Saturday 31 May 2025
سياسة

عبد الرحمان اليوسفي: رجل الوفاء للوطن

عبد الرحمان اليوسفي: رجل الوفاء للوطن المرحوم عبد الرحمان اليوسفي
تحية وفاء وتقدير من مناضلي  حركة الطفولة الشعبية في ذاكرة الوطن، قليلون هم من نقشوا أسماءهم بأحرف من ذهب، وكانوا للحق أنصارًا، وللوطن أبناءً بررة، وللأجيال قدوةً ومصدر إلهام.
 
ومن بين هؤلاء، يبرز اسم عبد الرحمان اليوسفي، السياسي والمناضل والمحامي والإنسان، الذي عاش حياته مخلصًا لقيم الحرية والكرامة والعدالة، فكان بحقّ أحد أعمدة الحركة الوطنية، ووجها من وجوه المغرب المشرق.
 
 
1- من رفاق الدرب إلى رفاق الحلم
كان عبد الرحمان اليوسفي صديقًا وفيًا للمهدي بنبركة، الرمز الخالد في تاريخ الكفاح الوطني والتقدمي، كما جمعته روابط نضال متينة بالمناضل الكبير الطيبي بنعمر، أحد مؤسسي حركة الطفولة الشعبية. وقد شكلت هذه العلاقة الثلاثية تربةً خصبة لزرع القيم النبيلة التي آمنوا بها جميعاً: الاستقلال الحقيقي، بناء الدولة الحديثة، والرهان على الإنسان المغربي كمحور لكل تنمية.
 
2- مناضل لا يساوم
انخرط اليوسفي مبكرًا في النضال الوطني ضد الاستعمار، وكان من أوائل المدافعين عن القضايا العادلة للشعوب، محاميًا عن المضطهدين، ومدافعًا عن المظلومين في المحاكم وفي المحافل الدولية. نُفي، واعتُقل، وعاش الغربة والمنفى، لكنه لم ينكسر. ظلّ صوته صادقًا، وضميره يقظًا، وخطابه وحدويًا جامعًا، حتى عاد إلى المغرب من أجل مواصلة البناء عبر السياسة والنزاهة، حين قاد حكومة التناوب التوافقي سنة 1998.
 
3- مُلهم الطفولة الشعبية
في حركة الطفولة الشعبية، نستحضر عبد الرحمان اليوسفي ليس فقط كمناضل سياسي، بل كمرجع أخلاقي ونموذج في التربية على القيم. فصداقته الوثيقة مع الطيبي بنعمر أحد رجالات التي أسست  الطفولة الشعبية  لم تكن عابرة، بل كانت امتدادًا لمسار مشترك يرمي إلى بناء الإنسان، بدءًا من الطفل.
 
لقد كان اليوسفي يؤمن بأن العمل التربوي والثقافي أساس لبناء مغرب جديد، وأن غرس قيم المواطنة والتسامح والتفكير النقدي يبدأ في سن مبكرة، في المخيمات، في النوادي، في المدارس، وفي الورشات التي تحتضنها حركتنا منذ عقود.
 
4- إرث من المبادئ
اليوم، ونحن في حركة الطفولة الشعبية نستحضر مسيرة عبد الرحمان اليوسفي، فإننا نستلهم من حكمته وتواضعه، من صبره وثباته، من إيمانه العميق بالمصالحة، ومن نضاله المستمر من أجل دولة المؤسسات والحق والقانون.
إنه إرث لا يُنسى، ومسؤولية نتحملها جميعًا في الاستمرار على درب من سبقونا، من المهدي بنبركة إلى الطيبي بنعمر إلى عبد الرحمان اليوسفي، من أجل أن تظل الطفولة المغربية في صلب المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي الذي حلموا به، وضحّوا من أجله.
 

رحم الله عبد الرحمان اليوسفي، وأجزل له الثواب، وجعل ذكراه نبراسًا للأجيال القادمة. وإننا في حركة الطفولة الشعبية نؤكد التزامنا بمواصلة حمل المشعل، بكل وفاء للذاكرة، وإيمان بالمستقبل.