتوما، بل نتيجة لخيارات يمكن ويجب تغييرها.
 
المريزق المصطفى، مؤسس الطريق الرابع