Tuesday 27 May 2025
كتاب الرأي

عادل الزبيري: تتالي انهيار المعسكر الشرقي الإفريقي

عادل الزبيري: تتالي انهيار المعسكر الشرقي الإفريقي عادل الزبيري
بقيت دول شرق إفريقيا قلعة عصية جدا على الدبلوماسية المغربية، لسنوات طويلة جدا، لأن الهوى في الرباط دبلوماسيا، كان فرانكفونيا دائما منذ استقلال المغرب، في النصف الثاني من القرن العشرين.
جرت مياه كثيرة تحت الجسر على عهد الملك محمد السادس، لتتحول كل إفريقيا إلى ملعب لا تهابه الدبلوماسية المغربية.
فبكل شجاعة ملكية، عاد المغرب إلى الاتحاد الإفريقي بعد أن غادرت ذات زمن ماضي عندما كان اسمه منظمة الوحدة الإفريقية؛ في انتصار للبيت الإفريقي، لأن العاهل المغربي الملك محمد السادس محامي إفريقيا عبر العالم.
وفي شرق القارة الإفريقية، وجدت تاريخيا دعاية خصوم المغرب، مكانا اعتبر آمنا لها، ورأى أعداء المغرب في هذا الإقليم الإفريقي قلعة حصينة.
ولكن تغيرت المعادلة بفضل حنكة الخارجية المغربية، وبفضل رؤية ملكية مغربية تؤمن بتعدد الشركاء، وبتنويع الحلفاء؛ وبأن عدو الأمس مشروع جيد لصديق اليوم.
فانهارت قلاع دبلوماسية تباعا في شرق أوروبا، لأن المغرب تاريخيا محسوب على المعسكر الغربي في القارة العجوز، لتتحول دول أوروبية شرقية إلى شريك وإلى حليف لا يتردد في الدفاع عن مصالح الرباط بشراسة في بروكسيل.
وفي القارة السمراء، تلاقت المصالح بين المغرب وكينيا، لتركب هذه الدولة الشرق إفريقية لغة المصالح العالمية، ومقاربة رابح رابح التي يرفعها المغرب، وسياسة اليد الممدودة التي تعتبر حجر الزاوية في سياسة العاهل المغربي الملك محمد السادس حيال دول إفريقية.
في النهاية انهارت قلعة كينيا على رؤوس أعداء المصالح المغربية الاستراتيجية، وانتصرت الدبلوماسية الواقعية المغربية، لتفتح كينيا في العاصمة المغربية الرباط سفارة.
ففي مرحلة دبلوماسية عالمية يقومها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تنتصر لغة الاقتصاد، على باقي اللغات، خصوصا التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتقوية النعرات، ودعم الحركات الانفصالية،  والتي تنتمي إلى زمن الحرب الباردة، ولمرحلة ما قبل انهيار جدار برلين.
تتزين العاصمة المغربية الرباط بلوحة معدنية أنيقة لسفارة كينيا، في إعلان صريح على دعم كيني للمقترح المغربي الواقعي وذي المصداقية، لمنح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية الصحراوية المغربية، تحت السيادة المغربية الكاملة.
فمن لا يزال يؤمن بالماضي، فعليه أن يتعلم من دروس الدبلوماسية المغربية.