Friday 30 May 2025
فن وثقافة

برنامج "أسفار الشباب 2025": وزارة الشباب خارج رهان الدبلوماسية بالسفر .. والشراكة بالإشراك لا الإقصاء..

برنامج "أسفار الشباب 2025": وزارة الشباب خارج رهان الدبلوماسية بالسفر .. والشراكة بالإشراك لا الإقصاء.. المهدي بنسعيد، وزير الثقافة
تتسابق فيه الدول لصياغة استراتيجيات ثقافية تعزز من مكانتها الدولية...
تتنافس عدة جهات مدنية وسياسية لتنزيل التوجيهات الملكية في تفعيل الدبلوماسية الموازية... دبلوماسية التغيير لا التدبير...
وهذا ممكن وقوي... في مجال الشباب... والطفولة... والثقافة والإعلام..
لكن بوعي وطني لا بتدبير بيروقراطي... وهم ترويجي لملء الفراغ...
مفاتيح فتح قلاع الديبوماسية الموازية برحلات الشباب بيد المهدي بنسعيد... الذي يخطط لأسفار الشباب دون وعي وطني برهان الدبلوماسية الموازية... وبالزمن الجيوسياسي المغربي الجديد منذ رسم الملك لنا جميعا خارطة طريق لديبلوماسية التغيير لا التدبير.... هذا ممكن... لمن يمتلك القدرة على التفكير لا التدوير... على المبادرة لا التنميط..
 
 
رحلات الشباب يا قطاع الشباب هي خارج روح الخارطة الملكية... وجهة ووعمقا ورؤية... وخارج مبادئ الإنصاف والعدالة والتمييز الإيجابي والشفافية ورهان الشراكة وتوسيع قاعدة القرار والتبني.
التغيير بالشباب ومن الشباب وإلى الشباب... وأسفار التبادل يا سي بنسعيد... جسر مهم لتنزيل الترافع بالتبادل الثقافي... بالرحلات نتمتع ونؤثر ونغير ونفتح معاقل جديدة منصفة لقضايانا الوطنية.
مما يتطلب وعيا بيداغوجيا سياسيا وورؤية شاملة .... أكبر من مذكرة قسم في الوزارة... لا مقاربة بيروقراطية.. بل قيادة مشتركة... نعم هي معركة... تحتاج للبوصلة والعزيمة والفكر والدينامية المدنية...وشركاء المجتمع المدني لا عنوانا إلكترونيا للترشح...
ولا ترسانة من الشروط إقصائية بلا رؤية دامجة وطنية جيو استراتيجية... السفر متعة للشباب... لكنه مهمة ووظيفة.... وتكليف للتأثير بوعي وطني بالرهانات الكبرى.. لهذا اختيار وجهات السفر تكون استراتيجية لا عشوائية.... والشريك المدني في الرؤية والقرار والانتقاء شرط أساس لبلورة مشروع مجتمعي...
لكن وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية أبت إلا أن تطل علينا كعادتها ببرنامج "أسفار الشباب 2025"، الذي يبدو أقرب إلى عروض وكالات السفر منه إلى مبادرة ثقافية وطنية.
يُفترض أن يكون التبادل الثقافي جسرًا للتواصل والتفاهم بين الشعوب، بيد أن هذا البرنامج إلى رحلات سياحية محدودة الأفق، تفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية والتخطيط المحكم... وإلى سؤال النجاعة والتقييم والأثر المنتظر....
أكررها .... متعة ومهمة... بالشباب ومن الشباب...معاقل منيعة.... وعدة معرفية شبابية قوية....لنقل بيننا أسفار الدبلوماسية الشبابية الموازية لنكون في قلب الرؤية الملكية... فللأسف بنسعيد متأخر إيقاعا عن الرؤية الملكية، لم يستطع لحد الساعة الخروج من تدبير التدابير إلى تدبير التغيير.... لم يعي بعد رهان المرحلة...
 
غياب الرؤية الاستراتيجية
يبرامج التبادل الثقافي ملزمة بوي وطني أن تتأسس على أسس واضحة، تهدف إلى تعزيز الفهم المتبادل وتبادل الخبرات بين الشباب من مختلف الثقافات... مع وعي بالديبلوماسية الموازية... لنكون في الزمن الذي أعلنه الملك خارج لغة " التدبير".... وقطاع الشباب قطاع الترافع بالتغيير بامتياز... والأسفار متعة لكنها جسر وذريعة....
إلا أن رؤية "أسفار الشباب 2025" تفتقر إلى هذه الوعي بالرهان الحضاري والوطني، حيث تقتصر الوجهات على دول محددة مثل السعودية ومالاوي، دون توضيح للمعايير التي تم على أساسها اختيار هذه الدول... هذا التحديد الضيق للوجهات يعكس افتقار البرنامج للتنوع الثقافي والحضاري والرهان الديبوماسي الموازي، ويُسقط عنه صفة التبادل الثقافي الحقيقي، والقوة الناعمة في تغيير المواقف...
 
تغييب الشركاء من المجتمع المدني
تغييب المجتمع المدني والشركاء المحليين في عملية التخطيط والتنفيذ... واعتماد انتقاء غير شفاف بلا منصة... الاكتفاء بإرسال طلب المشاركة إلى عنوان إلكتروني... حيث غياهب القرار تتمدد... وكل شيء يقرر بعيدا عن الفضول.... فضول الحكامة والشفافية...
فبدلاً من إشراك الجمعيات والمنظمات الشبابية ذات الخبرة في الميدان، تعتمد وزارة المهدي على ترشيحات مباشرة وإجراءات بيروقراطية، مما يُفقد البرنامج عنصر التشاركية ويُضعف من فعاليته... ويطرح سؤال الخفاء...
 
غياب الشفافية في المعايير والاختيار
البرنامج تعوزه الشفافية في معايير الاختيار والفرز. فلا توجد تقارير منشورة عن برامج سابقة توضح كيفية اختيار المشاركين، ولا شبكة معايير معلنة تضمن العدالة والإنصاف في الاختيار... ولا لوائح المختارين، هذا الغموض يفتح الباب أمام التساؤلات حول مدى نزاهة وموضوعية العملية... لا نتهم أحدا... لكن الغموض شبهة..
 
 
تغييب الوعي الوطني والدبلوماسية الموازية بالسفر
تؤسس الدبلوماسية الشبابية عبر السفر لواجهة مهمًة في تعزيز العلاقات بين الدول، يغيب هذا البُعد تمامًا عن برنامج "أسفار الشباب 2025". فلا توجد شراكات مع مؤسسات ثقافية أو جامعات في الدول المستضيفة، ولا برامج تهدف إلى تعزيز التفاهم والتعاون الثقافي بين الشباب المغربي ونظرائهم في تلك الدول...
 
غياب مبدأ الإنصاف المجتمعي
البرنامج كأني به يسقط بعد التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية بين الشباب. فالمشاركة تتطلب تحمل تكاليف السفر والتأشيرة، مما يُقصي الشباب من الفئات الهشة والمناطق النائية. هذا الإقصاء يتعارض مع مبدأ العدالة الاجتماعية ويُفرغ البرنامج من محتواه التشاركي...
 
اشتراط الشهادة الطبية: إجراء غريب وإقصائي
من بين الشروط المثيرة للاستغراب في البرنامج هو اشتراط تقديم شهادة طبية. هذا الشرط، الذي لا يُبرر في سياق التبادل الثقافي التنوعي ومبدأ الدمج والإنصاف، يُعد إجراءً إقصائيًا يُضيف عبئًا إضافيًا على المشاركين، خاصة من الفئات الهشة... ويجعل القدرة البدنية شرطا... أهو سفر لتبادل الخبرات أم ماراثون..؟
 
برنامج "أسفار الشباب 2025" يُعد مثالًا على كيفية تحويل مبادرة ثقافية بوعي وطني ورهان دبلوماسي مدني مواز، إلى رحلة سياحية مثقلة الشروط وتفتقر إلى الرؤية والتخطيط. فبدلاً من أن يكون جسرًا للتواصل والتفاهم بين الثقافات، وقوة للتغيير الناعم في المواقف، يتحول إلى نشاط بيروقراطي يُقصي الفئات الهشة ويُغيب الشركاء المحليين. لذا، فإن إعادة النظر في هذا البرنامج، من حيث الرؤية، والتخطيط، والشراكة، والشفافية، تُعد خطوة ضرورية لضمان تحقيق أهداف التبادل الثقافي الحقيقي.