في سياق الفضيحة التي أثارتها "الوطن الآن"، في عددها الأخير، والتي تخص الجرائم العقارية لمجموعة الضحى تحت رعاية رئيسها ومديرها أنس الصفريوي المسؤول عن أكبر فضيحة عقارية يشهدها المغرب، والذي لا يزال يفتخر بـ" شقق الموت"، كتب عبد الحميد جماهري، مدير تحرير يومية "الاتحاد الاشتراكي"، في عموده اليومي مقالا ساخرا عن التعويض المادي الخيالي الذي طالب به الصفريوي مدير نشر أسبوعية "الوطن الآن"، نورده كالتالي:
"عندما قال وزير الثقافة محمد الصبيحي أمام البرلمان أن المغرب يتوفر على 16 ألف معلمة تاريخية، لم يكن بعد قد اطلع على الدعوى التي رفعتها مجموعة الضحى ضد أريري ليصبح العدد هو 16 ألفا وواحدة!
فالسيد الصفريوي، الذي لم نحب أن يتعرض لموجة من الهجوم لأسباب لا نعرفها حقا، يريد أن يدفع له الزميل عبد الرحيم أريري مليارين (أعرف أنه في قضية الأموال.. حدو الباك!) تعويضا عن الضرر.
طيب، من أين سيأتي أريري بهذه المبالغ؟
شخصيا لا أعرف جوابا، لهذا فكرت في البحث عنه لدى الفقيه الجزائري شمس الدين البوروبي الذي سبق له أن واجه أسئلة خاصة، وغاية في الإشكال:
كالسؤال الأول: كيف كان لون السيدة الأولى أمنا حواء: أكانت شقراء الشعر أم حميراءه، أم سوداء الظفائر؟
وكان جوابه على ذلك: واش عرفني أنا، وعلاش انتوما تسولوني على شعرها؟ واش دخلكوم انتوما اسيدي..
أو كالسؤال الثاني: أهل الكهف: من أية فصيلة كان كلبهم: أهو دوبيرمان أو شيانبيرجي؟
فلم يعرف وافترض أنه: «بلاك كانيش مصيبة»..
سائل سأل الفقيه... ومن عقد قران السيدة الأولى في الكون مع الرجل الأول للبشرية؟ وأضاف موضحا أن أهل قريته انقسموا إلى فريقين: الأول يقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي عقد القران، والثاني يقول بأنه تزوجها بلا عقد!!
فأجاب الفقيه غاضبا: علاش تفكروا في اللي عقد، راه الله سبحانه هو اللي عقد ليهم، لما قال (اسكن أنت وزوجك الجنة).. وأنا فين حضرت عرسها ياك هوما تزوجو ف الجنة...
ولا يمكن أن نتصور كيف سيكون رده على السؤال: هل تجوز الصلاة بالبيكيني؟
لكن من المؤكد أن ذلك أقل تعقيدا من الفتوى المطلوبة في ملياري السيد الصفريوي؟
فإذا كان أريري قد ورث من آل الصباح بعض الآبار، فليس من مصلحة الصفريوي أن يتنازل عن الدعوى، فربما يحكم القاضي، الذي سيصدر الحكم وهو مغشى عليه، بحقه في حفر الباطن..
وإذا كان أريري يجني الزعفران الحر، كل ربع ساعة، فيمكن للمحامي الذي أوكله السيد الصفريوي أن يواصل المرافعة، فربما يحكم القاضي، الذي سيصدر الحكم وهو في سيارة إسعاف ، بإعطاء السيد الصفريوي ربع العرام الذي سيأتي به الصحافي ومدير صحيفة "الوطن الآن".
يسمي أهل القانون (ومعهم منعشون عقاريون بالتحديد) هذه العملية بثمن الضرر(أو ثمن الدارر).. وبه يمكن للسيد الصفريوي أن ينهي تامسنا في الرباط،..
وعليه أن يجيب عن السؤال: هل يمكن أن ندعو للشيطان بالهداية؟
كما سألت سيدة من مدينة البليدة الجزائرية:
للا... زيدي دعيلو يدخل الجنة، وتكوني انتي زوجته في الجنة، ويكون نسيبك هو أبو لهب..!
وملي أريري يمكنه أن يدفع 2 مليار سنتيم، لم لا نطالبه بأن يبني لنا الأهرامات، ويبني تاج محل، ويزيد في المعالم العمرانية.. المغربية شي 3 أو 4 يخليهم للتاريخ!
أفهم غضب السي الصفريوي، الذي تسعى الصحافة كلها، ونعني كلها، إلى إرضائه، وذلك سببه معروف، وجزء من المعادلة التي تربط الصحافة بالعمران، والنشر بالإشهار، لكن أن يصل الغضب إلى درجة أن نطلب من المدير أريري أن يدفع 2 مليار سنتيم، فأعتقد بأنه غير مستساغ ، اللهم إلا إذا كان المستشار القانوني للسيد الصفريوي يعرف بأن أريري «راكد على شي كنز».
وهنا أقول لأريري: يالا صديقي كف عن التشكي كلما التقيتني واكحبهم!!
وفي سياق العجب: أسأل الفقيه شمس الدين: هل يجوز أن يبعث قارون، بعد وفاته في شخص السيد عبد الرحيم أريري؟
وإذا كان ذلك غير ممكن، فأنا أعوض على الفقيه بسؤال آخر: ما قول الفقه في من وجد امرأته حاملا ليلة الدخلة؟
ومن يصدقه إذا ولدت في اليوم الموالي لحفل العرس بأن لا شيء وقع لها؟
وإذا لم تصدق ذلك، فكيف تصدقون أن أريري يملك مليارين اثنين مع مصاريف الدعوى؟
إن الصفريوي يريد أن يبني المنازل في المغرب، ونحن ندعو له بالتوفيق والمزيد من المال والثروة، لكن لماذا يصر على أن «يبني قبرا» لأريري الصحافي ومدير النشر؟".
(عن يومية "الاتحاد الاشتراكي")