بقلم : الدكتور أنور الشرقاوي بتعاون مع الدكتورة غزلان الإدريسي، اختصاصية في أمراض الجهاز الهضمي والشرج بسلا
تماماً كما نُعيد تأهيل الكاحل cheville بعد الإلتواء، يمكن – بل ويجب – إعادة تأهيل المصرة الشرجية (نهاية الجهاز الهضمي ) عند الإصابة بنوع من الاضطرابات الوظيفية أوبعض الأمراض مثل البواسير أو تعفن المخرج البرازي في حالة Fissure.
موضوع يُعد من المحرمات الاجتماعية او لنقل " أمراض الحشومة " ، غالباً ما يُجهل أو يُستهزأ به، غير أن العجان الخلفي، أو ما يُعرف بالمنطقة المحيطة بالشرج، يستحق اهتماماً خاصاً لما له من أهمية في الحفاظ على جودة الحياة.
لنتعرف جميعا على عالم إعادة التأهيل الشرجي والمستقيم، عالم مجهول لدى الكثيرين، لكنه يجمع بين الجدية الطبية والرفاهية الحميمة.
تدريب مُصمَّم خصيصاً لعضلات الظل
إعادة تأهيل الشرج ليست غرابة طبية، بل هي منهج علاجي علمي، دقيق وتدريجي، يهدف إلى استعادة القوة، والتناسق، والإحساس في عضلات قاع الحوض، ولا سيما المصرتين الداخلية والخارجية.
كيف يتم ذلك؟ عبر مجموعة من التقنيات تشمل: تمارين إرادية، العلاج بالارتجاع البيولوجي، التحفيز الكهربائي، وأحياناً تدريب تنفسي ووضعياتي.
كل ذلك يُنجز في إطار خاص، آمن ومراعٍ للخصوصية، وتحت إشراف أخصائي علاج متمرس proctologue أي طبيب مختص في أمراض الشرج والمستقيم.
متى يجب التفكير في هذا النوع من التأهيل ؟
قائمة الحالات التي تستدعي هذا العلاج أطول مما نتصور:
سلس البراز (حتى وإن كان خفيفاً): بعد الولادة، أو الجراحة، أو مع التقدم في السن، أو نتيجة اعتداء جنسي.
الإمساك الطرفي : حين تشعر بالرغبة في التبرز ولكن دون جدوى، وكأن البراز عالق في آخر المستقيم.
آلام الشرج المزمنة : آلام غامضة ومستمرة دون سبب عضوي واضح.
آلام الشرج المزمنة : آلام غامضة ومستمرة دون سبب عضوي واضح.
اضطرابات الإحساس في المستقيم : سواء زيادة أو نقص في الإحساس، مما يؤدي إلى عدم الارتياح في الحياة اليومية.
التحضير أو التعافي بعد العمليات الجراحية : مثل جراحة البواسير، أو الناسور الشرجي، أو هبوط المستقيم.
و أين يتجلى دور طبيب الشرج والمستقيم ؟
إنه قائد الفريق. طبيب الشرج والمستقيم هو من يُشخّص الحالة، ويوجّه، ويصف، ويتابع العلاج.
إنه قائد الفريق. طبيب الشرج والمستقيم هو من يُشخّص الحالة، ويوجّه، ويصف، ويتابع العلاج.
بفضل الفحوصات المتقدمة مثل قياس ضغط المصرة، التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر الشرج، أو التنظير، يستطيع الطبيب تحديد الخلل بدقة واقتراح خطة علاج شخصية.
ويعمل جنباً إلى جنب مع أخصائيي العلاج الفيزيائي kinesitherapeute، وأطباء الجهاز الهضمي، وأحياناً مع أطباء المسالك البولية أو الأطباء النفسيين عندما تكون المشكلة ذات أبعاد نفسية أو معقدة.
ولا بد من التأكيد أن بدون هذا الطبيب الخبير في أمرض الشرج.والمستقيم، لا يمكن تصور علاج فعال لمشكلات الشرج المزعجة.
فهو من يحدد الأدوات العلاجية الأنسب، ويتجنب التشخيصات الخاطئة مثل الآلام الناتجة عن شق شرجي، أو إمساك نفسي المنشأ.
طبّ محتشم لكنه فعّال
لا داعي للخجل. فنتائج إعادة تأهيل الشرج مشجعة: الآلاف من المرضى يستعيدون حياتهم الطبيعية ويتحررون من آلام الشرج المزمنة.
وغالباً ما تكون هذه الطريقة بديلاً فعّالاً عن الجراحة في كثير من الحالات.
صحيح أن الحديث عن المصرة الشرجية مع الطبيب قد لا يكون مريحاً، لكنه ضروري، بل ومحرّر.
فاستعادة السيطرة على وظائف الإخراج – سواء البولية أو البرازية – يعني استعادة الكرامة، والثقة بالنفس، وأحياناً، ابتسامة خفية لكنها صادقة.
ببساطة: إعادة التأهيل الشرجي والمستقيم أشبه بقاعة رياضية… لكنها مخصصة لعضلات خفية في أجسامنا، وذلك تحت إشراف طبي مختص.