في سياق وطني يتسم بتكثيف الأوراش الكبرى والتنموية، ووسط تحديات متزايدة تتطلب مقاربات جديدة في التعمير والبناء، تنظم النقابة الوطنية للمهندسين المعماريين، ندوة وطنية يوم الثلاثاء 24 يونيو 2025، تحت عنوان "بناء الجودة: بين المعايير، التصنيفات ومسؤولية المهندس المعماري"، وذلك بـفضاء المكتبة الجامعية محمد السقاط بمدينة الدار البيضاء.
وتسعى هذه الندوة إلى تسليط الضوء على واقع الممارسة المعمارية بالمغرب، فيما يتعلق بـ"الجودة في البناء"، باعتبارها ركيزة أساسية نحو تحقيق تنمية عمرانية مستدامة، تحترم المعايير التقنية والبيئية، وتستجيب لتطلعات المواطن المغربي.
ويراهن منظمو الندوة على إحداث نقلة نوعية في التفكير حول مفهوم الجودة، ليس فقط من زاوية تقنية بحتة، بل في أبعادها الشاملة التي تمس المعايير المعتمدة، مسؤولية المهنيين، منظومة التصنيفات، ودور المواد المحلية.
وتتميز هذه الندوة بطابعها التشاركي، حيث تجمع نخبة من المهندسين المعماريين، وأصحاب المشاريع، والمنعشين العقاريين، ومكاتب الدراسات، وممثلين عن مؤسسات رسمية، لمناقشة ثلاثة محاور رئيسية: بلورة مرجعية وطنية للجودة تراعي الخصوصية المغربية في البناء والمعمار، بعيدًا عن النسخ الحرفي للنماذج الأجنبية وإعادة الاعتبار لدور المهندس المعماري، ليس فقط كمصمم، بل كفاعل مركزي في ضمان جودة المسكن والمرفق العام، وجعل الجودة رافعة استراتيجية لدعم الأوراش الوطنية الكبرى، خصوصًا في مجالات الإسكان، البنية التحتية، والمشاريع العمومية ذات البعد الاستراتيجي.
و يتضمن برنامج الندوة مداخلات لخبراء في مجال الهندسة المعمارية والبناء، إضافة إلى عروض لتجارب ميدانية ناجحة، ونقاشات مفتوحة حول التحديات والرهانات المطروحة، من بينها أهمية تثمين المواد المحلية، واعتماد مقاربات متكاملة بين الفاعلين في القطاع.
وستشكل هذه الندوة مناسبة لتقديم رؤى مهنية حول العلاقة بين الإبداع المعماري، والاستدامة، وجودة الفضاءات المبنية، إلى جانب تسليط الضوء على مشاريع هيكلية تشكل مرجعًا في مجال الجودة والابتكار.
لا تنفصل هذه المبادرة المهنية عن التوجه الوطني الداعي إلى تعزيز الحكامة، ورفع جودة الحياة، وترسيخ بيئة عمرانية سليمة وآمنة. ومن هذا المنطلق، تدعو النقابة الوطنية للمهندسين المعماريين إلى بناء وعي جماعي بأهمية الجودة كخيار استراتيجي، وخلق جسور تضامن وتعاون بين مختلف المتدخلين في القطاع.
ويؤكد المنظمون أن نجاح الأوراش الكبرى في المغرب يمر بالضرورة عبر مقاربة تعتمد الجودة، وتثمن كفاءة المهندس المعماري، وتضمن احترام الخصوصيات الثقافية والبيئية للمجال المغربي.